صنعاء نيوز/أحمد عبدالله الشاوش -
. الضمير تلك الحالة المعنوية التي أودعها الله تعالى في الإنسان والمغروسة فيه منذ الخليقة الأولى الفطرة التي يفرق بها الإنسان بين الخير والشر والصدق والكذب والحلال والحرام، فالإنسان بفطرته صادق ومحب للسلام ولكنه قد يتأثر بالبيئة التي يعيش فيها والمتغيرات ويكتسب بعض الصفات الحميدة فيسمو إلى العلا ويسطع نجمه عند الله والناس فيكون نقي السريرة وصادق القلب ، وقد يكتسب صفات سيئة من خلال البيئة أو يتوارثها من بعض الثقافات والعادات والتقاليد والأعراف ويطلق العنان لشهواته الجامحة فيموت ضميره.
وعندما بدأت جوانب الشر تطغى على الخير في المجتمعات الإنسانية باهتزاز الضمائر في المعمورة أرسل الله الرسل والأنبياء والشرائع والمثل والقيم النبيلة والصالحين لتهذيب النفس البشرية دون جنوحها إلى أعمال الغاب ، وتمثل تلك الشرائع والمثل والقيم النبيلة كمجموعة من المبادئ المحفزة للضمير الإنساني نحو أعمال الخير كونها بمثابة الترمومتر أو الميزان الذي يفرق بين الحق والباطل فالحديث عن الضمير هو من باب التذكير لعل وعسى ووخز الضمير لإنعاشه ضرورة بعد أن جنب الكثير من الناس في آرائهم باختلاف أشكالهم وألوانهم ومزاجهم أفرادا وقيادات ودولاً، فالعالم اليوم بالأخص بالرغم من الطفرة العلمية الكبرى والتكنولوجيا التي أذهلت العالم والتطور الذي بلغ عنان السماء ما يزال للأسف الشديد يعيش أو يعاني من أزمة ضمير في الكثير من جوانب الحياة نظرا لبعده عن القيم والأخلاقيات النبيلة والراقية التي لو تهذب الناس بها لعاش الناس في أمن واستقرار وسلام دائم بعيدا عن الكراهية والمراوغة.
فما يحدث اليوم في العالم من ظلم وجبروت وقتل وغزو بلدان آمنة وقلب أنظمة حكم وتجويع مجتمعات وتارة فتن تحت ذرائع وأسباب واهية وزائفة ما هو إلا قمة الافلاس الأخلاقي وبعد عن المثل العليا وناتج عن أطماع وشهوات شيطانية غيبت الضمير الإنساني لدى الكثير من الأفراد والقيادات وبعض الدول وتلك الغزوات جعلت الإرادة ضعيفة في مقاومة الباطل ورهينة للأهواء ولاحظنا أزمة الضمير بكل وضوح في الأزمة اليمنية طيلة الستة شهور والتي تجلت فيها للأسف الشديد الكثير من الضمائر الميتة والمتاجرة باسم الشعب والقيم النبيلة والداعية لضرب كل المنجزات ومكتسبات الشعب وإفزاع الناس وتدمير التنمية تحت ذرائع التغيير ووجود ضمائر حية تريد التغيير بصورة حضارية تحافظ على أمن الدولة ومنجزاتها ورأينا بيع مواقف واستقالات لأشخاص الكثير منهم لم يكن قدوة وخروج عن القيم والأخلاقيات النبيلة فالمعلم والموظف والاستاذ الجامعي والعامل والقيادات تعاني فعلا من أزمة ضمير كل في موقعه فهل نصحو وكل منا يوقظ ضميره ونسترجع شريط الذكريات ونؤنب أنفسنا في سريرة أنفسنا كوقفة شجاعة ونعود إلى الحق وإعطاء كل ذي حق حقه وطلب المسامحة ممن ظلم ونستعيد ما فقدناه من الأخلاقيات والقيم النبيلة والتعاليم الدينية السمحة التي تمنع الظلم وتكبح الشهوات وتنصف المظلوم وتهذب النفوس وبتلك التعاليم الجليلة نخشى الله تعالى والسعيد من اتقى الله خصوصا ونحن داخلون على أبواب شهر رمضان المبارك شهر التوبة والإحسان.
فالرجوع إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها بعيدا عن قوانين الغاب ونزوات الشياطين انتصار للخير.
أخيرا:
ü الوطن يئن والمواطن يعاني الأمرين الخوف وارتفاع الأسعار فهل نصدق ونتقي الله ونشعر بصحوة ضمير سلطة ومعارضة وتجاراً لتثبيت الأمن والاستقرار وعدم التلاعب بأقوات الناس أملنا كبير إن شاء الله في شهر الرحمة.
[email protected]