صنعاء نيوز/تحقيق/ أمل الجندي -
انتشرت في الآونة الأخيرة أحاديث حول الحجامة وبدأ يكثر المعالجون بها رغم أنهم تعلموها بشكل شخصي وليس من خلال علم يدرس،فكون الحجامة سنة لا يعني ذلك ممارستها بشكل مطلق لغير المختصين ولكل الأمراض بل يجب توظيف الحجامة توظيفاً طبياً فهي تعالج بشكل كلي بعض الأمراض وتعمل أيضاً كعلاج مساعد لبعضها ومسكناً لأمراض أخرى، وتطبيقها على أيدِ غير المختصين يتيح الفرصة لمعارضي الطب النبوي للدعاية لها بشكل سلبي كما يطلق عليها من تضرر منها لأسباب سنتطرق إليها في التحقيق التالي .......
..........................................
العسرى: لكل مرض نقاط معينة تستثار عن طريق الحجامة.
الحمادي: لابد أن يمارس الحجامة طبيب متخصص يعرف أضرارها وفوائدها.
حالة متضررة
تقول منى 28 عاماً أنها كانت تعاني من ضيق تنفس وهناك من نصحها بالحجامة فاقتنعت بالفكرة وذهبت لعمل الحجامة عند إحدى الحجامات في القرية ولكنها لم تستفيد بعد 6 جلسات وقالت ذهبت إلى الدكتور واكتشفت من خلاله أني مصابة بالتهاب فيروس الكبد بسبب عملية الحجامة التي لم تتم عن طريق متخصص في هذه العملية وبسبب عدم نظافة وتعقيم أدوات الحجامة وقالت إن من يحجم للناس دون تشخيص طبي مسبق إنما هو يمارس النصب باسم الدين بقصد الإستثمار.
تجنباً للأمراض
يقول محمد علي العسرى الطبيب المعالج بالطب البديل ( الحجامة ) إذا لم تتم الحجامة على يد طبيب متخصص في عمله فلن يستفيد المحجوم فهناك حالات ربما تتأذى كما نسمع فيمن يستخدمونها في البيوت والقرى والإصابة بفيروس c قد يكون مصادفة مع عملية الحجامة وربما هو عدم التعقيم للأدوات التي يستخدمها الحجامون من واحد لآخر، لذلك على المريض أن يسأل عن طبيب الحجامة الجيد قبل ذهابه اليه فهناك من يدعي الخبرة ويحجم للناس ولا يدري أن الشخص المحتجم ربما يكون مصاباً بمرض كالقلب أو الفشل الكلوي أو السكر فإذا كان التشريط عميقاً ربما لن يشفى المريض من جروح الحجامة بسهولة وقال يجب على كل معالج بالحجامة أن يكون التشريط سطحي بسيط لا يترك أثر ما بعد الحجامة.
وأوصى العسرى منعاً للأخطاء التي قد تحدث نتيجة الحجامة العشوائية عند من يدعون خبرتها أن يتم استخدامها في مكان طبي كعيادة او مستشفى وعلى يد متخصص تجنباً لإنتقال الأمراض أو اختيار نقاط غير صحيحة لتطبيق الحجامة، حيث أن لكل مرض نقاط معينة تستثار عن طريق الحجامة لإحداث الأثر العلاجي المطلوب.
مراكز دون أطباء
ومن جانبه أوضح الدكتور عبد الرحمن الحمادي مدير عام المنشآت الطبية الخاصة والمسئول عن فتح المراكز الصحية بوزارة الصحة إن مراكز العلاج الطبيعي والبديل إذا تجرى بحسب الأصول فهو نوع من أنواع علاج الطب التقليدي ولابد أن يمارسها طبيب متخصص يعرف أضرارها وفوائدها ومتى تجرى لكن أن تستخدم كنوع من أنواع الابتزاز أو الدجل على الناس بإسم الدين فهذا مرفوض.
وأشار الحمادي أنه لابد من يزاول هذه المهنة أن تكون لديه شهادة طب لأنها تعتبر معالجة والمعالجة لا يمارسها الممرض أو صاحب الخبرة كما نسمع في بعض المراكز، وأن من يحق له قانوناً وشرعاً أن يمارس الحجامة هو الطبيب حصراً لأنها تعتبر تطبيب ولأنه أخذ مجال العلاج الطبيعي ومجالات أخرى كثيرة، لذا فإن المراكز التي لا تخضع للأطباء في عملية الحجامة فليست لنا علاقة بهم لأننا لا نعطيهم تصريح من لدينا وما يقومون به يقع تحت مسؤوليتهم ومسؤولية المريض الذي لم يسأل عن المكان المناسب للعلاج.
جزء من العلاج
وقال الحمادي برغم أن الحجامة لا تدرس كما في بعض البلدان إلا أنها ضمن تاريخ الطب العلاجي الذي يمارس من آلاف السنين حيث الطب الوحيد الذي كان يعالج أنذاك، ولذلك فهي جزء من العلاج المتكامل وليس العلاج الوحيد وبإعتبار الحجامة من الطب البديل فهي ليست بديل للطب الحديث، لكنها بديل للمريض الذي حاول مع الطب الكيميائي والأدوية ثم حاول العلاج الطبيعي ثم بعد ذلك يلجأ معه للطب البديل مثل الحجامة والإبر الصينية.
وأشار الدكتور عماد محمد شرف الدين جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بمستشفى الجمهوري الى أن الحجامة نوع من إخراج الدم الفاسد ولها أصول علمية ولكن لبعض الأمراض وليس كلها وقال إن الحجامة الآن تمارس في العيادات وكأنها العلاج السحري لكل الأمراض ولكن الإستفادة منها في حدود ماهو مخصص لها، فهناك الكثير من الحالات المرضية التي ندعي العلاج بها بالحجامة وعلى العكس تماماً نجد أنها قد تفاقم المرض وقد تؤخره كحالات إنزلاق العمود الفقري فهناك كثير من المرضى يقومون بعمل الحجامة ولكن عملياً الإنزلاق لا يرد بعملية بالحجامة لأن الحجامة تعمل كنوع من التخفيف للألم لا غير، لكن المرض يتفاقم وكلما مر الوقت زاد الألم وشدة الإنزلاق الى أن يأتي المريض وهو مشلول والسبب هو تركيز الألم على مناطق معينة في الجسم.
وقال عماد لابد من تشخيص المريض قبل عمله للحجامة لأن بالحجامة قد يختفي الألم لكنها لا تزيله، فالحجامة لها فوائد كثيرة خاصة في حالات البوليتيكيميا وفي حالات زيادة الدم، كما أن اكثر الحالات التي يتم إحالتها الى الحجامة بعد التشخيص من قبل الدكاترة هي حالات التهاب العصب حيث تحتاج الى حجامة نتيجة تجمع دم فاسد يراد إخراجه كذلك إرتفاع الهيموجلوبين في الدم والذي يسبب حالات من الإختناق أو الربو.
وأضاف الدكتور خالد عقبة طبيب جراحة عصبية أن التبرع بالدم أفضل من الحجامة في حالات معينة وهو عندما يكون الجسم في حالة فتور وصحته قوية عندها بإمكانه التبرع فيستفيد المتبرع ومن تبرع له، لكن إذا كان المريض يشكوا من منطقة أو مكان معين بالجسم فإن الحجامة تكون أفضل، لذا لابد من تشخيص المريض قبل الحجامة حتى يستفيد المريض مما سيقوم به سواء التبرع أو الحجامة.
وأكد عقبة أن بالحجامة تبدأ الخلايا الجذعية تتوارد من جديد وهي الموجودة في النخاع العظمي فيتجدد الدم عند إخراج الدم الفاسد الموجود في العظم وتتكون كريات ناشئة جديدة تسمى الخلايا الجذعية، هذه الخلايا هي المسؤولة عن تكوين أي خلية في الجسم سواء كانت خلايا في الدم أو خلايا في العضلات أو في العظم فالحجامة مأخوذة من الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، لذا لابد على المراكز التي تستخدم الحجامة الا تقوم بسحب الدم من المريض أسبوعياً عن طريق الحجامة لأن هذا قد يؤثر على المريض ويسبب له فقر دم بدلاً من أن يتم معالجته.
|