صنعاء نيوز/بقلم/ احمد الشاوش -
الثلاثاء, 07-يناير-2025
من حين عشقنا قامة القيامة .. عشقنا الوطن .. السيادة .. الارض .. الهوية.. الانتماء ..التنمية
عشقنا الدولة المدنية والقوانين واللوائح والعدالة والمؤسسات التي كانت أشبه بخلية نحل وتضم فيها رحيق كل الخبرات والتجارب والكفاءات الوطنية.
عشقنا الجمال والذوق والاحترام والشفافية والنزاهة والابتسامة والضحكة والطرفة والنكته والقصص العجيبة .
عشقنا العلم والفكر والثقافة والفنون والابداع والتألق والعبقرية والعمل والوظيفة والمنافسة الشريفة في ظل منظومة قيم الاخاء والتنمية والتسامح والتعايش والسلام.
احسسنا بالحب والحنان والتكافل والمشاعر الفياضة.. شعرنا بالامن والاستقرار والسكينة والمرؤة والايثار ومواقف الرجال وقيمة الحياة.
والحقيقة التي لاجدال فيها ان الخيرون يزرعون الحب ويصنعون الجمال وينسجون العشق ويمهدون طريق الامل للوصول الى الغايات النبيلة والسامية ، بينما البعض يزرع الشوك والاوهام والشقاق والنفاق والمبررات والنقاط والبراميل والسجون هنا وهناك ، ليصبح اليمني انسان مذهول ومجهول في عالم يفتقد الى الحكمة والرحمة والمرؤة والعدالة والانصاف .
اليوم يُخيل الى كل شخص ان الاخ أصبح جاسوس على اخيه والجار جاسوس على جارة والصديق جاسوس على صديقة والموظف جاسوس على زميله حتى المدن والقرى اصبحت اسيرة لهذه الثقافة الدخلية وحتى تفاريط النساء تحولت الى اماكن لنقل الاخبار والثرثرة في كل ارجاء اليمن .
والمشهد المأساوي اليوم اننا نعاني من قضايا اجتماعية خطيرة جداً ناتجة عن الصراعات والحروب السياسية والفقر والجوع والبطالة والتهجير .. والسؤال الاهم هو هل نظرت دول وكانتونات الامر الواقع كم وصلت احصائية عدد المطلقات في اليمن ونسبة المطالبات بفسخ عقد الزواج ،،،.
هل عرفنا كم عدد المجانيين الذين لم يتحملوا اعباء الحياة بعد 10 سنوات من القتال والحروب والهُدن القاتلة ..
هل قرأتم عن آخر احصائيات حالات الاكتئاب والحالات النفسية والانهيارات العصبية.. هل هناك لجان متخصصة لدراسة هذه الظواهر المآساوية ومعالجتها ووضع الحلول المنسبة لها..
هل هناك برامج معالجة لاولئك الضحايا وخطط للتنمية والجلوس على طاولة المفاوضات بصدق بعيداً عن الدماء والدمار والمصالح لتحقيق السلام أو توجيه السلاح الى العدو الحقيقي للشعب اليمني امريكا وبريطانيا ؟.
هل سمعتم وبحثتم عن شباب يتعاطون حبوب الهلوسة والمنشطات والحشيش وغيرها من الاقراص القاتلة للبيوت والاسر والاباء والامهات والمجتمع التي تُباع بطرق سرية في بعض الصيدليات والاماكن السرية؟..
نحن بحاجة الى زراعة الحب والحنان والقيم السامية والاخلاق الحميدة بين الناس بدلاً من الخلافات والاتهامات والسقوط والسب والشتم والحقد والفجور والكراهية والصراعات العبثية ..
أعيدوا لنا رصيدنا من الاخلاق وقولوا للناس كلمة طيبة وحافظوا على المُثل السامية وعمموها على القادة والمسؤولين والموظفين والمدارس مادمتم في السلطة وبيد كل طرف النفوذ والمال ورقاب الناس بعيداً عن التسلط والبطش والرعب ، فالرسول صلى الله عليه واله وسلم يقول " انما بُعثت لاتمم مكارم الاخلاق.
والله سبحانة وتعالى يقول في الحديث القدسي " ياعبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرماً بينكم.." فعلينا جميعاً مخافة الله والابتعاد عن ظلم الناس.
اخيراً .. ماتعرض له الصحفي الكبير والكاتب المتألق والهامة الوطنية الشريفة حمدي دوبلة مدير عام الاخبار بمؤسسة الثورة للصحافة بعد عودته من زيارة والدته التي تم اسعافها الى محافظة الحديدة بعد خمسة اعوام من الفراق بسبب الوضع الاستثنائي للبلاد ، ومن ثم عودته الى العاصمة صنعاء والقبض عليه في نقطة الصباحة ظهر الجمعة بطريقة صادمة وأسلوب غريب متجاوزاً القوانين شكل صدمة شديدة له ولاسرته وللصحفيين جميعاً ، وكان من الحكمة الاتصال به للحضور لمعرفة الحقيقة وازالة اللبس والشكوك والرؤية الخاطئة لاسيما وهو يسكن في العاصمة صنعاء ويعمل طوال الاسبوع في تحرير صحيفة الثورة ، لاسيما وان التواصل والعلاقات الانسانية والاسرية ليست جريمة هنا وهناك ، ورغم تلك الصدمة نشكر كل الزملاءالصحفيين وبعض القيادات التي تابعت مظلومية الزميل حمدي دوبلة حتى تم اطلاق سراحة بصورة مستعجلة كونه بريء.
كما ننصح كل القيادات اليمنية في صنعاء ومارب وتعز وعدن وحضرموت والحديدة وغيرها العمل وفقاً للقوانين الوطنية والانسانية وقبلها قوانين السماء واذا كان هناك متهم فالقضاء هو الفيصل ، كما ننصح باطلاق كل سجين بريء لم تثبت عليه اي تهمة درئاً للظلم وحفاظاً على النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية ومن ارتكب جريمة فالقانون هو الحكم.. |