صنعاءنيوز / محمد اللوزي _ من صفحته على الفيس -
مامن شك إننا أمام مفترق طرق، وأن العالم يعيش مخاضا عسيرا، لولادة قادم خال من هيمنة القطب الواحد. وأن ثمة تطابق ذكي وقوي بين روسيا والصين، وإن لم يبدو على السطح بقوة. لكنه مهياء لأن يقدم نفسه في الفرصة السانحة بعد أن يجد الغرب نفسه مشتت القوى ونال منه الإجهاد. هذه الحرب الروسية الأوكرانية هي مفتتح إعلان مشروع جديد لعالم يتوق الى التوازن وبعض العدالة، ولصياغة تحالفات جديدة لامجال فيها للهيمنة والموقف الواحد. الصين عينها على تايوان وبقوة وتتحفز للإنقضاض عليها، والغرب كله يدرك جيدا فداحة هذا القادم عليه ويبحث عن قوة ضاغطة تعيق الصين من تنفيذ حلمها لضم تايوان. مامن مفر أن حرب روسيا مع اوكرانيا تمهد لحرب اكثر ضراوة في بحر الصين، واننا على ابواب حرب عالمية ثالثة تتصاعد وتيرتها الى مستوى غير مسبوق تكون فيها الصين القوة الهائلة التي ستخفف الضغط على روسيا من جهة، وتحقق تطلعاتها من جهة ثانية، مع تتالي احداث تجعل الحرب العالمية الثالثة مختلفة، ربما تكون (سيبرانية) واقتصادية إذلا يحتمل العام حرب نوويةوإبادة البشرية. لذلك لابديل سوى صياغة حرب ضاغطة مهددة مؤثرة وقوية. في المقابل لن تجد الصين فرصة سانحة لضم تايوان كهذه الفرصة ولن تتكرر، غير أنها تتمهل لمزيد من تفاقم الاوضاع في الغرب الاورو امريكي. لعلنا نذكر زيارة بوتين للصين ولقائه بالرئيس الصيني على هامش افتتاح الألعاب الأولومبية في الرابع من فبراير الجاري، والبيان الذي صدر عن لقاء القمة، وأهم ماجاء فيه الدعم المتبادل بين الدولتين في قضايا الامن وإشارات تكاد تكون واضحة في الحد من النفوذ الامريكي والتوقيع على عدة اتفاقيات في الطاقة تحسبا لعقوپات الغرب الاقتصادية. المسألة إذا أننا لسنا أمام حرب ارتجالية او عشوائية وإنما مخطط لها بعناية ومرتب لها، ولمواجهة كل تداعياتها في المقدمة العقوبات الاقتصادية. هي إذا حرب تستهدف درء الخطر الاورو امريكي على روسيا وتأمين اراضيها وسيادتها واعتبارها دولة قوية ذات نفوذ وحاضرة في قلب المشهد العالمي، وتحييد او كرانيا من ان تكون ذراع اوروبا في روسيا على ذات. المستوى اهتبال الصين فرصة هذه الحرب لضم تايون إليها باعتبارها جزءا منها والاستعداد الكامل لمواجهة قادم حتى لوبلغ ذروته حرب لاتبقي ولاتذر. روسيا والصين صمما على ان يكون لهما نفوذهما السياسي والعسكري والاقتصادي، وان يكون العالم متعدد الاقطاب متوازن الى حد ما، لعل ذلك يخدم البلدان النامية إذا ما استطاعت أن تغتنم هذه التعددية القطبية وتوجد لها مكانا تحت الشمس. |