shopify site analytics
فضيحة عصابة أشهر tiktokers يغتصب الأطفال تهز الشارع اللبناني! - ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻳﻮﺳﻒ ﺷﺎﻛﻴﺮ يعود الي الفضاء - قيادات الدولة وحكومة تصريف الأعمال يستقبلون المعزين في وفاة المناضل احمد مساعد حسين - فرض جبايات جديدة على هذه السيارات لأول مرة في اليمن - فتح مكتب للقنصلية الهندية قريباً في عدن، - تدشين المرحلة الثالثة من مشروع إعادة تأهيل وصيانة خط المشنة - بعدان - أثر الأخلاق في بناء الأمم: دروس من مذكرات انديرا غاندي - مجازر الاحتلال والحراك الدولي والاعتراف بدولة فلسطين - ماذا تنتظرون بعد تهاوي العراق وسوريا ولبنان واليمن - الحمدلله الذي زادنا فيكم بصيرة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - لا تزيد معاناة المرأة الموريتانية والأفريقية كثيرا عن معاناة غيرها من
النساء في العالم العربي والإسلامي سوى أن لها خصوصية تاريخية إذ تأثرت

الجمعة, 29-مارس-2024
صنعاءنيوز / -


لا تزيد معاناة المرأة الموريتانية والأفريقية كثيرا عن معاناة غيرها من
النساء في العالم العربي والإسلامي سوى أن لها خصوصية تاريخية إذ تأثرت
بحقبة العبودية التي اجتاحت أفريقيا وتأثرت بها موريتانيا التي عمق فيها
الاستعمار والقوى الرجعية فكر وممارسات العبودية، ومع أن الدستور قد ألغى
العبودية رسمياً في موريتانيا إلا أن المشوار طويل للانتقال من التشريع
إلى التطبيق من خلال نهضة فكرية يتبناها أهل الفكر والثقافة في موريتانيا
بعون السلطة التنفيذية وليس الحكومة وحدها.

لا تسعى المرأة الموريتانية إلى العزلة أو التمرد على هويتها أو
مجتمعها، كذلك فإنها ليست أداةً أو معول ذاتي لهدم وطنها أو بيد الآخر
للغرض ذاته، وإنما هي نهضة ثورية ومشروع وطني، ومسعى طموح ومشروع للنهوض
بواقعها ومجتمعها الذي لا يمكنها ولا لأي إمرأة الانعزال عنه وذلك هو
المنطق الذي يجب إدراكه والتعاطي؛ فوصف نهضة المرأة بمعول الهدم
الاجتماعي والمساعي الانعزالية عن الهوية هو في حقيقة مسعى لإحكام قيود
مظلوميتها واستمرار معاناتها.

إن تحرك المرأة الموريتانية في نهضتها ثورة على طريق الانعزال عن الواقع؛
ولكن أي واقع هذا الذي نقصده وهي متمسكة بأعرافها وقيمها النبيلة وهدفها
النهوض بالمجتمع والحفاظ على وحدة وطنها وتماسكه وحمايته مما قد يتخلله
من المؤامرات الهدامة، ولا يكون ذلك إلا من خلال نشر الوعي والعدل وقيم
التراحم في ربوعه.

البعض من الذين يعادون نهضة وتطور المرأة يتناسون أنها شأنها شأن الرجل
نتاجاً لهذا المجتمع تربت وترعرعت فيه، وأن ما هي عليه من وهن ومعاناة
أمر نابع من واقع المجتمع الذي يحتفل بعيد الأم في جانب ويضطهدها في
جوانب أخرى، ومن أفراد المجتمع من يتعسف بحق المرأة دون حرج لطالما ليست
من أهلهم ومنهم من يتعسف بحق النساء حتى وإن كانوا من أهله، وهذا إن دل
فإنما يدل على وجود خلل اجتماعي يتناقض مع حقائق هويتنا وعقيدتنا وقد
خرجنا عنهما ثم أقبلنا نتهم المرأة بالخروج والمسعى نحو الهدم، وتناسينا
أن الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.

الإسلام بريءٌ مما تعانيه المرأة فقد كرمها ورفع مكانتها عالياً، ولا
تسعى المرأة الحرة الساعية لامتلاك أمرها وصلاح حالها وحال أسرتها إلى
المساس بالإسلام بل تدعو المدعين باسم الإسلام أن يتقوا وينصفوا أمهاتهم
وأخواتهم وبناتهم وبنات جوارهم؛ ومن الدول والشعوب ضحايا الادعاء
والشعارات الفضفاضة حيث تشاركنا النساء فيها معاناة مماثلة لمعاناة
المرأة لدينا أو أشد وطأة معاناة المرأة في العراق واليمن وسوريا وفلسطين
كامتداد لما وقع من معاناة فُرِضت على المرأة الإيرانية منذ عقود طوال
تحت مسميات خاوية من المعنى سواء في مرحلة ما قبل عام 1979 أو المرحلة
القائمة اليوم في دولة ذات حضارة تاريخية وليست بالفقيرة، وما يبعث على
الأمل ويثير إعجابنا هو نضال المقاومة الإيرانية داخل وخارج إيران الأمر
الذي جعل من نضال المرأة الإيرانية نموذجاً يُقتدى به.

فطر الله العزيز الكريم الإنسان بالفطرة على الخير ووجهه إلى الخير لكن
محيطه الاجتماعي هو الذي يقوم بإعادة جبله من جديد على ما هو سائد مستغلا
لظروفه وحاجته فيتم استغلاله سوء الاستغلال حد الاستعباد وليس بالضرورة
أن يكون مملوكاً وإنما تملكه الظرف والحاجة وجهل وبغي الآخر وانصراف
المجتمع إلى مشاغل الحياة اليومية الشخصية بعيداً عن الصالح العام والتي
في الغالب لا تكون إلا لتلبية قوت اليوم ومتطلبات المعيشة أو تنمية
الأمور الخاصة لدى المقتدرين..، وعندما تكون المرأة وهي الشق الآخر
المكون للمجتمع البشري رهينة ما يُفرض عليها من واقع حال وسوء وتردي
ظروفها المعيشية وموروثات تاريخية خاطئة لا زالت قائمة.. أو أن تبعاتها
في أهون الأمور لازالت تُطبِق على رقاب وصدور المجتمع وخاصة المرأة؛
عندها كيف لها.. للغالبية منهن أن يتحررن أو أن يبنين رجلاً حراً لا
يضطهد الإنسان لجنسه وعرقه وعقيدته الدينية والفكرية ولونه ومنطقته
ومستواه الاجتماعي.

إصلاح وبناء الأوطان مسؤولية الجميع مسؤول وغير مسؤول مع الفارق في حجم
المسؤوليات الملقاة على عاتق كل فرد أو جماعة سواء في موريتانيا في بلدان
أخرى، وليست العلة في الإسلام ولا في القوانين الوضعية التي يضعها
المنصفون وإنما في الممارسة وفي عدم استعداد الشق الآخر في المجتمع
للنهوض بذاته من خلال الإرتقاء ببناته ليصبحن أمهات صالحات يبنين مجتمعا
أفضل ومستقبلاً مزدهراً وآمن.

قامو عاشور- نائبة برلمانية موريتانية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)