صنعاءنيوز / د. صلاح الصافي -
توهمت إسرائيل بانتصار مزعوم بعد ضربة البيجر التي أخرجت عدد كبير من مقاتلي حزب الله من المعركة بضربة واحدة بإصابات مختلفة وبعدها استشهاد قيادة الحزب وعلى رأسهم سيد المقاومة الشهيد السعيد السيد حسن نصر الله إضافة إلى قادة ميدانيين من قوات النخبة (قوات الرضوان) تصور الإسرائيليين أن النصر محتوم وهذا ليس وهم لأن ما جرى في هذا الوقت لو جرى على أي جيش أو مقاومة في أي دولة أو بقعة من العالم لـ انهار الجيش ولـ انهارت أي مقاومة.
هذه حقيقة عسكرية لكن أثبتت أنها لم تنطبق على مقاتلي حزب الله ولعدة أسباب أهمها العقيدة التي يؤمن بها مقاتلي الحزب فقد استلهم هؤلاء المقاتلين عقيدتهم من إمامهم الحسين عليه السلام الذي خاض معركة الطف بكل عنفوان وايمان راسخ وهو ينازل أعتى قوة ظالمة في وقته فلم يهتز ولم يتنازل رغم استشهاد كل قواد جيشه ومقاتليه وأهل بيته وبقى يقاتل بكل شموخ حتى استشهاده فهذا هو قائدهم وملهمهم حتى نتصور عمق عقيدهم التي لا تهتز والسبب الثاني أن الحزب هو حزب مؤسساتي حتى وإن قُتل قادته يبقى جسده سليماً ولهذا السبب لم أسهب به لأني تناولته بالتفصيل بأحد مقالاتي التي عنونته (قادة المقاومة وجسد المقاومة) أما السبب الثالث يكمن في تركيبة الشخص الشيعي وثقافته التي لا يؤمن بالهزيمة مهما كان عدوه شرساً والوقائع التاريخية كثيرة لا مجال لسردها هنا وهي واضحة وضوح الشمس.
السياسة الإسرائيلية واضحة ما دامت يدها ضاربة فلا يوجد إنسانية وليس هناك رحمة فكلنا يعرف رغم مرور أكثر من سنة على حربها في غزة لم نسمع هناك صوت عالمي من أي دولة سواء ديمقراطية أو غير ديمقراطية تدعي الإنسانية أو ليس من اهتمامها ذلك قد تدخلت لوقف اطلاق النار رغم المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في فلسطين وفي غزة بالتحديد والحصار الظالم التي تفرضه إسرائيل على شمال غزة وتجاوز كل مبادئ القانون الدولي الإنساني كل ذلك وأكثر لم يهز ضمير أي مسؤول إسرائيلي أو أي مسؤول من الدول الكبرى لكن اليوم نرى أن حرب جنوب لبنان بدأت تهز ضمائر المسؤولين الإسرائيليين ومسؤولي الدول الكبرى وبدأت المطالبات بوقف هذه الحرب فما السبب هل هناك صحوة في ضمائر هؤلاء أم هناك سبب آخر؟.
نعم هناك سبب مهم بعيداً عن الضمائر لهؤلاء القادة هو وجع إسرائيل نعم وجع إسرائيل هو السبب الوحيد الذي يجعل كل الدول التي تدعي الإنسانية تتحرك من أجل وقف الحرب فبدأ المبعوثين وخاصة الأمريكيين بالتوافد على بيروت من أجل وقف إطلاق النار والنار سوف تتوقف لأنها بدأت تحرق إسرائيل وصواريخ حزب الله أحرقت تل أبيب والطائرات المسيرة للحزب أوقفت الحياة في حيفا وغيرها.
هذه الحرب فيها دروس كثيرة فهل يتصور كل هذه القوة والتكنلوجيا التي تملكها إسرائيل ومن ورائها دول الاستكبار ويبقى مقاتلي الحزب صامدين ويطلقون هذه الصواريخ والطائرات ويحرقون كل إسرائيل الحقيقة هو هذا الخيال بعينه والعجب العجاب هل هم مقاتلين حقيقيين أم ملائكة يتجولون ويضربون ويقتلون والسماء الجنوبي مرصود ومحكوم بكل دقة من قبل الطائرات الإسرائيلية وأجهزة التجسس والاستحكام التي وكما يقال ترصد حتى الذبابة في المنطقة نعم هو هذا الدرس الأبلغ الذي يجب أن يأخذ به كل من يريد أن يقف بوجه الاستبداد والاستكبار في العالم، الحرب تلفظ أنفاسها الأخيرة والنصر أت لا محال وبعدها على الجميع استلهام الدروس والعبر والله ناصر المؤمنين.
|