صنعاءنيوز / إيمان عبد الرحمن الدشتي -
كل عزاء لآل المصطفى عزائي ومصابي فأنا ولي الدم!
ما أن ارتحل عميد البيت الفاطمي "طه" وإذا بالشيطان الإنسي يتجرأ وبوسائل متعددة أولها وإن! ثم تلاها انتهاك، عصر، ضرب، وحطب جزل أحرق باباً كان مزاراً لجبرائيل!
ارتفع همس القلوب المثقلة بتلك الآلام، قرب جسد مسجى تحفّه هالة قدسية، نحيل كالخيال لكنه للتوّ كان عمداً يتكئ عليه فارس الإسلام وفتاه الأوحد! كان حضناً دافئاً لذرية درّية، وهاهم يلتفون من حوله، يكوي فقد حنان الأم المسلوب عنوة قلوبهم، وأصواتهم تتعالى: أماه أنا ولدك الحسن؛ كلميني قبل أن تفارق روحي بدني! أماه أنا عزيزك الحسين؛ كلميني قبل أن تتصدّع روحي فأموت! أماه أنا زينب أوتتركين زينب وأختها لعذابات السنين؟! وبينهم صوت تسكبه الدموع الساخنة: فاطمتي يا روح عليٍّ كيف لعليٍّ أن يعيش بلا روح؟!
قرب ذلك المشهد كنت حاضراً قد جئت بطيِّ الزمن، وبصوت مدوٍّ خاطبت ذلك الجسد النوراني: أماه كلميني؛ أواستعجلتِ حرقة فؤادي؟! أويهون عليكِ عذابي؟! فأنا جراح آل محمد وها أنتِ قد ابتدأتيها برحيلك الأليم! أنا قبضة الهدى! أنا الصمصام المنتقم! أنا طالب الثارات! أنا عزيزك المهدي!
أماه اعذريني؛ فسيطول موعد تحقق وعدي بالانتقام من شانئيكِ! بل وستحمل روحي بعدك أنّات وأنّات، منطلقة من محراب الكوفة، وأخرى من طشت سيضم كبداً مقطعا! تتلوه ثمانية أكباد لصالح بعد صالح! وأنّة كبرى ستهدُّ كياني صباحاً ومساء، لجريمة ستظل مدى العصور دامية، بضلوع مهشَّمة كضلعك، ورؤوس مشالات على القنا، وخيام محروقة فرَّ منها أهلها هائمين على وجوههم في البراري القفار، وركب سيدخل مجالس الشامتين، يقوده سيد الساجدين ورئيس البكّائين، وعمتي عقيلة الطالبيين! فيا أماه ما باليد حيلة، سيعيقني الذي أعاق أبي حيدر الكرار، فاعذريني! وتصبَّري فالقصاص قادم وإن طال الزمن!
يا أنصار آل محمد؛ أنا إمام زمانكم، أنا ابن فاطمة الشهيدة أخاطبكم بذكرى يوم أطفأوا نورها: أما آن لكم أن تسألوا عن حالي؟ ألا تحن قلوبكم لملاقاتي؟ اعلموا أني بانتظاركم، ولا يعزبني عن ملاقاتكم شيء إذا ما استشعرت حرارة شوقكم واستعدادكم للذود دون آل فاطمة! لأذيق أعداءها وذراريهم اللعناء حر نارهم التي اضرموها في بابها الجليل!
١٦/ تشرين الثاني/ ٢٠٢٤
١٣/ جمادى الأولى/ ١٤٤٦
|