صنعاء نيوز - ماهو الحل أمام الثوار في ظل الغياب النهائي المحتمل لصالح خارج اليمن؟
عارف العمري
هل سيعود الرئيس " صالح " إلى اليمن أم سيظل رهن الإقامة الجبرية في الرياض؟ هل سيوقع على المبادة الخليجية أم ستظل الأحزاب السياسية المعارضة في انتظار كرامة تنزل من السماء ليوقع صالح المبادرة؟ ثمة أسئلة كثيرة وكثيرة جداً شغلت المتابعين للشأن اليمني عن متابعة خيارات الثوار في ساحة الحرية والتغيير.
يوم الاثنين الماضي قالت مصادر أميركية: إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قرر، نهائيا، ألا يعود إلى اليمن، وذلك بسبب الضغوط الأميركية التي مورست، وبسبب خوفه من محاكمة مثل التي أجرتها الثورة المصرية للرئيس المصري السابق حسني مبارك.
وقالت المصادر لجريدة «الشرق الأوسط» اللندنية، إن السفير الأميركي لدى اليمن، جيرالد فايرستاين، طلب من رئاسة الخارجية الأميركية ألا تتحدث عن «الضغوط الأميركية» على صالح، ولكن عن «المصالح الأميركية». وذلك لأن صالح، كما قال السفير «شخص عنيد، ويجب عدم وضعه في ركن ضيق».
وذكرت المصادر أن معارضين لصالح داخل اليمن طلبوا هم أنفسهم من السفير «عدم التفاوض مع صالح في وسائل الإعلام»؛ لأن صالح حسب معارضيه مستعد «ليتحالف مع الشيطان»، مع «القاعدة»، ومع الحوثيين، على الرغم من عدائه القوي لهم. وقالت المصادر الأميركية: إن السفير نقل لوزارة الخارجية أن صالح إذا عاد فسيكون أكثر غضبا على معارضيه، خاصة الذين حاولوا قتله، خاصة أن إصابات صالح لا تمنعه من العودة؛ لأنها حريق خارجي، ومشاكل في التنفس.
صالح في قرارة نفسه ليس مستعداً للعودة إلى مربع الموت الذي نجاء منه بأعجوبة, وليس راضياً عن نقل السلطة لا من قريب ولا من بعيد لا احد في اليمن غير احمد علي عبدالله صالح, وبالتالي فان خيار نقل السلطة عن طريق التوريث أصبح من سابع المستحيلات, ولم ولن يفكر فيها أي قيادي مؤتمري بعد اليوم, حيث قضت الثورة على مشروع التوريث والتمديد, وقضت على مسلسل طويل من التزوير والضحك على الدقون وإدارة البلاد بعقلية أمامية متخلفة’ ليس الفرق بينها وبين الإمامة سوى العمامة والكرفته.
ثمة طريق أخر يسعى صالح إلى فرضه لكنه فشل في اغلب محطاته وسجل نجاح جزئي في بعض الأحيان, فالطريق الذي قد يكون الأنسب للتعامل مع اليمن واليمنيين – بنظر صالح – هو تدمير البنية التحتية المنهارة اصلاً , والسعي إلى تفكيك اللحمة الوطنية, وتمزيق الوطن, والقضاء على كل مقومات الحياة وبما يشكل عقاباً جماعياً للمعارضين والموالين على حدٍ سواء, بدء من قطع المشتقات النفطية مروراً بالقطع المتعمد للتيار الكهربائي عن اغلب محافظات الجمهورية إن لم يكن كلها, وبالتالي فان الطريق الذي يبحث عنه صالح هو أنهاك الشعب بعيداً عن توريث السلطة أو نقلها إلى نائبه أو حتى التوقيع على المبادرة الخليجية.
تبدو المعارضة ساذجة حد الغباء, وغير فطنة في تعاملها مع الأحداث, وفي نفس الوقت متناقضة مع ذاتها, وتبدوا بياناتها السياسية دليل واضح وكافياً على ماذكر, فصالح أعلن رفضه للمبادرة الخليجية, وبالتالي كان أمام المشترك حينها فرصة ذهبية للإعلان عن تشكيل مجلس انتقالي, إلا أن عدم تعامل المعارضة بجدية مع موقف صالح الرافض للمبادرة قد جعل الكثير من الدول الغربية تقف عائقاً أمام تشكيل مجلس انتقالي , واليوم وبعد شهرين على غياب صالح ورفضه توقيع المبادرة الخليجية لازالت المعارضة تتشبث بها, وكأنها نصر سماوي قد يحقق لها ماتريد, بينما في حقيقة الأمر لا يريد صالح أن يوقع مبادرة, ولا تريد معارضة أن تنجح ثورة.
المبادرة التي لازالت المعارضة متشبثة بها أصبحت اليوم قيادات عليا في الحزب الحاكم ترفضها وتقول أنها بحاجة إلى إضافات جديدة, وبالتالي فان سقف المطالب لبقايا النظام يتقدم بكثير على سقف المطالب لأحزاب المشترك التي تتحكم في مسار الثورة. |