بقلم/ معاذ الخميسي - كم أتحسر على بعض من الشباب الذين لم يجدوا في أعمارهم الأولى من يقول لهم ماذا تعنيه كلمة وطن.. وما هو الولاء.. وكيف يجب أن يكون الانتماء.. وتُركوا لأهواء الغوغائيين وللأهداف التي يرسمها الانتهازيون بحثاً عن ولاء سياسي أو تنظيمي أو تخريبي بدلاً عن الولاء الوطني.
* أسأل نفسي دائماً.. أولئك ضحايا من.. ومن هو المتسبب في تنشئة تفتقد للتاريخ والجغرافيا.. وأفرغ مِنْها حب هذه التربة الغالية التي ولدنا وترعرعنا وكبرنا عليها!
* وحين أعود بالذاكرة إلى أعوام ليست ببعيدة عشنا فيها تفاصيل النشيد الوطني وتحية العلم ونصوص الأبيات الشعرية المؤثرة ودروس التربية الوطنية الهادفة.. أزداد ألماً كيف أن كثيراً من ذلك توارى.. واختفى.. وصار في- معظمه- ذكرى.. نبلع معها تنهيدة ألم ونحن نتساءل عن الذي يحدث.. وكيف أصبحت- التربية الوطنية- مادة لا تهتم بها الجهة المختصة.. ولا يلتفت إليها المدرسون- المربيون- ولا يقف عندها الطالب!
* كنا نتسابق لترديد النشيد الوطني.. وكانت تحية العلم- حالة خاصة- نحرص معها أن نكون من المتميزين دراسياً لنحظى بشرب تأدية التحية ليرددها جميع من في الطابور.. وكان أستاذ اللغة العربية يحرص أن يدعونا في درس التعبير لنعبر عن حبنا لوطننا وطموحاتنا وكيف سنبني اليمن ونطوره.. وكانت مادة التربية الوطنية الأقرب إلى النفس والأمتع إلى القلب لأنها تأخذنا إلى تفاصيل مهمة نستلذ حين نعرفها ونتفاخر بها..
* والآن.. ماذا تبقى من ذلك.. وهناك بعض مدارس (خصوصية) وربما (حكومية) تعلم الصغار الحقد والكراهية.. وهناك المدرس الذي يمارس أساليب الإغواء والمغالطة بمفاهيم تشرذمية ولغة مناطقية.. والطلاب الذين لا يجدون من يلزمهم بحفظ النشيد الوطني ولا بترديد تحية العلم ولا بالاهتمام بدروس التربية الوطنية.