صنعاء نيوز/إيهاب مقبل -



السوريون هم فصيل من فصائل البشر، لهم ايجابيات، ولهم كذلك سلبيات، وذلك لعدم وجود نقاء كامل من كل الشوائب لدى البشر.

ولقدْ تعرضَ أهلنا السوريين في حياتهم اليومية إلى أهوال وشدائد ومعاناة قاسية، ولذلك ينبغي علينا كعرب أن نُشيد بايجابياتهم، ونُصلح لهم السلبيات.

إما سلبيات السوريين فيمكن حصرها بالتالي، فإذا تغلبوا عليها ستكون سوريا دولة متطورة وتجتاز كل المصاعب:

1. حب التأمر والرئاسة والسيطرة على الآخرين بشكل مفرط لا مثيل له إلا في فرنسا كجزء من الثقافة الفرنسية التي دُرست لهم في المناهج الدراسية.

2. انتشار الكراهية والتشكيك فيما بينهم والحذر والخوف الشديد من بعضهم البعض ومن الأخرين نتيجة ما زرعه نظام حزب البعث السوري من مخبرين كثر يتجسسون ويشون على بعضهم البعض.

3. الأنانية وحب الأنا وليذهب الآخرون إلى الجحيم كجزء من ثقافة الإلحاد التي تربوا عليها في المدارس السورية.

4. الانتقاد الجارح للآخرين مع السخرية والإستهزاء الشديد جدًا إلى حد الإفراط كجزء من تأثير الدراما السورية.

5. سرعة التهجم والاتهام والغضب والإنفعال والعراك والتراشق بالكلام المهين الخارج عن الآداب والأخلاق العربية كجزء من الثقافة الشيوعية اللينينية التي تسربت إلى حزب البعث السوري.

مثال على ذلك، تقلب أحمد الشرع المعروف باسم ابو محمد الجولاني يثير المخاوف فعليًا، فكان مع تنظيم دولة العراق الإسلامية، ثم انشق وبايع تنظيم القاعدة تحت مسمى جبهة النصرة فسبب صراع وفوضى وسفك للدماء بين التنظيمين، ثم انشق عن تنظيم القاعدة مؤسسا جبهة فتح الشام، ثم غير الجبهة إلى هيئة تحرير الشام، ومع كل تسمية ولاءات واعداء وايديولوجيات!

الخطر هو تعينيه اخوته واقاربه واصدقائه للحكم، فوضع شقيقه ماهر الشرع وزيرًا للصحة وشقيقه الآخر في تجارة السكر، ناهيكم عن اقاربه من جهتي الأم والأب، واصحابه من غير دمشق كمسؤولين ومحافظين عن دمشق!

لم يرجع الفضل الأول للجولاني في اسقاط حكم عائلة الأسد، بل مسيرة تضحيات قدمتها العديد من الفصائل السورية، والصحيح الاعتماد على التجربة الافغانية بعد الحرب الأهلية في أفغانستان (1989–1992)، وذلك عبر تشكيل مجلس شورى في سوريا يرأسه كل بضعة أشهر شخص من الفصائل، إما احتكار السلطة في عائلة الشرع وأصدقائها سيولد على المدى القريب صراعات كبيرة في سوريا، بجانب مخاوف دول الجوار كالعراق من إعادة العلاقات مع سوريا الجديدة، وبدون العراق ونفطه وغازه ستعود سوريا إلى حقبة حافظ الأسد حيث تردي الاوضاع الاقتصادية.

توجد في سوريا اليوم ثلاث حكومات، الأولى حكومة إدارة ذاتية في شمال وشرق سوريا بقيادة قسد الكردية وعاصمتها عين أسد في الرقة، والحكومة السورية المؤقتة لفصائل الجيش الحر بقيادة عبد الرحمن مصطفى وعاصمتها أعزاز في حلب، والحكومة السورية الانتقالية لفصائل هيئة تحرير الشام بقيادة محمد البشير وأحمد الشرع في دمشق.

حلفاء قسد هم أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل والعراق والسعودية، واعدائها تركيا وقطر والحكومتين السورية المؤقتة والانتقالية.

حلفاء الحكومة السورية المؤقتة هم تركيا وقطر وبعض الجماعات السلفية واخوان المسلمين والليبراليين والقوميين، واعدائها إيران وروسيا وقسد والحكومة السورية الانتقالية.

حلفاء الحكومة السورية الانتقالية هم تركيا وقطر وبعض الجماعات السلفية واخوان المسلمين، واعدائها إيران وروسيا وقسد والحكومة السورية المؤقتة.

ربما تتحالف الحكومتين السورية المؤقتة والانتقالية ضد قسد، لكن بالمحصلة النهائية ستنشب حرب أهلية بين الحكومتين المؤقتة والانتقالية إذا لم يتقاسما السلطة معًا، وإذا اندلعت ستتفكك سوريا إلى ولايات، منها ولاية درزية موالية لاسرائيل في جنوب سوريا.

انتهى