صنعاء نيوز -
قالت الباحثة الاسترالية سارة فيليبس ان صانعو السياسات الغربيون يتدافعون للاستجابة بشكل حاسم إلى غياب الاستقرار في اليمن، بعد أن رُبِط الهجوم الفاشل على طائرة ركاب أميركية في عيد الميلاد بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وتلخص فيلبيس في دراستها الجديدة "اليمن:على شَفا الهاوية":"ان ثمة حدوداً لما يمكن أن يحقّقه التدخّل الأجنبي، إذ يجب أن يصبح النظام السياسي في اليمن أقلّ مركزية، وأكثر استيعاباً وإدماجاً".
وتلقى فيليبس في دراسة جديدة من أربعة أجزاء من سلسلة أوراق كارنغي، نظرةً معمّقةً إلى التحدّيات الصعبة التي تواجهها اليمن التي أصبحت الآن ملاذاً شبه مثالي لتنظيم القاعدة" كما تقول.
وتقول الباحثة فيليبس :"مع أنّه يُخشى أن ينبئ انهيارُ اليمن ببروز نظام على نمط نظام طالبان، موفّراً بذلك لتنظيم القاعدة ملاذاً آمناً في البلاد، إلا أنّ هذا الانهيار لن يشكّل بالضرورة مكسباً للمتشدّدين، إذ يُفتَرَض أنّ القاعدة تستفيد من وجود دولة ضعيفة في اليمن".
وتلفت الى ان "بعض المناطق في اليمن يفتقر إلى السيطرة الرسمية للدولة، إلا أنّ ذلك لايعني أنّ هذه المناطق غير خاضعة للحكم، فثمة آليات محلية تحافظ على قدر من النظام".
وبخصوص وجود القاعدة ونشاطها تقول فيليبس:"القاعدة تسعى إلى تقديم نفسها كبديل للنظام، لكنها كلما ازدادت قوّةً وسعت إلى فرض سيطرتها على مزيد من الأراضي، خاطرت بالدخول في منافسة مع القبائل المحلية، وإنّ كلاً من سعي القاعدة إلى إقامة خلافة عالمية، ونزوعها إلى العنف المفرَط ضدّ المدنيين، وإيديولوجيتها الدينية المتشدّدة يتضارب مع الحقائق المحلية ويُضعِف جاذبية القاعدة لدى اليمنيين، بمَن فيهم القبائل".
وتشير الى ان على :"صانعي السياسات الغربيين أن يأخذوا بعين الاعتبار تعقيدات السياسة المحلية في اليمن قبل القيام بأيّ خطوات، ذلك أنّ التدخّل العسكري، كالضربات الجوية الأمريكية في كانون الأول/ديسمبر، من شأنه أن يرسّخ القاعدة أكثر في البلاد من خلال تأجيج المظالم الشعبية، ويؤدّي مجرّد الزيادة في مساعدات التنمية إلى خطر تعزيز نظام يتّسم بضعف التجهيز ووهن الحوافز لتوزيع المساعدات على نحو فعّال".
وتتابع فيليبس:" تُمثّل آلية تسوية سياسية أكثر استقراراً مسعى داخلياً، كما أن فرص الغربيين في التشجيع على قيام نظام سياسي أكثر شمولاً تبقى موضع شكّ. وعلى المدى الطويل، فإن عملية إعادة هيكلة جذرية للنظام السياسي ليصبح أكثر شمولية واستيعاباً ستؤدّي إلى الاستقرار".
وتستعرض ورقة فيليبس السبلَ التي على المجتمع الدولي اتّباعها في استجابته للحرب الأهلية المندلعة في الشمال، والحركة الانفصالية في الجنوب، وتراجع الموارد السريع، وتفشّي الفقر، والحكومة الضعيفة والفاسدة. وتأتي السلسلة بعد الورقة "اليمن: تجنّب الانهيار المطّرد" التي نُشِرَت في أيلول/سبتمبر 2009.