صنعاء نيوز/ سبتة : مصطفى منيغ -
ما كانت اليمن في حاجة لاتفاق الطرفين السعودي الإيراني لتفاجأَ بجعلها عمود التفاهمِ المستقبلي بينهما ، فقد توصلت بما يكفي مِن معلومات حتى تتهيأ لاتخاذ موقف تُطهِر مِن خلاله أنها اليمن الكاملة الرشد غير محتاجة لوليٍّ يُسيِّر أمرها كما تشاء مصالحه والمعنى مرتبط بسواهما ، لتُضحي إيران باليمن كما فعلت بسوريا إرضاء لخطتها قبل دخول ترامب البيت الأبيض رسميا كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية ، وهذا لن يُلزِم اليمن في شيء ، فتلك لعبة سياسية تخص الدولتين كلاهما ، علما أن أمريكا من مهامها بدءاً لممارسة تنفيذ خطة الرئيس ترامب ، تغيير خريطة الشرق الأوسط تغييراً جذرياً ، لتنعم حبيبتها إسرائيل بوضعية مريحةٍ تمكِّنها من تحقيق حلمها القديم الجديد في وضع اللمسات الأخيرة لضم الأراضي التي احتلَّتها مُؤخرا بالقوَّة ، بما في ذلك الضفة الغربية بمباركة السلطة الفلسطينية المنهمكة حالياً في تضييق الخناق اعتقالاً وقتلاً للفلسطينيين المعروفين بانضمامهم لخيار المقاومة حتى الرمق الأخير ، وما حَصل ولا زال في مخيَّم جنين يؤكد أن السلطة الفلسطينية برئاسة عباس قد رفعت الراية البيضاء أمام استغراب أحرار العالم ، بل في طريقها لبيع ما تبقى من الجغرافية الفلسطينية للأسف الشديد . ولا يهم اليمن ما أقبلت السعودية عليه وهي تغيِّر سياستها الخارجية المبنية كانت على الانتقام من معارضيها من تحت الطاولات وخلف ستائر الكواليس ، أو بحشد ما تتمكن من حشده كقوات عربية لمحاربة من رأتهم خطرا عليها ومنهم اليمن المحرَّر من عملائها الواصلين التحكم في رقاب اليمنيين ، فتلك سياسة انتهت بصبغ ممارستها الحالية باللون الوردي بمد اذرع مساعداتها المادية لمن سيعمل على جلب الارتياح الجماهيري لها على امتداد الخريطة العربية في المجمل دون أن يظهر عليها تنفيذ تعاليم الغير لها ومن هؤلاء إسرائيل، التي تعمل على ضمان استراحة حتى تتهيأ لمعركة قادمة أشد خطورة على أقطار عربية بعينها كالعراق والأردن ومصر واليمن ، والمفروض في الاستراحة أن تَسْخَرَ من إيران وهي تتخلَّص من أذرعها الواحد تلو الآخر اليمن إحداها حسب المعتقد الإسرائيلي الإيراني المخطئ الخاطئ ، تسخر من إيران بواسطة السعودية مستغلة دور الصين ذي النية الحسنة في الموضوع ، واليمن مدركة أتم ما يكون الإدراك أنها متروكة لمصيرها فما عليها إلا الاعتماد على إمكاناتها المحلية ، وأيضا عالمة أن اتفاقية مبرمة بين السعودية وإيران لن تعمِّر طويلا حينما تطَّلع إيران على حقيقة من وراء الفاعل ، لتخرج من المعمعة مهزومة خاسرة حتى مجهودها النووي ، ولتصبح في قعر جب المشاكل ومن الصعب الخروج منه إلا بمعجزة . حفظ الله اليمن واليمنيين وألهمها الحل المناسب لتظل وشعبها العظيم شامخة كمنارة مجد تمنح للعرب ما هم في أمس الحاجة اليهما الحرية والكرامة .(يتبع)
مصطفى منيغ
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدنس – أستراليا
سفير السلام العالمي
[email protected]