صنعاء نيوز/نبيل حيدر -
{ آسف يا سيدي.. نعتذر إلى الله الواحد الأحد ثم إليك.. فقد أوجعناك فوق جراحك المفتوحة.
عفواً أيها الوطن.. كلماتنا تجاوزت الوخز إلى الطعن، وأفعالنا فاقت التوقعات إلى المهلكات، كالظمآن يحسبه ماء ..نعتقدك سرابا وأنت حقيقة. آسف يا وطني.. نحن قطع رخام ومستنقعات آسنة.. نحن جلاميد الفكر والقلب والاعتقاد ثم نريد ان نكون ينابيع .
> نعتذر إليك يا سيدي.. نحن سيل العرم مذ كنا ولا نزال . ونحن الفأر الأسطوري الذي ينشب أسنانه في سدك العظيم وما نحن بأسطوريين.
نعتذر أيتها الأرض الطيبة.. نقلب تربتك لا لنثر البذرات بل لزرع الألغام.
نزكم أنفك بروائح الأيديولوجيات الفاشلة والمناطقية العفنة والقبلية المنغلقة والاشتهاءات الذاتية وعوادم الأفكار القادمة من خلف غبار الزمن.
تستحق الاعتذار أيها العزيز ولا نستحق قبولك للاعتذار.. فقد صورناك جحيما وأنت لست كذلك.. شوهناك بالكذب ونتهيأ لإحراقك بجمرات مستعرة.
> ما بالنا؟ نرهقك بأنفسنا؟ رغم بساطتك وخلوك من التعقيدات نأنف عن تأملك وتأمل عظمة بساطتك وانبساطك وانفتاح ذراعيك أمامنا .تبت عيون لا تتأملك وتب.
نعتذر إليك.. فأنت الغمد الوحيد الذي تجتمع فيه كل السيوف لكننا لا نفقه.
سامحنا.. نعاندك ولا تعاندنا، نلقاك بوجوه مكفهرة وتلقانا بالانشراح.. عقولنا معك مثل مدفع قديم يزين مدخل متحف بلا تاريخ.
بهاؤك لا ينضب وليس فيك أسرار.. إشراقك الواضح نقابله بغموضنا وضلالنا.. أنت ليلة القدر التي نأبى أن نفهم معاني تجلياتها.
> سامحنا.. أرجوك.. سامحنا فقد انشغلنا عنك بخلد زائل ووهم جارف لكل الآفات.. نجور عليك وأنت لا تجور.. نظن بك وكل اللؤم فينا.
سامحنا إذ لم ننو بعد أن نتفهمك وأن نستوعب روحك.
سامحنا فلا نزال قيد الإرسال.. نرجمك بالحجارة ونعوت السفهاء فتردد اللهم اهدهم فإنهم لا يعلمون.. كمحمد.. نصفعك على خدك الأيمن فتدير لنا الأيسر.. كعيسى.
نهلك حرثك ونسلك فتصبر ثم تعفو.. كأيوب.
> نحن خجلى أمامك.. حتى براكين غضبنا لا تفرق بينك وبين غيرك.
لم تعدنا ان تكون مدينة فاضلة ونحن نعلم ذلك لأننا ندرك يقينا أن لا مدينة فاضلة في الدنيا فهي سر إلهي فيضه هناك بعيد عن الأحياء.. ولم تكلمنا عن المثالية لأنها حمالة أوجه.. فما هو مثالي هنا لا يكون مثاليا هناك.. ومع ذلك نتجاوزك ونحسب أنفسنا فضلاء.. نطمح للقفز وللمشي عليك محفوفين مهووسين بالقداسة منافسين لك ومدمرين.. أنت تريد صون كرامتنا التي خلقنا الله بها.. ونحن لا نريد.. بل هم لا يريدون ..أولئك الراكبون فوق بغال الأنانية المسرجة بالأوهام.. وبالدم المسكوب.
سامحنا يا سيدي.