صنعاء نيوز/بقلم/ احمد الشاوش -
الاثنين, 13-يناير-2025
ان يتحول البعض من موظفي البلدية وعلى وجه الخصوص ادارة الاسواق الى وحوش تُطارد فرائسها الضعيفة وتُمارس الابتزاز ضد صغار الباعة من البساطين واصحاب العربيات الصغيرة الذين يبحثون عن الرزق بشرف ، رغم المعانة من شدةالبرد القارس والشمس الحارقة والرياح الشديدة للوقوف على قيد الحياة فذلك شيء صادم؟.
واكثر وجعاً و ألماً وحزناً ان يتحول بعض موظفي البلدية المشهورين بالبطش واستغلال الوظيفة العامة وطقوم الدولة الى ضباع ، ليس من اجل تنظيم وترتيب البائعين وعكس صورة ايجابية عن الدولة والحكومة والعاصمة صنعاء الذي هو الهدف الاساسي وانما من اجل ممارسة الرعب والابتزاز والملاحقة والمضايقة ونسف ارزاق الناس واستعداء البائعة والمواطنين ونقل صورة سيئة جداً عن المجالس المحلية والبلدية وادرة الاسواق وامانة العاصمة والدولة بشكل عام في سبيل النفس الامارة بالسوء والمصالح الشخصية وغياب العدالة.
لم يتعلم موظفي البلدية ممن سقط منهم من الضحايا في شعوب والزمر وباب اليمن وشارع خولان وشارع هائل ونقم وباب اليمن وغيرها من الاسواق نتيجة لطيشهم وبطشهم وقساوتهم وفنون الايذاء والانتقام ضد من يقف امامهم من الضعفاء أو يحاول صدهم للحفاظ على بضائعه ورزقه في ظل عدم احترام النظام والقانون والمحاسبة ، بل أصبح الكثير من موظفي البلدية مصدر فوضى واستفزاز للبائع والمستهلك والماره.
اينك ياااااا امين العاصمة مما يجري في اسواق صنعاء القديمة من ظلم وتعسف ومساومات .. كانت صنعاء واسواقها وبيوتها المنظمة جوهرة اليمن.. اليوم .. صنعاء لم تعد تلك الدرة النفيسة باسواقها وارصفتها وشوارعها الرئيسية التي تحولت الى شبابيك وبسطات عجز المواطنون عن السير فيها الا بصعوبة ومزاحمة ودلكمة ، رغم اننا لا ننكر جهودك ، ولكن الوضع القائم بحاجة الى وقفة جادة ؟..
اينك يااااااادكتوووووور " حمود عباد" ، من وحوش البلدية الذي ينطلقون بالطقوم كالسهام في الاسواق لملاحقة الباعة البسطاء والمطحونيين من مناظر لا نجدها الا في خان يونس ..
عزيزي امين العاصمة ، هل تبادر بزيارة مفاجئة الى الاسواق الشعبية واستفسار بعض اصحاب المحلات والبسطات والعربيات عن حقيقة مايتعرضون له من مضايقات وتعسف واستغلال من قبل البعض ، أكيد ستعرف الكثير من الاسرار وطلاسم الاصنام المحنطة .
ماحدث صباح امس الاحد في سوق الخضرة والفاكهة بالقرب من قسم شرطة الحرية باب اليمن من قبل طقم وموظفي البلدية شيء صادم وفعل مشين واسلوب هجين ، عندما دخل الطقم الى وسط السوق المكتض بالبائعين والبساطين والمتسوقين ، وملاحقة اصحاب العربيات الحديد ، ومحاولة جرها بالقوة بالايدي وبعثرة حقوق الناس ، لايدل على المسؤولية القانونية والاخلاقية ولا يمت الى النظام بصلة .
موظف بلدية شاهدته انا وغيري بالعين المجرده كيف ينطلق كالثعلب الماكر تجاه صاحب عربية وفي رواية " قشام" يبيع البيعة والكبزرة والبقدونس والفجل والجرجير ، ضماره لايتعدى 3 الاف ريال يمني ، وكيف يتم سحب العربية بالقوة ونسف وطعفرة مابها من خضرة الى الشارع والرصيف وبين ارجل المارة نتيجة الشد والجذب وافجاع الاب وصدمة نجله الطفل الذي يساعده ذو التسع سنوات تقريباً وهروبه بالعربية للنجاة بما تبقى من القليل في مشهد مأساوي صادم وسيناريو يتكرر هنا وهناك في ظل التسيب وعدم العقاب.
وفي ساعة ذهول سارعت انا وغيري من المواطنين المتسوقين نلفلف بعده البيعة والفجل وغيره ونحاول اللحاق بالطفل وتهدئته لاخذ ماسقط عليه ولكنه من شدة الخوف والرعب والصدمة فر بعيداً نحو باب اليمن مخترقاً الرصدة والسيارات والدراجات النارية والماراة غير آبه بأي حادث مأساوي ، بينما الاب يظل مصدوماً ومقهوراً ويتودد للغلاظ الشداد الذي نزعت منهم الرحمة والمسؤولية وداسوا على القانون والضعفاء والذوق العام تحت حماية وصميل الوظيفة العامة وملاحقة البيعة والفجل..
سمعت موظف البلدية الذي تحول فجأة الى ذئب منزوع الرحمة وهو يقول ، لاحد الاشخاص والله ماراحت له .. والله لا ادبه .. اليوم انا بعده .. مادفعش .. وجالس في الطريق .. تهديد ووعيد والنتيجة الجميع يعرف ان المنصب الحقير أصبح الهدف منه هو الابتزاز تحت صميل ويافطة الدولة في ظل استمرار عدم المحاسبة والرقابة وقطع ارزاق الناس ..
حتى وان كان البائع غلطان ومخالف فهناك طرق قانونية لا صلاح الخلل وردع وايقاف المخالفين .
والطريف انني سمعت موظف البلدية الطويل والمفتول العظلات يبرر لمسؤوله الذي اتى وقت الفاجعة ويدعى " رشيد " .. ان صاحب الخضرة حاول يعتدي عليه بالضرب ، وهو مالم يحدث بل العكس موظف البلدية كان الاسواء في تصرفاته كأمثالة الذين تعودوا في هذا الجهاز على حالات الرعب والصدمات بالايدي وابتزاز الضعفاء.
شاهدت نحو ثلاث عربيات تقريباً على الطقم مصادرات بالخضرة لاخرين من البسطاء والشرفاء والبؤساء والمعدمين .. قرح ضمارهم جووووو" ، الذين طحنتهم الاوضاع والازمات والغلاء والبطالة كما طحنتنا جميعاً معشر اليمنيين.
لماذا الاصرار على ملاحقة وتعذيب واستغلال ونشر الكراهية بين البائعين والدولة والناس ..
لمصلحة من يتم استعداء وارهاب البساطين وغيرهم من الشباب والشيبات والاطفال الذين يبحثون عن مصادر رزق شريفة لهم وعائلاتهم ..
لماذا يصر البعض على الضغط على الباعة ومصادرة ارزاقهم وملكياتهم وتحويل البعض منهم الى مسجل خطر بدلاً من الكسب الحلال وتسهيل الجو للقاصدين الله ، وقطع الطريق على كل من يريد ان يستغلهم او يدفعهم الى ارتكاب الجريمة.
نحن مع النظام قلباً وقالباً وبقدر ماهناك مدراء وموظفين شرفاء هناك سيئين ولصوص ، لكن ان تتحول البلدية وادارة الاسواق والمجالس المحلية الى غريم للبائع اليمني تحت ايقاعات النظام ، وامانة العاصمة خارج اطار التغطية ، وصامته عند تأجير كل شبر وكل متر وكل ركن للباعة والبساطين الذين اغلقوا الشوارع .. المهم قيمة ايجار المتر المربع حتى اصبحت الاسواق كمقابر وزارة الاوقاف العشوائية التي يتيه فيها الاموات والاحياء ولاتدري من أين يمشي الرجل والمرأة والطفل نتيجة للازدحام الشديد بمربعات الحديد وغيرها من البسطات ، التي تعيق كل حالة ولادة او اسعاف مريض او دخول وايت ماء فذلك في قمة الجنون والفوضى والمهزلة وانعدام المسؤولية وعكس صورة سيئة عن جمال مدينة صنعاء التاريخية واسواقها الشعبية وعجز قيادتها في هيئة المدن التاريخية عن التغيير ووقف معالم التشوية.
قبل فترة لفت نظري احد طقوم البلدية وهو يجوب بعض الشوارع محملاً اثنين براميل بلاستيك كبار ماركة الكبوس .. وعند سؤالي احد الاشخاص .. قال بسخرية عجيبة صورة موظفي البلدية وصحة البيئة مابش معاهم خزانات مياه .. قاموا بغزوة وحملة عاجلة على الدكاكين التي تبيع مواد غذائية وماء بحجة عدم تنظيف خزانات المياه وصادروا الخزانات ، رغم ان القانون والواقع والعدالة يفترض تنبيه صاحب المحل او على الاقل عمل مخالفة رسمية أوغرامة ، لكن شل الخزانات بالقوة دليل على ان العمل لايتعلق بالنظافة وغيرها مما افقد الناس الثقة في البلدية ..
وعلى نفس القياس ربما يتطور الامر في حالة عدم المحاسبة ، بأن " زيد " من الناس يحتاج الى بطاط اوبصل او طماط بامكانه ان يحرك الطقم ويشن حملة لمصادرة مايحتاجه تحت أي ذريعة لان من امن العقاب ساء الادب .. في حين ان اي بائع مخالف يجب ان يُعطى مخالفة رسمية بسند رسمي بعيداً عن المشاكل والابتزاز وقهر واستثارة الناس.
السؤال .. هل يتم اختيار الموظفين وفقاً للامانة والكفاءة والنزاهة .. هل نحن بحاجة الى اعادة عمل محاضرات لموظفي البلدية عن القيم والاخلاق والسلوك الايجابي والتعامل مع الآخرين والتحلي بالنزاهة والامانة والصدق والمحافظة على حقوق الناس ومحاسبة كل مبتز لاسيما وان كاميرات المراقبة منتشرة في الطرق والاسواق ترصد كل شاردة وواردة ، وبالامكان تفريغها والبناء عليها كنوع من انواع الرقابة بالاضافة الى طرح تلفون وصندوق شكاوى يستقبل اي مظالم.
موظفي البلدية فسادهم كبير من المخططات الى الرخص الى ملاحقة الباعة الضعفاء الى حبس العمال والنجارين والحدادين ومن دفع ماعلى ابو حنيفة يمدد ولايبالي..
الاخطاء والتجاوازات في البلدية ليست وليدة اليوم وانما امتداد للامس واستمراراً للحاضر والمستقبل اذا لم تُعالج من الجذور ، مع الاخذ في الاعتبار صرف حوافز تشجيعية للشرفاء ، وايقاف وتغيير البلاطجة..
نأمل من امين العاصمة الدكتور حمود عباد عمل زيارة من ارض الواقع والاستماع الى شكاوى الناس أو عمل كشافة بالصبغة فوق البنفسجية ومسح للاسواق لاكتشاف مواطن الخلل ووقف سرطان الفساد أو على الاقل احداث عملية تغيير للموظفين ووقف مواطن الفساد ..
يكفي فجائع وهدايم ورعب وملاحقة ومطاردة وابتزاز للبساطين والباعة المتجولين والواقفين ونعثرة وطعفرة ممتلكاتهم ودلهفة ونذوقة للخضروات والفواكة ومصادرة عربيات الفقراء والجياع.. أملنا كبير . |