صنعاء نيوز/ -
في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة، التي ألقت بظلالها الكثيفة على الحياة اليومية لسكان القطاع منذ أكثر من سنة، برزت قضايا متزايدة حول استغلال المساعدات الإنسانية المرسلة من الخارج، والتي تمثل شريان حياة للسكان النازحين. تأتي هذه المساعدات من المنظمات الدولية والحكومات الصديقة، بهدف تخفيف معاناة الفلسطينيين، إلا أن عمليات السطو عليها أصبحت ظاهرة مثيرة للقلق.
*اعتراض الشاحنات تحت تهديد السلاح
وفقاً لمصادر ميدانية وشهادات شهود عيان، تتعرض الشاحنات المحملة بالمعونات الإنسانية لعمليات اعتراض ممنهجة يقوم بها ملثمون وقطاع طرق مسلحون. يتم توقيف الشاحنات عند نقاط غير رسمية داخل القطاع، ويُجبر السائقون على تسليم الشحنات تحت تهديد السلاح. لا تقتصر هذه العمليات على المعونات الغذائية فقط، بل تشمل الأدوية، المستلزمات الطبية، وحتى الوقود، والخيام.
أحد السائقين الذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم أكد أن "العصابات تعمل بشكل منظم وتستهدف الشاحنات فور عبورها النقاط الحدودية. غالباً ما تكون لديهم معلومات مسبقة عن مواعيد الشحنات ومحتوياتها".
*السيطرة وتوظيف المعونات في السوق السوداء
تُشير التقارير إلى تورط جهات نافذة في القطاع في هذه العمليات، وسط اتهامات مباشرة لحركة حماس بالسيطرة على هذه المساعدات. وفقاً لتقديرات حقوقيين، فإن جزءاً كبيراً من المساعدات الإنسانية يُعاد توزيعها في الأسواق المحلية بأسعار مرتفعة. هذه الممارسات تُثقل كاهل السكان الذين يعانون بالفعل من أوضاع اقتصادية خانقة.
أحد التجار في القطاع قال: "نرى منتجات مكتوباً عليها أنها مساعدات مجانية تُباع في الأسواق بأسعار خيالية. السكان يعرفون مصدرها، ولكن لا يمكن لأحد التحدث خشية التعرض للمساءلة أو العقاب".
*تعتيم إعلامي وتضييق على المنتقدين
تسيطر حركة حماس على المشهد الأمني والإعلامي في القطاع، مما يجعل من الصعب على الصحفيين والناشطين تسليط الضوء على هذه القضايا. يُمنع تداول المعلومات التي تكشف عن عمليات السطو أو استغلال المساعدات، وتتعرض أي محاولة للكشف عن هذه الجرائم للتضييق وربما الملاحقة.
*دعوات للتحقيق الدولي
تطالب منظمات حقوقية دولية بفتح تحقيق شفاف حول مصير المساعدات الإنسانية في غزة. وتشدد هذه المنظمات على ضرورة وجود آليات رقابة مستقلة لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، بعيداً عن الاستغلال أو التلاعب.
في ظل الحصار والدمار، تُفاقم عمليات سرقة المساعدات من معاناة سكان قطاع غزة، الذين أصبحوا بين مطرقة الحرب وسندان الاستغلال. تبقى الحاجة ماسة لتحرك دولي وإقليمي عاجل لضمان حماية هذه المساعدات وإنقاذ سكان القطاع من براثن الفقر والجوع.
|