صنعاءنيوز / أ. د. عبد العزيز بن حبتور - بدأت وانتهــت القمــة (للقــادة) العــرب والمســلمني في يــوم الإثنــني الموافــق 11/نوفمبر/ 2024م، وهي قمــة باهتة لا تتجاوز مخرجاتهــا ونتائجهــا وقيمتهــا الفعلية قيمة الحــبر الرخيص التي كتبت بها تلك البيانات والنتائج من تلك القمة الفارغة.
لقــد تمت دعوة رؤســاء وملوك وأمــراء، ورؤســاء وزراء الدول
العربيــة والإســلامية مــن شرق الكــرة الأرضية وصــولاً إلى ضفاف المحيــط الأطلــسي غربــاً مــن أجــل أن يســتمعوا إلى خطابــات
وتصريحــات وبيانــات لا قيمة ولا وزناً فعلياً لهــا، إلا ما ندر منها
، وكأن المنظمــون لهــذه القمة البائســة يهدفون إلى إســقاط آخر
أوراق التــوت التــي ظلت ســاترة ومغطيــة لعــورات وعيوب ذلك
النظام الرســمي العربي والإسلامي الفاشــل تجاه ما يحدث من
جرائم العصر الوحشية في فلسطني ولبنان التي يمارسها الكيان
الصهيوني الإسرائيلي / الأمريكي / الأوروبي .
وكغيري من مشاهدي القنوات التلفزيونية العربية والأجنبية
ومواقع التواصل الاجتماعي اســتمعنا إلى خطاب رئيس المؤتمر
ســيئ الصيت والســمعة هذا، وهو الأمير/ محمد بن ســلمان ولي
عهد المملكة السعودية ورئيس وزرائها والملك القادم للسعودية،
اســتمعت إليــه بحــرص وكنــت أتوقــع أن أســتمع إلى شيء جديد
منــه يتســاوى أو يفــوق حجم جرائــم الإبــادة الجماعيــة التي
يرتكبهــا الكيــان الصهيوني الإسرائيلي تجاه أهلنــا في قطاع غزة
مــن الفلســطينيني، لكنه لم يقل شــيئاً مفيداً ســوى أنــه يطالب
ويشــجب ويستنكر ويدين و و و، وجميعها مفردات تكرر ذكرها
في جميع المؤتمرات السابقة.
عند اعتلاء الأمير/ محمد بن ســلمان آل ســعود منصة رئاسة
المؤتمر لهــذه القمة، كنت أتوقع أن يأتي لنا بشيء جديد يمســح
جميع زلاته القاتلة، أو لنقل بوضوح أكبر جميع جرائمه البشعة
بحــق الشــعب اليمنــي، حينما قــام بتزويــر توقيع والــده الملك
الخرف /ســلمان بن عبدالعزيز آل ســعود حينمــا أعلنوا الحرب
الوحشــية عــلى الجمهورية اليمنيــة في صبيحة يــوم الخميس
الموافق 26 /مارس / 2015م، واســتمرت المعركــة العدوانية علينا
حتى كتابة مقالنا هذا وإن كانت بأشــكال وطرق مختلفة عن ما
بدأت عليه السعودية بعدوانها البربري على شعبنا اليمني.
وبعدهــا حينمــا اشــترك بشــكل مبــاشر في المؤامــرة الدنيئــة
القــذرة على حركــة المقاومة الفلســطينية في قطاع غزة وشــعبها
المقــاوم البطــل منذ انطلاقة معركــة طوفان الأقــصى المبارك في 7 /
ّــر القارئ اللبيب بعــدد من تلك
َ
المؤامــرات الدنيئــة التــي اشــتركت فيهــا المملكة الســعودية على ّ اكتوبــر/2023 م ، ولعــلي هنا أذك
القضية المركزية للأمة العربية والإســلامية هي قضية فلســطني
وهي :
أولاً : اشــتركت المملكــة الســعودية في فتــح أجوائهــا الفضائية
للطيران المعــادي للأمة، وهــو الطيران العســكري والمدني جيئة
وذهاباً.
ثانيــاً : فتحت الســعودية طريقها البري أمام شــاحنات النقل
مــن ميناء جبل علي بالإمــارات العربية المتحدة مــروراً بالأراضي
الســعودية وأراضي المملكة الأردنية الهاشــمية وصــولاً إلى الأراضي
الفلســطينية المحتلــة (إسرائيــل) كي توصــل البضائــع والمواد
الغذائيــة الطازجــة لجنــود الاحتــلال الصهيونــي، ولازالت تلك
الطريق مفتوحة حتى يومنا هذا.
ثالثاً : شاركت قيادات عسكرية رفيعة من المملكة السعودية في
اجتماع بمدينة المنامة عاصمــة مملكة البحرين التي ضمت كل
من مملكة البحرين، ومصر ومشــيخة الإمارات العربية المتحدة،
والمملكــة الأردنيــة الهاشــمية، وهيئــة الأركان العامــة لجيــش
العدو الإسرائيلي، وبقيادة المنطقة العســكرية الوســطى للقوات
المسلحة الأمريكية .
رابعــاً : نــشر الكاتــب الأمريكــي الشــهير WARD WOOD BOB
في كتابــه الحديــث [ الحــرب ] في هــذا العــام 2024 م ، جملــة من
المعلومــات الخطيرة التي رواها عن اللقــاءات التي أجراها وزير
الخارجيــة الأمريكي اليهودي / انتوني بلنكن مع حكام المملكة
الســعودية والإمارات ومصر والبحريــن والأردن وقطر ، وخلاصة
جميــع تلــك اللقاءات معهــم تفيد أنهــم متفقون اتفاقــاً كلياً مع
رؤية الإدارة الأمريكية الديمقراطية في ما تنفذه عصابات الكيان
الصهيوني الإسرائيلي في قطــاع غزة ، وكان شرطهم الوحيد أن لا
تظهر نتائج تلك الجرائم في وسائل الإعلام العالمي والعربي لأنها
تحرج هؤلاء الحكام العرب أمام شعوبهم .
خامســاً : لا تعتــبر حكومة المملكة الســعودية أن ما يحدث من
جرائــم وحشــية يومية لأزيد مــن400 يوم بلياليهــا منذ أن بدأت
معركــة طوفان الأقــصى ، تلك الجرائم التي وقعــت وحدثت بحق
الشــعب الفلســطيني مــن قتل للشــهداء الذين تجــاوزوا 42 ألف
شــهيد وشــهيدة ، وجــرح أزيد مــن مائة ألــف جريــح ، لا تعتبر
الحكومة الســعودية بأن هــذه الآلام والمآسي قضيتهــا ولا تعنيها
في شيء، لا بــل إنهــا تتنصل عنها كلياً ، والدليل وســائل إعلامها
المختلفــة وما تظهره على شاشــاتها وقنواتهــا ، وما يقوله بعض
ُ مثقفيهــا وإعلاميها الذين يكــررون ببلادة مفرطــة بأن القضية
الفلســطينية لــم تعد قضيتهــم ، وتجــد برامج الترفيــه والأفراح
والمســابقات الرياضيــة والفنيــة وحتــى الحيوانيــة منتــشرة في
القنــوات الفضائيــة الســعودية ، دون حياء ولا خجــل ولا إظهار
لأبسط المشاعر الإنسانية أو الأخلاقية أو الدينية.
سادســاً : سأورد اقتباســا شــبه مطول للدكتور / عبدالفتاح
عبدالباقــي وهو يقــدم وثيقة ســعودية في منتهــى الخطورة* [
نشرتهــا مكتبة مدبولى بالقاهرة عــام 2006 عبر كتاب (في تاريخ
الأمــة العربية الحديــث المشروع القومي الذى لــم يتم) للدكتور
«ذوقــان قرقــوط»* *والصــادر عــن مكتبــة
مدبــولى في القاهــرة عــام 2006م، صفحتــي
505،506 نــشر الكاتــب صــورة أصليــة مــن*
الوثيقة الخطيرة جدا التالية:
((توصيات اللجنة الخاصة بمجلس الوزراء
السعودي في 5 رمضان 1386 ه الموافق16 ديسمبر
1966 عن الوجود العدواني المصري في اليمن))
*مولانــا صاحــب الجلالــة الملــك فيصل بن
عبد العزيز المعظم
يا صاحب الجلالة:
*بنــاء عــلى توصياتكــم الكريمــة لوضــع
التقريــر الخاص عن وجــود العدو المصري في
اليمن وتوجيهات جلالتكم لاقتراح ما نراه من
موجبــات إزالتــه ، اجتمعت في يــوم 5 رمضان
1386 هـــ الموافق 16 ديســمبر 1966 م – اللجنة
الخاصــة بمجلــس الــوزراء بغيــاب بعــض
الأعضاء *وحضور أصحاب السمو وعدد من
الخبراء الأمريكان الآتية أسماؤهم عبد العزيز وزير الداخلية.
*سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران.
*سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض.
*صاحب المعالى كمال أدهم مندوب رئيس الوزراء ومستشار المكتب الخاص.
*السيد: كيم روزفلت مدرب خبراء وزارة الدفاع والقسم العسكري الأميركي.
*وقررنا ما يلي :
-1 رفــع التقريــر المرفــق لجلالتكم المتضمن – لخطــة الخلاص – من العــدو الجاثم في
اليمــن- وكل الأعــداء لرفعه بعد إقــراره من جلالتكم إلــى فخامة الرئيس لندون جونســون،
والحذف منه أو الإضافة إليه ما ترونه جلالتكم .
-2 تأكــد لنا بما لا شــك فيــه أبدا أن المصريين المعتدين لن ينســحبوا مــن اليمن ما لم
ُي َرغموا بقوة جبارة تضربهم وتشغلهم عنها بأنفسهم عنا إلى الأبد ،
* وأنه ما لم تتحرك صديقتنا العظيمة أمريكا لدعم إسرائيل لردع المصريين
*فسوف لن يأتي عام 1390 هـ، أو كما قال الخبراء الأمريكان عام 1970 م –
* وفى هذه الأرض لنا ولأمريكا بقية من وجود.]
انتهى الاقتباس هنا.
الخلاصة :
َّ بــأن المملكتيــن الســعودية والأردن هما من مه َّ ــدا وحضرا وســاهما بالمــال والجغرافيا
مــن أجــل إســقاط الأنظمة العربيــة القوميــة الوطنية في كل مــن جمهورية مصــر العربية
والجمهوريــة العربيــة الســورية ، ومعاونــة كيان العــدو الإســرائيلي والحكومــة الأمريكية،
للانتصــار في عدوان خمســة حزيران عــام 1967 م ، والتي أطلق عليها العــرب قاطبة بأنها
نكسة حزيران .
ســابعاً : إن احتضــان حكومــة المملكة الســعودية لحفنة تافهــة من المرتزقــة اليمنيين
فــي فنادق الرياض وأبوظبــي ودبي كل هذه الســنوات العجاف التي مرت مــن زمن العدوان
الســعودي الإماراتي علــي الجمهورية اليمنية وعاصمتها صنعاء وشــعبها اليمني الصابر،
هو دليل آخر على أن مصالح حكومة المملكة الســعودية تتناقض تناقضاً كلياً، في كل زمان
ومــكان مع مصالح شــعوب الأمة العربية والإســلامية قاطبة ، وان موقفها يتســق مع برنامج
الأمة وحركة الصهيونية العالمية.
الخلاصة :
مثلت حكومة المملكة السعودية منذ نشوئها، والموثقة بخط يد مؤسسها الأول السلطان
عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل ســعود ما يلي ((أنا الســلطان عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل
الفيصل آل ســعود أقر وأعترف ألف مرة للســير / برســي كوكس مندوب بريطانيا العظمى،
لا مانع عندي من إعطاء فلســطين للمســاكين اليهود أو غيرهم، كما تــراه بريطانيا التي لا
أخرج عن رأيها حتى تصيح الســاعة))، إنها أعظم خلاصة الخلاصة نستشهد بها للتاريخ
من صناع التاريخ أنفسهم وفوق كل ذي علم عليم.
*عضو المجلس السياسي الأعلى
يو
أ.د/ عبدالعزيز بن حبتور *
|