صنعاء نيوز/ أسماء حيدر البزاز -
ما جاء هذا الشهر الكريم إلا ليؤلف بين قلوب الناس , ويوحد صفوفهم بعد أن فرقت الدنيا ومطامعها ومصالحها الزائلة قوة الترابط ومبدأ التراحم الذي ظل يجمعهم على مر السنين .. ها قد أقبل رمضان برحماته المتناثرة وخيراته الوافرة وقلوبه الرحيمة , ليذكرنا ولعل الذكرى تنفع المؤمنين بمدى تغافلنا وتناسينا على من هم أولى رعاية وأوجب حقا على عاتق الجميع بأن يمدوا لهم يد العون والحب قبل الصدقة والمال ..
إنهم الأيتام ... الذي كان والدهم يوما يحنو عليهم بكلماته الدافئة ونظراته الحانية , فينتظرونه حتى قدومه ويلتفون حوله بعيون الشوق وإحساس الفرح البريء , لم يتصوروا يوما بأنهم سيفقدونه وسيأتي اليوم الذي يغيب عن ناظرهم !!
مات أبي .. مات الذي عاش حياته مجهدا مكدا لأعيش عزيزا لا أنتظر من الناس نعمة أو إلحافا أو شكورا .. هكذا تحكي أعينهم إزاء جفا العالم وأنانيته !!
هؤلاء هم الأيتام يخفون أحزانهم وآلامهم , ويكتمون آهاتهم , ليعيشوا حياة المسؤولية وما بلغوها ويكابدوا نار الشوق وألم صعوبة الحياة .. ولعل الذكريات الجميلة التي كانت تجمعهم مع أبيهم كافية بأن تطفئ جزءا من ذلك اللهيب الذي رضته الأقدار .
ربما هي رسالة كتبتها دموعهم وخطتها قلوبهم إلى مجتمع رمى بالعواطف الإنسانية , والرحمة الوجدانية , إلى بحر لا يعترف إلا بالماديات ولا يؤمن إلا بعالم وعصور العولمة ..
فجاءت الرحمة الرمضانية لتيقظ هذا المعنى وتحيي شعور الرابطة الإنسانية والإسلامية .. لتجعل منه مفتاحا للتآلف وتعيد بسمة قد أخفتها السنون وأخفت ملامحها الأيام .. فمن لي بشخص مثل أبي ؟!
|