صنعاء نيوز / الكاتب: منير الحردول -
يبدو أن سياسة الوضوح البراكماتي التي أضحت واضحة في كل القرارات المتخذة من قبل الرئيس الجديد القديم للولايات المتحدة الأمريكية " السيد دونالد ترامب" قائد القوة العالمية المؤثرة على مجريات السياسات السياسية والاقتصادية العالمية، بدأت تثير ارتباك الجميح بما فيهم من كان يلقب بالحليف والصديق.
إن سياسة القوة والرفض القاطع لمفهوم الصديق الفارغ، علاوة على طموح مخيف من حيث الأبعاد والمرامي لهذا الرئيس الذي انتخب بطريقة ديمقراطية واضحة لا غبار عليها، والإعلان عن رغبته الجامحة في ضم قناة بناما، التي تعد شريانا رئيسيا في مجال الملاحة البحرية وتيسير مرور آلاف السفن التجارية بين المحيطين الأطلنتي و الهادي، ناهيك عن تصريحاته المخيفة بضم كندا والرغبة في إنهاء المعونات العسكرية المكلفة لدول كانت تعد صديقة وحليفة في عهد الإدراة الأمريكية السابقة، من قبيل دولة أوكرانيا، مع توجهه صوب بعث جديد اسمه أمريكا أولا وأخيرا، وعدم الخوض في رداهات الدبلوماسية السرية وفضح الكثير من الحقائق، وأضف إلى ذلك قراراته المتتالية القائمة على إغلاق الحدود وكبح جماح هجرة الأمواج البرية لبلاد العم سام، ورفضه للصداقات الأوربية القائمة على الامتيازات التجارية، بل وعدم التردد في إعلانه عن الخروج من منظمات عالمية كانت واشنطن احد ركائزها، هذا دون ذكر لأسلوب الضغط والوعيد هنا وهناك مع الجميع، بما فيه إسرائيل وإيران والصين والقارة العجوز أوربا والمكسيك وغيرها.
لعل ميول ملايين الأمريكية صوب التصويت على السيد ترامب لم يكن اعتباطيا أبدا، فشعور المجتمع الأمريكي الذي يضم فسيفساء من التنوع والثقافات بسطو توجهات تخالف القيم المحافظة للكثير منهم، كظاهرة المثلية والتحول الجنسي، وبروز مظاهر الإجرام وتجارة المخدرات وتزاد العنف المرتبط بالمهاجرين وكثرة الحروب المكلفة والتي يؤخذ من أموال دافعي الضرائب في هذا البلد، كلها أمور ساهمت وبنسب متفاوتة في تغيير بوصلة الانتخابات صوب رجل وضع بجانبه عملاقة الإعلام والتكنولوجيا الجديدة، وهو مايفسر الفرح الكبير الذي عبر عنه الفريق الرئاسي الذي بدأ متسلحا بزخم لا محدود من القوة والمال وخوف الآخر.
إن السياسة الأمريكية الجديدة لربما ستغير كل شيء، ستغير أوروبا بالأساس، ثم يأتي الدور عل بلدان آخرى. فالدور آت لاريب فيه ولا محالة على الشرق الأوسط واقطار عربية وإسلامية..هيا استعدوا!!