صنعاء نيوز/احمد الشاوش -


الجمعة, 03-يناير-2025

بقلم/ احمد الشاوش

بدون مقدمات نَعَست ورأيت في منامي انني ركبت باص وسافرت الى السعودية للحصول على مرتباتي المحجوزة في البنك الاهلي السعودي ، بحسب مايتم تدوله في الاعلام اليمني وفي الطريق أوقفتني دورية الشرطة السعودية وقالو لي بعد ما شافو اني ضابح وطافش وطايش وطايح .. وش معاك ياوجه الخير .. وش بلاك يايماني.. قلت " عُمرة ولقاط مسابح" ..

قالوا عُمرة وفهمناها ويش تقصد بلقاط مسابح.. وضح ياطويل العمر ؟.. قلت " اللي مش داري يأكل بلسن" .. قالوا ويش بلاك ، ويش هذي الالغاز ، والبلسن .. قلت خلوها على الله .. فقالوا طق ذا الحين .. الله يسهل لك صورتك مربوش..الله يعينك على الطلوع والنزول للبنك الاهلي.

المهم شغلت الدبل وواصلت السير وفي الطريق رقدت في أحد المساجد كما هي عادة بعض العمال اليمنيين الباحثين عن عمل وبكرت أصلي فجراً وشفت النظرات الغريبة وسلمت على المصلين .. وباغتني احدهم انت ابو يمن .. قلت بذاته أبو يمن مدبر دنيا وآخرة ، فكركروا .. وقالو حياك الله .. وش جابك لا عندنا .. قلت مرجام الغيب .. قالوا .. علومك .. قلت لهم جنان الجنان .. سابر على لهجة اهل صعدة .. قالوا الجنااان معروف لكن جناااان الجنان وش ذا البلاء اجارنا واجارك الله..رديت ضريبة عشر سنوات من جنان الثوار والثورة والثروة ودبور عقين والديهم في الربيع العبري.

وبشوق وفضول قال الآخر أحكي لنا قصتك ياغريب .. سولف ، باين عليك ابن ناس وحامل هموم الدنيا يا بو يمن ..قلت كنت معزز مكرم خريج جامعي كبقية اخواني من الشعب اليمني ، حصلت على فرصة عمل ..موظف بدرجة وكيل والمرتبات والاضافيات والحوافز تصرف اولاً بأول ولنا كرامتنا واذا تأخرت يوم صاح المؤدليجين والشياطين والموظفين والعسكر وصروعوا الابواب بالايدي والارجل وصيحنا على المسؤولين بقلة أدب في لغة استعراض ، الا المرتب .. ورددنا سيمفونية "قطع الرأس ولا قطع المعاش" ، ومن غج له غج وبعدها قُطع الرأس والمعاش وأصبحن الف مشنب ومدقن وورع بريال .. قالوا ايش تقصد.. قلت كنا في نعمة فبطرنا كما بطر اجدادنا من ابناء سبأ وحمير وأصبحنا في نقمة فسقطنا وتطايرنا ذرات في الهواء ودخلنا النفق المظلم.

قالوا عجيب صدمتنا ياغريب .. واصل .. قلت ماغريب الا الشيطان وأضفت كنا مستورين بالبيوت والذي لايملك بيت بايجار رمزي والاولاد مرتاحين يدرسوا في المدارس بالمجان والناس تكتسب الذهب بشرف وكرامة والسياسي والدبلوماسي والتاجر والطبيب والمهندس والخريج والنُخب والاحزاب لهم قيمتهم في أيام النباش الاول ..

قالوا من النباش الاول .. قلت معاوية.. فقالوا عليه السلام.. قلت لاحداً يسمعكم عد قوم القيامة .. قالوا ليش كم عمرك .. قلت 60 سنة .. قالوا الله يهديك معاوية مات من الف واربعمئة سنة.. ايش هذا الهذيان .. قلت اللي مش داري يأكل بلسن ..

وخلال السولفة قالوا الحمدلله احنا في نعمة ، فقلت لهم احمدوا ربكم والذي معجبة المعيشة يجي يجرب حظه عندنا.. من حين جاء أولياء الله المؤمنين بيعونا الذهب والمدخرات التي أكتسبناها طول السنوات الماضية وبعنا السيارات والبيوت والاراضي والمزارع والبطانيات والتلفزيونات وغرف النوم والقلافد حتى نبقى على قيد الحياة ونأمن قوم ياجوج وماجوج ، في صنعاء وعدن وتعز والحديدة ومأرب ، لاسيما بعدان اصبحت كفاءات اليمن في البوافي والمقاهي والاسواق والبيوت بطالة بدون عمل وحقوق وغذاء والمؤسسات معطلة.

قالوا اعوذ بالله من قوم ياجوج وماجوج ، هل هدموا الجدار وخرجوا جن الجن ، قلت ، خرجوا من الكهوف ياطويل العمر ، لايشتوا دولة ولا ديولة ، ، حتى الحكومة أصبحت عالة على الشعب اليمني.. كودنا بنشقى عليها ليل نهار وهي بتصرف لنا خطابات وصلوات ورواتب بعد كل فرض.

مقلب البنك الاهلي :
المهم بكرت أسرب باب البنك الاهلي السعودي من بعد صلاة الفجر على الريق ولا به خاطي .. والحراس مستغربين والنظرات بترقبني .. والذي يقول مسكين أبو يمن .. لاحول ولا قوة الا بالله يمكن طق عقله .. واللي يعطيني تمرة وآخر فنجان قهوة مُرة .. وثالث يقول يعلم الله من ظلمه وماجرى له .. والرابع يتصل بالمخابرات في شخص يمني مشبوه جوار البنك الاهلي ربما يكون من عناصر القاعدة أو داعش ..واسمع لك والسيارات والطقوم والاسلحة محاصرة لي من كل مكان.. سلم نفسك..

المهم حضرت الشرطة السعودية .. جوازك وش تسوي هنا .. وش تبغى .. قلت لهم أدور مرتباتي من البنك الاهلي .. أخذوني على قدر عقلي وقالوا محتاج الى هذه الدرجة .. طيب اينك موظف .. قلت في صنعاء .. وش عملك قلت صحفي في مؤسسة الثورة للصحافة .. قالوا الثورة الله .. أوف .. الله يبليك والفال السيء.. يعني انت ما انت موظف في السعودية قلت لا والله الكذب حراااام.

قالوا احكي لنا الحقيقية .. قلت سمعت الرئيس مهدي المشاط ورئيس الحكومة الرهوي ووسائل الاعلام وخطبا المساجد يقولوا ان مرتبات الشعب اليمني في البنك الاهلي السعودي وانا والشعب اليمني قد احنا على الحديدة .. حراااااف .. فتسلفت مبلغ وركبت باص ووصلت مبكر استلم مرتبي أول واحد قبل الزحمة وبالريال السعودي زيادة نعمة وبدون عمولات بنك الكريمي المجحفة وبدل العملة المشططة والمرقعة ..

وفجأة قال الضباط والله الشيبة باين عليه مجنون .. طق عقله .. الله يهديك.. قد الرئيس المشاط وحكومة التغيير والبناء ووزير المالية والخدمة المدنية قرروا صرف راتب ، ونصف راتب وربع راتب من البنك المركزي بصنعاء .. الحق قبل ما يتم صرف الرواتب وتخلص السيولة باين عليك في سابع نومه.. الله يهديك أنت موظف مع السعودية ولا في صنعاء..فسكت ولا كلمة.

وعلى طول ركبت الباص الجماعي من مدينة جدة الى صنعاء لاستلام المرتب قبل ما يسبقني آلاف المدبرين من الموظفين الفقراء ، وقبل ان تنجح السيولة ، وخلال ذلك الحلم الجميل والاخبار السارة ، ماسمعت الا قارح صاروخ امريكي بريطاني بيدق في الصيانة ، ففزيت من سابع نومة ، وايقنت ان سعادتي كانت مجرد اضغاث احلام ناتجة عن التعب والارهاق وخواطر العقل الباطن .. ليأتي تأكيد الاخبار الجميلة التي طال انتظارها من الموظفين بعد ان قد الشعب اليمني بيمشي على الطاوات باستثناء المؤمنين في كل الخمس الحكومات اليمنية .

اعلان وزير المالية بصنعاء بانه تم تجميع وتوريد المبالغ اللازمة إلى حساب الآلية الاستثنائية وفقا للقانون وان فاتورة مرتبات موظفي الدولة لقائمة الصرف الشهرية أصبحت جاهزة للصرف في شهر يناير الجاري ، خطوة ايجابية في المسار الصحيح لوفاء بالحقوق لازالة الغضب الشعبي ولملمة الصف الوطني ، وان البنك المركزي اليمني بصنعاء جاهز لصرف راتب ، ونصف راتب شهري للموظفين بانتظام لرفع المعانة وانعاش الاقتصاد اليمني يعكس بداية حقيقية تنفيذ الحكومة لمسؤولياتها القانونية وتهدئة خواطر الناس .. على ان تستمر الحكومة في صرف رواتب الموظفين استشعاراً للمسؤولية الدينية والاخلاقية والقانونية والانسانية ، بعيداً عن اي مبررات مستقبلية او طارئ أو قارح أو مواجهة قادمة ان حدثت والعياذ بالله .. لاسيما بعد ان توافرت الارادة السياسية.. ورغم ذلك المثل اليمني يقول .. " لا تقل بر الا اذا هو في الصر".
[email protected]