صنعاء نيوز/ -
في يومها العالمي 2024: اللغة العربية والذكاء الاصطناعي. بقلم د غسان شحرور
إن اللغة محدد قوي للهوية الوطنية وهي تقوى وتزدهر بقوة أهلها وازدهارهم، وتُعد العربية لغة عالمية ذات أهمية ثقافية كبيرة، إذ يبلغ عدد الناطقين بها ما يربو عن 450 مليون شخص وهي تتمتع بصفة لغة رسمية في حوالي 25 دولة. ومع ذلك، فإن المحتوى الرقمي المتاح على الشابكة (الإنترنت) باللغة العربية لا يتجاوز نسبة 3-4%، الأمر الذي يحدّ من إمكانية انتفاع ملايين الأشخاص منه ، وبالتالي يسهم في ضعف نفوذ اللغة العربية الرقمي وعدم تمكينها، فيعزف أهلها عن استخدامها شيئاً فشيئاً.
تتيح تطبيقات الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة فرصة ذهبية إذا ما أحسن استخدامها لتقليص هذه الفجوة الرقمية خاصة أن لغتنا العربية غنية بالمحتوى التاريخي والديني والثقافي والإنساني، وهكذا من خلال الابتكار والتوليد المعرفي على طريق التمكين الرقمي الذي يتيحه الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة، فالذكاء الاصطناعي التوليدي يلعب دورًا حيويًا في زيادة المحتوى الرقمي عبر عدة طرق رئيسية تشمل:
. إنشاء محتوى جديد كالنصوص مثل توليد مقالات، قصص، تقارير، وأبحاث بكفاءة وسرعة، مما يعزز الإنتاجية في مجال صناعة المحتوى ، وكذلك الصور والفيديو بناءً على وصف نصي، مما يدعم المحتوى الإبداعي والمرئي والصوتي ، وكذلك تحسين المحتوى الحالي
في اللغة والأسلوب لجعلها أكثر جاذبية ودقة.
• تحسين جودة الصور والفيديو باستخدام تقنيات تحسين الدقة.
• توليد محتوى مخصّص أو محتوى تعليمي موجه لفئة معينة.
• ترجمة النصوص بشكل دقيق وسريع مما يساهم في زيادة الوصول العالمي.
• التوسع والانتشار العالمي وغيرها.
نعم، الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثل أداة قوية لتعزيز المحتوى الرقمي، لكنه يتطلب توظيفًا مسؤولًا لتحقيق أقصى استفادة مع تقليل المخاطر المرتبطة به لاسيما الجودة والملكية الفكرية والأخلاقيات وغيرها.
لذلك تقام احتفالية اليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر لعام 2024 تحت شعار العربية والذكاء الاصطناعي: تحفيز الابتكار وصون التراث الثقافي
ولا بد في هذا السياق أن أدعو إلى تسليط الضوء على تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي وجوانبه العملية وتحدياته وفرصه العظيمة في ميادين الثقافة العربية والإعلام مع استعداد دولة الكويت لاستضافة حدثين مهمين خلال العام المقبل، حيث تم اختيار دولة الكويت عاصمة للثقافة العربية لعام 2025 من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو). وكذلك اختيار الكويت عاصمة للإعلام العربي 2025 بعد موافقة المجلس التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب
الدكتور غسان شحرور طبيب وكاتب
من مقالاتي المنشورة ذات الصلة:
- يوم اللغة العربية «1 آذار/ مارس»: ما هـكذا تُـمكـَن اللغة العربية...
- نحو مرصد وطني وعربي للفجوة الرقمية
- في يومها العالمي: لغة الضاد المريضة...هل تشفيها الاحتفالات؟؟
- الهوة والهوية في "المحتوى الرقمي العربي"
```
P Please consider the environment before any printing
|