صنعاء نيوز/إيهاب مقبل -
كان معين الدين أنر حاكمًا لدمشق خلال السنوات 1140 - 1149، ويحب العلماء والصلحاء، ويبذل المال، وله مواقف مشهودة بذلك، لكن بنفس الوقت كان خسيسًا بتحالفاته، فقد تصدى لعماد الدين زنكي الشهير بحروبه ضد الصليبيين وذلك عندما اراد الوصول إلى القدس في العام 1135!
وفي العام 1140، حاصر معين الدين مدينة بانياس في طرطوس بمساعدة الملك الصليبي فولك ملك القدس وأمير أنطاكية ريمون، وعرض معين الدين عليهم 20 ألف قطعة ذهب شهريًا لتغطية نفقاتهم، ولما تم الاستيلاء على المدينة الساحلية سلمها معين الدين إلى فولك وعاد إلى دمشق!
زار معين الدين مدينة القدس خلال حكم الصليبيين برفقة المؤرخ المستقبلي أسامة بن منقذ، وتفاوض معهم على اتفاق أكثر شمولًا لحماية دمشق من هجمات عماد الدين زنكي.
اغتيل عماد الدين زنكي في معسكره في منطقة الجزيرة السورية في العام 1146 بخطة أعدت من قبل الصليبيين، وتولى أبنه نور الدين زنكي مهمة مواجهة الصليبيين وتحرير بيت المقدس.
وبعد نحو عامين، وتحديدًا في العام 1148، انتهك الصليبيون تحالفهم مع معين الدين، وحاصروا دمشق من بانياس، فطلب معين الدين المساعدة من اعداءه نور الدين زنكي وشقيقه سيف الدين زنكي في الموصل، فانطلقت جيوش المسلمين من حلب والموصل نحو دمشق، وبنفس الوقت هدد معين الدين الصليبيون بانه سيسلم دمشق لنور الدين زنكي إذا لم ينسحبوا، واضطروا للانسحاب خشية مواجهة قوات زنكي.
وفي نهاية المطاف اعترف معين الدين أنر بقوة الملك العادل نور الدين زنكي كقائد أعلى منه، وقاد بنفسه غارات على الأراضي الصليبية في العام 1149، ردًا على غاراتهم على أراضي دمشق، كما أنضم إلى نور الدين ضد إمارة أنطاكية، ليتوفى في نفس العام بمرض الزحار.
انتهى
|