shopify site analytics
دفاع عن الشرعية أم محاولة لشرعنة الفساد؟ - ذمار: تدشين نظام التحصيل الإلكتروني للإيرادات في صندوق النظافة والتحسين - مصلحة الدفاع المدني تختتم الدورة التدريبية السادسة في مجال الأمن والسلامة - كلية الدراسات العليا بأكاديمية الشرطة تمنح المقدم طارق حنش تقدير امتياز - مؤتمر صحفي عن مراحل إعداد المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية "طوفان الأقصى" - الأرصاد يتوقع أجواء باردة - حكومة صنعاء تدين العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية ومخيم جنين - محافظ ذمار يترأس اجتماعًا لمتابعة تنفيذ قرارات حماية الحوض المائي - الرصد الزلزالي بذمار يرصد هزتان ارضيتان - اختتام المسابقات العلمية بين طلاب مدارس ذمار -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - إيهاب مقبل

الثلاثاء, 28-يناير-2025
صنعاء نيوز/إيهاب مقبل -



لم تكن حادثة مقتل اثنين من حرس الحدود العراقيين الكُورد يوم الجمعة الماضية 24 يناير كانون الثاني الجاري 2025 خلال اشتباك مع مقاتلين من حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" محل صدفة، إذ إن الحزب يرفض تأمين الشريط الحدودي العراقي التركي من ناحية دهوك وأربيل، كما يرفض تأمين الشريط الحدودي العراقي السوري من ناحية دهوك ونينوى.

من هذه الحدود ينفذ الحزب عملياته الإجرامية ضد الأمن القومي التركي، كما يوفر الدعم العسكري والسياسي واللوجيستي لقوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وبالمثل يرفض حزب الحياة الحرة الكردستاني "بيجاك" تأمين الحدود العراقية الإيرانية من ناحية أربيل والسليمانية، إذ يتسلل مقاتلو الحزب للأراضي الإيرانية لتهديد أمنها القومي، منها عمليته الشهيرة في يوليو تموز العام 2018 والتي اسفرت عن مقتل 10 أفراد من الحرس الثوري الإيراني قرب الحدود العراقية.

يتحدث حزب الحياة الحرة الكردستاني باسم أكراد إيران، بينما تتحدث قوات سوريا الديمقراطية باسم أكراد سوريا، وكلا الطرفين يتبنيان "أيديولوجية متطرفة" ذات صلة وثيقة بحزب العمال الكردستاني، بل يرجع الفضل الأول بتأسيسهما في المنطقة إلى حزب العمال الكردستاني.

تعتبر سفوح جبال قنديل، وهي سلسلة جبلية شديدة الوعورة تتبع لجبال زاغروس، يبلغ ارتفاعها 3500 متر وتمتد من أربيل إلى الحدود الإيرانية على بعد حوالي 100 كيلومتر من الحدود التركية، القاعدة الرئيسية لحزب العمال الكردستاني.

تتعرض سلسلة جبال قنديل بين الحين والآخر إلى الهجمات العسكرية التركية والإيرانية، إذ يجرى فيها استهداف المعسكرات التابعة لكل من حزب العمال الكردستاني ونظيره الإيراني حزب الحياة الحرة.

يحتل حزب العمال الكردستاني الجانبين الغربي والجنوبي لجبال قنديل بمساحة تقدر بـ50 كيلومترًا مربعًا، إذ تنتشر سلسلة من الوديان المتعرجة باتجاه بحيرة دوكان. بينما يحتل حزب الحياة الحرة المنحدرات الجنوبية لجبال قنديل، وبصورة كبيرة داخل الأراضي التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني. يفصل وادٍ عرضه أربعة أميال مليء بالأشجار معسكرات حزب الحياة الحرة الكردستاني عن العديد من القواعد العسكرية الإيرانية الصغيرة الواقعة على قمم الجبال المواجهة لجبال قنديل.

بالمقدور الوصول إلى معسكرات حزب العمال الكردستاني عبر طريق أسفلتي متعرج جيد الصيانة يمر فوق وديان شديدة الانحدار، لكن تتواجد نقطتان للتفتيش على الأقل للحزب على هذا الطريق قبل الوصول إلى الطريق الطيني المؤدي إلى القواعد الرئيسية. بينما بالمقدور الوصول إلى معسكرات حزب الحياة الحرة الكردستاني عبر طريق طيني منفصل.

وبسبب تربية الأبقار والأغنام لا يوجد ألغام أرضية في المنطقة إلا في المنحدرات، فهناك مؤشرات على وجود فيها ألغام أرضية وأسلاك شائكة، وفي المناطق شديدة الانحدار تكون التضاريس صخرية، ولكن في الوديان توجد حقول وأشجار فاكهة، وفي أعلى الجبال توجد غابات نفضية تتساقط أوراقها خلال فصل الخريف.

يمتلك حزب العمال الكردستاني عدة مولدات تعمل بالبنزين، ولكن استهلاك الكهرباء منخفض للغاية. عادةً ما تضاء المباني والخيام بمصابيح الزيت وتدفئ في الشتاء بمواقد الزيت. يشمل ذلك المستشفى المتواجد في قنديل، والذي يعمل فيه أكراد تلقوا تعليمهم في أوروبا الغربية.

عادةً ما يتم الاتصال داخل المعسكرات عن طريق الموجات الراديوية القصيرة وهواتف الثريا الفضائية، لكن بسبب سلاسل الجبال العالية يكون الاتصال اللاسلكي متقطع بين معسكرات كِلا الحزبين. وفي أجزاء من جبال قنديل بالمقدور تلقي إشارات ضعيفة من مشغل الهاتف الخلوي الرئيسي في أربيل. كما لدى الحزبين القدرة على الوصول إلى الإنترنت من أجهزة الكمبيوتر من خلال وصلات الأقمار الصناعية.

يحدث التنقل عادةً داخل المعسكرات سيرًا على الأقدام، كما تُستخدم الحمير والبغال لنقل الطعام والمؤن صعودًا وهبوطًا. ويتملك كلا الحزبين بعض سيارات الدفع الرباعي، والتي تستخدم بشكل أساسي للسفر خارج القواعد، بينما يصل الطعام اليهما من بلدة رانية القريبة في السليمانية.

تُظهر صور الدعاية لحزب العمال الكردستاني امتلاكه كلاب حراسة ومدافع مضادة للطائرات من الحقبة السوفييتية وقاذفات آر بي جي ومدافع رشاشة ثقيلة وبنادق أيه كيه-47، لكن من غير الواضح امتلاكه بنادق قنص أو مناظير للرؤية الليلية بعدد كاف.

قاد حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال طالباني في العام 1988 حرب عصابات ضد افراد الجيش العراقي بالقرب من جبال قنديل، وقدْ وصل حزب العمال الكردستاني إلى المنطقة لأول مرة بأعداد كبيرة في العام 1991. ثم وصلت الدفعة الثانية بعد إعلان زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان وقف إطلاق النار على اثر اعتقاله في العام 1999، أي إن جبال قنديل تمثل تراجعًا للحزب للتخريب وزعزعة الأمن التركي والإيراني والعراقي والسوري لمصالح أجنبية فحسب وليس كاستراتيجية لتحقيق الهوية الكردية أو الشعور بالانتماء. ومع ذلك، يحضى الحزب بدعم من بعض أكراد العراق وسوريا وإيران، ويرونه رمزًا للحرية والنضال!

توجد مفارز صغيرة من البشمركة التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني على بعض الطرق المؤدية إلى جبال قنديل، إلا انهم لا يتدخلون في العمليات الإجرامية التي ينفذها حزب العمال الكردستاني أو حزب الحياة الحرة الكردستاني، إذ يبدو أن هدفهم الرئيسي منع غير الأكراد من الوصول إلى المعسكرات.

تظم جبال قنديل الآلاف من المقاتلين الأكراد، ولاسيما من تركيا وسوريا وإيران، أي يشكلون نفوذًا أجنبيًا داخل كردستان العراق، والفارق بينهما إن أعضاء حزب الحياة الحرة الكردستاني هم من الشباب المتحمسين والمتعلمين تعليمًا عاليًا، بينما أعضاء حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية في جبال قنديل هم في الغالب أكبر سنًا وأقل تعليمًا.

يدير حزب العمال الكردستاني بقيادته الضعيفة والمفككة جبال قنديل كدولة صغيرة، وليس مجرد "معسكرات"، ويعتنق أفراده الايديولوجية الماركسية اللينينية، ولذلك يعتبر وجوده في جبال قنديل نقطة تحول هامة في حياة الشباب الأكراد الذين ينجرفون نحو التخريب والعنف وسفك الدماء سواء في تركيا أو إيران أو العراق أو سوريا.

على الرغم من أن قنديل هي أكبر قاعدة لحزب العمال الكردستاني في أربيل، إلا أنها ليست القاعدة الوحيدة، إذ يتمركز مقاتلوه أيضًا حول السليمانية وفي مناطق هاكورك بالقرب من تقاطع الحدود التركية الإيرانية العراقية.

يشكل وجود مقاتلي حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق تحديًا شاقًا لكبار الساسة الأكراد العراقيين الذين يسعون نحو علاقات ودية مع جيرانهم العرب والأتراك والإيرانيين وعدم التضحية باستقلالهم أو ازدهارهم الذي شاركت فيه تركيا نفسها عبر دعمهم اقتصاديًا وسياسيًا، إذ ينأى الزعماء الأكراد في كردستان العراق بأنفسهم عن حزب العمال الكردستاني ويتخذون إجراءات رمزية ضده بشكل دوري.

كما نصحَ زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني مؤخرًا قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بالاندماج في الحكومة السورية الجديدة والتخلص من النفوذ الخارجي في شمال وشرق سوريا في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني. ومع ذلك، يعتبر التخلص من نفوذ الحزب مهمة مقعدة وصعبة للغاية دون وجود ضغوط اقليمية ودولية، أو رقابة جدية على الحدود العراقية السورية لمنع تحركات الحزب بين كلا البلدين.

انتهى
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)