صنعاء نيوز/إيهاب مقبل -
خلال سنوات الحرب الطويلة في سوريا، تعرض مخيم اليرموك في دمشق، الذي كان من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، إلى دمار هائل شمل معظم معالمه ومقومات الحياة فيه. ودفع هذا الواقع المرير معظم سكانه إلى الهجرة إلى مناطق أخرى، داخل سوريا أو خارجها.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد، تأتي فرصة إعادة إعمار المخيم، لكن بالتأكيد ستكون المهمة معقدة للغاية، ولكنها ليست مستحيلة بطبيعة الحال.
يتطلب إعادة إعمار المباني المدمرة تدميرًا هائلًا إلى موارد ضخمة وجهودًا هائلة، إلا أن هناك تقنيات وطرق معينة يمكن استخدامها لتحقيق إعادة الإعمار.
إذا كان التدمير هائلًا لدرجة أن المبنى أصبح ركامًا كاملًا، فإعادة بناءه قدْ تتطلب إزالة الركام بالكامل، ثم إعادة التصميم من البداية.
لكن في بعض الحالات، يكون التدمير قدْ طال الأساسات بشكل كبير، مما يعني أن المبنى قد يحتاج إلى إعادة بناء من الصفر بدلاً من مجرد تجديده أو ترميمه.
أي أن القاعدة الأساسية لإعادة إعمار المخيم ينبغي أن تكون فيما إذا كان الهيكل الأساسي للمبنى قابلًا لإعادة الإستخدام أم لا.
وقبل البدء في إعادة بناء المباني نفسها، غالبًا ما يتعين إعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية مثل الشبكات الكهربائية وإمدادات المياه وشبكات الصرف الصحي. وفي بعض الحالات، قدْ يتطلب ذلك إعادة بناء مرافق البنية التحتية بشكل كامل.
إما إذا كانت البنية التحتية قدْ دمرت بالكامل، فالعملية ستتطلب إعادة تخطيط شامل للمناطق المتضررة، وهو ما قدْ يستغرق وقتًا طويلًا.
ومن أجل تحقيق السرعة والكفاءة المطلوبة في إعادة الإعمار، وتوفير الوقت والموارد والجهود، ينصح باستخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في بناء المنازل بدلًا من الطرق التقليدية، وهي من أحدث التقنيات التي قدْ تُستخدم في إعادة بناء المباني المدمرة بشكل كبير في المخيم.
وبمقدور هذه التقنية، والتي تمتلكها اليوم الشركات التركية، استخدام مواد البناء المعاد تدويرها، مثل الركام الناتج عن التدمير والخرسانة المدمرة لإعادة بناء المباني الجديدة، مما يساعد في تقليل التكاليف.
لكن عملية إعادة إعمار مخيم اليرموك مرتبطة بشكل وثيق بالظروف السياسية والاقتصادية، وتوجد عدة أطراف قدْ يكون من مصلحتها إعادة إعماره، أهمها:
1. الحكومة السورية الجديدة، إذ من مصلحتها تثبيث سيطرتها على المخيم من خلال بناء الثقة مع الفلسطينيين في سوريا، وذلك ضمن جهود تأهيل المخيم في إطار أوسع لجهود إعادة إعمار البلاد.
2. السلطة الفلسطينية قدْ تلعب دورًا كبيرًا في عملية إعادة إعمار المخيم، خصوصًا في سياق تعزيز علاقاتها مع سوريا الجديدة، وإعادة بناء الثقة مع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.
3. الدول الخليجية قدْ تقدم الدعم المالي لإعادة إعمار المخيم ضمن إطار تقديم المساعدات الإنسانية لسوريا بشكل عام. قدمت قطر والإمارات والكويت والسعودية في وقت سابق مساعدات إنسانية لبعض المناطق المتضررة في سوريا.
4. الأردن نظرًا لوجود عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه والروابط القوية مع المجتمع الفلسطيني قدْ يقدم المساعدات المالية أو اللوجيستية.
5. العراق نظرَا لمواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية على طول الخط. وكان العراق قدْ قدمَ سابقًا مساعدات إنسانية للمناطق السورية المتضررة من الحرب، بما في ذلك مناطق اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، وكان هذا الدعم عبر المنظمات الدولية، وقدْ يكون للعراق دور في هذا الصدد في المستقبل إعتمادًا على العوامل السياسية والإقتصادية والأمنية التي قدْ تحدد مدى هذه المشاركة.
6. تركيا وهي من بين الدول الرائدة في تقديم المساعدات الإنسانية في سوريا، وقدْ أرسلت ملايين الدولارات من المساعدات، بما في ذلك مواد البناء والخدمات الأساسية للمناطق المتضررة. تستخدم تركيا تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في البناء، وبمقدورها تطبيق هذه التقنيات في إعادة بناء المخيم، ولديها خبرة طويلة بإعادة بناء مناطق متضررة من الحروب في الشرق الأوسط ومتضررة من الزلازل مثل زلزال أزميد في عام 1999.
7. المجتمع الدولي عبر منظمات الإغاثة الدولية أو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمقدوره توفير الدعم المادي، خاصة إذا تم الاتفاق مع الدول الغربية على تمويل المشاريع الإنسانية في المخيم.
8. فلسطينيي الشتات قدْ يسهمون أيضًا في إعادة إعمار المخيم، إذ بمقدورهم جمع الأموال والتنسيق مع المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص السوري لدعم الجهود في المخيم. كما أن الجاليات الفلسطينية في الخارج قدْ تساهم في تقديم مساعدات مادية لإعادة بناء المخيم.
مقطع: تكنولوجيا الطابعة الخرسانية ثلاثية الأبعاد في تركيا
https://www.youtube.com/watch?v=wjuGvCHIef4
مقطع: الدمار الهائل في مخيم اليرموك في دمشق
https://www.youtube.com/watch?v=90nTQzNC-Mc
انتهى
|