صنعاء نيوزأحمد عبدالله الشاوش - عاش اليمنيون باختلاف مشاربهم الفكرية فترة من الزمن في أمن واستقرار وطمأنينة فانتعشت الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والتنموية، وبنيت المدارس والجامعات والمستشفيات والمصالح الحكومية والمدن الخاصة والعامة وشقت الطرقات وبنيت الحواجز المائية، ولا ينكر ذلك إلا جاحد أو باغض.
وأرست الدولة المبدأ الديمقراطي ودعت إلى المشاركة السياسية باعتبارها اللبنة الأساسية والأمل الكبير للخروج من الأزمات والتسلط والجنون الثوري الزائف ومحاولة بناء الدولة اليمنية الحديثة بعيداً عن الصراعات وافتعال الأزمات واللعب تحت الطاولة، وشجع هذا المناخ الحر رؤوس الأموال على الاستثمار وتدفق الأموال إلى اليمن ودعم برامج التنمية بصورة ملحوظة وصارت اليمن محل اهتمام وتقدير إقليمي ودولي لهذه السمات والخطوات الديمقراطية الجادة، ولكن يبدو أن هذا النجاح الملحوظ أثار حفيظة بعض المنتفعين وتجار الحروب محلياً وإقليمياً ودولياً الذين لا يريدون خيراً لليمن وأهله خصوصاً وأن اليمن يطل على موقع استراتيجي هام في منطقة الجزيرة العربية وما يملكه من ثروات وقوى بشرية كبيرة ورصيد حضاري متميز ولا تريد للعملاق اليمني أن يشب عن الطوق متوهمة أن من مصلحتها تكمن في أن يظل المارد اليمني ممزقاً وتابعاً وأن في ضعفه أمناً لها ونهضة وواقع الحال عكس ذلك بل أن مساهمة بعض دول المنطقة في انهيار اليمن بصورة غير مباشرة سيحدث زلزالاً يهز أمنها ويصدع أركانها ويهدد الأمن والسلم الدوليين.. والخبراء والمحللون السياسيون يدركون خطورة ذلك.
كما أن افتعال واستغلال الأزمات وتغذيتها والترويج لها في وسائل إعلام بعض الدول ودعم بعض المشائخ والقيادات الفكرية وغيرها مادياً ومعنوياً لهدم البيت اليمني والاضرار بشعبه وتشويه سمعة اليمن لن يجدي نفعاً كون اليمن مقبرة للغزاة فالتاريخ أثبت أن اليمن قديمه وحديثه عصي فقد سقطت اعتى الامبراطوريات على جباله وسهوله وحصونه وصارت اليمن مقبرة لفارس والأحباش والاتراك والانجليز وكل متآمر مهما كان حجمه وجبروته، وهاهي الوجوه تتكرر فتجار الحروب الذين استفادوا قبل الثورة وتنعموا بالخيرات يكررون نفس التجربة في زمن الثورة نتيجة التسامح والنهج الديمقراطي الحر يعيثون في الأرض فساداً وينتقمون من كل ما هو جميل رغم المناصب الكبيرة التي منحت لهم والثروات غير المشروعة التي تملكوها في زمن الفوضى والفساد بعيداً كل البعد عن القيم الدينية النبيلة والاخلاق الرفيعة.
وبعد هذه اللمحة السريعة ماذا يريد أولاد الأحمر وعلماء الفتن وشيوخ اللقاء المشترك بعد أكثر من ستة أشهر من الفجور والكذب والكبر والمزايدة وقطع الطرقات وتخريب مؤسسات الدولة وتعطيل أرزاق الناس والفتاوى الزائفة بقتل الجنود والضباط؟، لقد سجلت المعارضة وبعض المشائخ أرقاماً عالمية وقياسية في فن الكذب والانحطاط الأخلاقي حتى كادت أن تدخل في موسوعة غينيس، فمنظومة الأخلاق والقيم التي تم المحافظة عليها طيلة ستين عاماً تم تدميرها في ستة شهور دون خوف من الله عز وجل. لعن الله السلطة ومغرياتها والتي من أجلها تزهق أرواح البشر وتدمر المنازل ويرعب المارة الذين يرون حي الحصبة بخنادقه وحفرياته وقبائله كأنهم في قندهار وشارع مازدا أشبه بتورا بورا والستين ببيشاور وما أن تتنقل في تلك الأحياء حتى ترى ما لا أذن سمعت ولا عين رأت ولا خطر على قلب بشر أمام مرأى ومسمع من دولة النظام والقانون!!.
وتحت مسمى الجهاد الزائف يتم رمي ريعان الشباب المغرر بهم إلى نار التهلكة رغم تحذير الله عز وجل من ذلك وتحت مسمى الثورية الزائفة يتم تقديم الشباب قرابين لمتعهدي اللقاء المشترك، وتحت مسمى سلمية يتم ارعاب وتخويف الآمنين والقاطنين وتحت مسمى المدنية يتم الدعوة إلى نهب مؤسسات الدولة وحرقها وسرقة الكهرباء في الساحات وتوصيلها إلى الخيم وقطع ارزاق الناس، وبالرغم من كل هذه الفوضى ما يزال اليمن عصياً برجاله المخلصين شديداً عند الفتن وسيأتي الوقت الذي يتهاوى فيه تجار الحروب وصناع الأزمات إلى غير رجعة كما تهاوت أصنام مكة.
وأخيراً..
المظاهر المسلحة والخنادق والحفريات المؤلمة في كل زاوية في الحصبة ومازدا والستين داخل أمانة العاصمة هي أكبر إساءة للوطن وإرهاب للمواطن ليلاً ونهاراً وأكبر تحد لدولة النظام والقانون ولا تعفى الدولة عن القيام بمسئولياتها حتى يدرك المواطن حضور الدولة والقيام بمهامها فإما نكون أو لا نكون والله من وراء القصد.. |