صنعاء نيوز/ -


.
ينتمي إلى الأردن وفلسطين ولبنان وسورية، اجتمعت جذوره، لترسو في مدينة ابن الوليد السورية، حيث عاش وترعرع وأبدع، متجولاً في فضاءات حضارته العربية الأصيلة، ومبحراً في بحر لغة الضاد. رفع أشرعته في الماضي السحيق بين أساطير جلجامش وعشتار، ثم أبحر غرباً إلى آداب الحضارة الألمانية على شواطئ بحر البلطيق، وشرقاً إلى حضارات”الين” و”اليانغ”الصينية، ومنها إلى أعماق الساموراي اليابانية.
لم يكتفِ بالسعي في رعاية بصر مجتمعه، وما يصيبه من أمراض وعلل بأشكالها وألوانها المختلفة، بل جعل همه أيضاً بصيرة هذا المجتمع التي أصابها ضعف أقرب إلى الشلل، وإخفاق أقرب إلى اليأس.

إنه زميلنا طبيب العيون والشاعر والمترجم والناشر الدكتور "شاكر مطلق".
ولد عام 1938 في مدينة "شهبا" جنوب سورية، وعاش في مدينة "حمص" حتى نال شهادة الثانوية العامة، ثم غادر إلى ألمانيا لدراسة الطب البشري. تخرّج مجازاً في الطب عام 1965، وتخصص بعدها في طب العيون.
عاد إلى سورية مع زوجته الألمانية عام 1972، وبدأ ممارسة مهنته في مدينته "حمص" حتى توفى عام 2020، بعد رحلة حافلة بالعمل الطبي والأدبي والاجتماعي.

كان الدكتور شاكر مطلق عضواً في العديد من الجمعيات والهيئات العلمية، أذكر منها:
• المجمع الألماني لطب العيون.
• الجمعية السورية لمكافحة السرطان.
• رابطة الخريجين الجامعيين.
جمعية الشعر في اتحاد الـكتاب العرب ومقره "دمشق".
الجمعية السورية لتاريخ العلوم عند العرب (معهد التراث) في جامعة "حلب".
• شغل منصب رئيس الجمعية السورية لأطباء العيون في دورة من دوراتها.

التقيته في ندوة طبية في مدينة "حمص" منذ نحو عشرين سنة، ثم تواصلنا لعدة سنوات عبر البريد الإلكتروني حيث كنت أدير الرابطة السورية للمعلوماتية الطبية.

من إنتاجه الأدبي والعلمي:

امتزجت تجربته الأدبية بالرموز التاريخية والأساطير، وبرزت في ترجماته عنايته بالشعر الياباني والأدب الصيني المترجمين إلى الألمانية، وأصدر عدة دواوين شعرية، وترجمات، ومؤلفات طبية،
كذلك أسس "دار الذاكرة للنشر" في عام 1990.

في هذه العجالة أذكر بعضاً من أبرز إنتاجه:

الدواوين الشعرية:
• نبأ جديد (1957)
• معلقة جلجامش على أبواب أوروك (1985)
• تجلّيات عشتار (1988)
• زمن الحلم الأول (1990)
• ذاكرة القصب
• تجلّيات الثور البرّي (1997)
• وأخيرا كتابه «الأدب الجرماني» الصادر عن المطبعة الأميرية، وفيه ترجم لمعظم الشعراء الألمان، ويربو هذا الكتاب على ألف صفحة فى لغة بليغة جميلة، وهو أكبر إنتاجه الأدبي، قبل وفاته عام 2020.


من ترجماته:
• فصول السنة اليابانية: الشعر الياباني (1990)
• لا تبح بسرّك للريح: الشعر الياباني (1991)
• على شاطئ الأيام البعيدة: الشعر الياباني (1995)
• "هاينريش هاينه" وهو شاعر ألماني: دراسة (1997)
• شعر "زن" وهو مجموعة من الشعر تتميز بالرهافة والفرادة من الصين واليابان (1998)
• الزن في فن الشعر الياباني - ترجمة لكتاب "توشيمتسو هازومي" (2007)

هذا وقد نشرت "مجلة العربي" التي تصدر في "الكويت" حواراً أدبياً معه في عددها 487 عام 1999


مؤلفات وتراجم طبية:
• معالجة جروح العين الثاقبة (1991).
• تمارين البصر (1991)وهو كتاب مصور.
• فحص البصر التطبيقي (1994)
• ألوان تشريحية

كذلك توجه في إنتاجه العلمي إلى الأطفال من خلال
"الشخصية والألوان"، وهي مجموعة كتب علمية طبية للأطفال.


نعم، ترك الدكتور شاكر مطلق (1938-2020) بصمات مميزة جمعت بين الطب والأدب والثقافة بجميع أشكالها وألوانها، حتى أن بعض الكُتّاب وصفوا منزله في مدينة حمص بأنه واحة ثقافية، أو “بيت اللغة العربية” التي كان الراحل يعشق أن يسميها “لغة الشعر الخالد”.



"عرفتهم”: زاوية ثقافية دورية يكتبها د. غسان شحرور.




```
P Please consider the environment before any printing