صنعاءنيوز / د. صلاح الصافي -
كلما تزداد مأساة أهلنا في غزة والحصار الذي يفرضه الإسرائيليون على كامل تراب مدينة غزة والمجاعة التي بدأت تدق العظام وصراخ الأطفال من ألم الجوع والعطش والأشلاء المنتشرة هنا وهناك والمنظومة الصحية التي أصبحت من الماضي بعد تدمير كل المستشفيات والمراكز الصحية والطائرات لم تغادر سماء غزة وقذائف المدفعية لم تتوقف كل هذا الزمن وجنود الاحتلال يصيبون ويقتلون بأسلحتهم الفتاكة، هذا المشهد المؤلم يكاد يكون مماثل لما يجري في جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية يتبادر سؤال مهم ومؤلم ما هو موقف قادة الأمة وهل هذه المشاهد بعيدة عن أنظار هؤلاء القادة؟؟.
كيف يعيشون حياتهم الطبيعية وهم ينظرون من خلال الشاشات ما يتعرض أبناء جلدتهم من إبادة حقيقية ويتطرق إلى أسماعهم صوت النساء الثكلى وصراخ الأطفال يستنجدون من أجل الحصول على رغيف خبز أو علاج يضمد جراحهم، من منهم أقصد هؤلاء القادة لم يرفع شعارات وطنية وقومية، فهذه الأرض العربية أصبحت مستباحة في فلسطين ولبنان وأهل ملتكم يقتلون فمتى تتحركون ومتى تهتز شواربكم وضمائركم وإلى متى ساكتون.
هل كان وهماً كل ما تربينا عليه وما تعلمناه في مناهج الدراسة أن من صفات العربي شهم وغيور ولا ينام على ضيم ومن منا لم تعلق برأسه قصة المعتصم الخليفة العربي مع المرأة العربية التي استنجدت باسمه (وامعتصماه) وعند سماع الخبر أعد جيشاً إلى المدينة التي أُضيمت بها هذه المرأة العربية وأعاد لها حقها، فهل كان قادتنا بالأمس غير ما يحكمونا الآن.
نعم أن قادة الأمس غير اليوم لأن قادتنا اليوم مغلوبون على أمرهم فلا يمكن لأحد منهم أن يرتقي العرش أو الرئاسة إلا من خلال أمريكا وإسرائيل وحتى بريطانيا فمن لم يرضى عنه هؤلاء ويعدوه لاستلام السلطة لم ولن يصل إلى مبتغاه، والمثل الواضح والجلي سيدنا السيسي حفظه الله فوصوله الدراماتيكي للسلطة يوضح التخطيط الدقيق فمن كان يعتقد ولو باعتقاد ضئيل يمكن ابعاد حسني مبارك عن السلطة واجباره على التخلي عنها والأدهى من يتسلم بعده الاخوان المسلمين لكن بعد سقوط الأخيرة بعد استلام الحكم لفترة وجيزة يتبين وبشكل جلي أن هناك مخطط متقن هو الذي جاء بالسيسي وتصرفاته وعمله يثبت أنه أكثر انتماء للمنظومة الغربية الأمريكية الإسرائيلية وعمالته مفضوحة بل وصريحة لا يخجل منها.
إذا كان حال رئيس مصر وهي أكبر دولة عربية وتملك أقوى جيش عربي بهذا الشكل فلا نتحدث عن الآخرين لأنهم أضعف وأصغر من أن يفكروا بالوصول للسلطة من طريق آخر غير هذا الطريق، فلا نعجب بعد ذلك إذا قامت كل من السعودية ومصر والامارات والأردن بشحن المواد الغذائية لدولة الكيان ويصم قادة هذه الدول آذانهم عن صراخ أطفال غزة وهم يئنون جوعاً ولا نستغرب عندما نشاهد الأشلاء تتناثر لمواطني غزة ولبنان وفي نفس الوقت تقام حفلات الرقص والعري والمجون في أرض بلد الحرمين مكة والمدينة ولا نتعجب عندما تتصدى دفاعات السلاح الأردني للصواريخ والمسيرات المتوجهة لضرب إسرائيل.
والآن هل زال العجب فلا يجب أن نضع أملاً نحن الشعوب العربية بهؤلاء القادة وجيوشهم ولا نتوقع خيراً من عملاء يحكمونا بمساعدة أعدائنا ولا أمل لنا غير المقاومة والمقاومة فقط.
|