صنعاء نيوز - حسناً لن يعود صالح إلى اليمن, ولن في المقابل مالذي يمكننا القيام به من اجل تتويج الثورة بالنصر بعد نصف عام من التضحيات في شتى ساحات النضال, وبعد نصف عام من الصلف والجنون لقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي وبلاطجة الحزب الحاكم.
لدينا خيارات متعددة لكن ثمة عوائق تقف في الطريق لنجاح الثورة, فالانصياع للخارج والسماع لماتمليه السفارة الأمريكية عائقاً في طريق التحرر من نظام صالح, وعقلانية المشترك عائقاً أخر في ذات الطريق, لكن ثمة أنباء قد تبدوا في ظاهرها سارة وان كنت أنا لست متفائلاً بها لا من قريب ولا من بعيد.
الأنباء تتمثل في أن أحزاب اللقاء المشترك أقرت 17 رمضان الموافق 17 أغسطس 2011 موعداً لانعقاد الاجتماع التأسيسي للجمعية الوطنية التي ستشكل الحاضن الوطني للثورة الشعبية.
وقالت أحزاب المشترك في بلاغ صحفي- أن الجمعية الوطنية ستختار من بينها مجلساً وطنياً يتولى قيادة قوى الثورة لاستكمال عملية التغيير الثوري والسياسي وتلبية تطلعات اليمنيين وفي مقدمتها شباب وشابات الثورة نحو الدولة المدنية الحديثة.
لا اعتقد ان 17 رمضان سيكون موعداً حقيقاً للانعقاد,لعدة أسباب ترتبط بتدخل الخارج في القرار الداخلي للجنة التحضيرية للحوار الوطني واللقاء المشترك, إضافة إلى تعقيدات المشهد السياسي الحالي, وعدة أسباب أخرى سيأتي ذكرها.
ففي شهر يوليو المنصرم أعلنت اللجنة التحضيرية عزمها تشكيل مجلس وطني كمؤسسة شعبية ومرجعية تشريعية ورقابية تمثل مختلف القوى الثورية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح، في خطوة تهدف إلى تجاوز الانقسامات الكبيرة التي بدأت تفكك ساحات الاحتجاج ومواجهة الرئيس صالح.
وأفادت اللجنة التحضيرية المصغرة للحوار الوطني المعارض في بيان، أن اجتماعها “أقر مشروع تشكيل المجلس الوطني لقوى الثورة الشعبية السلمية في اليمن” . وأشار بيان اللجنة المكونة من “اللقاء المشترك” ونحو 120 شخصية اجتماعية بينهم وزراء وبرلمانيون سابقون، إلى أنها عقدت جلستها برئاسة محمد سالم باسندوة رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، وأقرت مهام المجلس الوطني لقوى الثورة المتمثلة بتوحيد وتنسيق الجهد الوطني، وتصعيد الفعل الثوري بهدف تسريع إنجاز أهداف الثورة الشعبية الشبابية السلمية .
لقد انتظر الشباب الأيام المتبقية من شهر يوليو أن تنتهي بفارغ الصبر, وماهي إلا أيام قلائل حتى ولج الناس شهر أغسطس منتظرين بين الفينة والأخرى خبر عن تشكيل مجلس وطني إلا أن الصدمة الكبرى كانت عندما سمعوا أن تشكيل المجلس قد أؤجل إلى 17 أغسطس.
يأتي إعلان اللقاء المشترك عن تحديد 17 أغسطس لانعقاد الاجتماع التأسيسي للجنة الوطنية متزامناً مع تصريحات مصدر يمني في الرياض أكد فيه أن هناك مساع سعودية لإنهاء ماوصفها بالأزمة قبل 15 رمضان.
وبالتالي فان تزامن الموعدين قد يجعل من اللجنة التحضيرية أضحوكة جديدة في مسلسل الضحك السعودي على الشعب اليمني الثائر, وما قد تفسره الأيام القادمة أنه لا اللجنة التحضيرية للحوار الوطني ولا المملكة العربية السعودية قادرة علي إيجاد مخرج لليمن ولعلي صالح حتى في غضون سنة بأكملها.
الشيخ صادق الأحمر تعهد بأن لا يحكم الرئيس علي عبد الله صالح البلاد عقب تماثله للشفاء اثر تلقيه العلاج و87 من قيادات الدولة من العاصمة السعودية الرياض.
وقال الأحمر في حفل إشهار تحالف قبائل اليمن "علي صالح لن يحكم بعد اليوم اليمن مادمت على قيد الحياة".
حسناً مادام أن صالح لن يحكم اليمن والشيخ صادق حياً يرزق, وما دام أن أمريكا تعارض عودة صالح لليمن حسب عبدالحفيظ النهاري نائب رئيس دائرة الإعلام بالمؤتمر الشعبي العام الذي قال إن عدم عودة الرئيس اليمني رغبة أميركية، فماهو الآن الحل لإيجاد مخرج للفراغ الدستوري الذي تعيشه اليمن.
التعويل على اللجنة التحضيرية خطا فادحاً , والتعويل أيضاً على المساعي الخليجية والأمريكية خطأ اكبر, وبالتالي يظل تفعيل المجلس الانتقالي الذي أعلن عنه مجلس شباب الثورة هو الأمر المطلوب لإعادة الأمور إلى نصابها.
|