صنعاء نيوز/بقلم/ احمد الشاوش -

الجمعة, 31-يناير-2025



نحن الشعب اليمني الوحيد في العالم الذي لا نأكل مكسرات اللوز والجوز والفسدق والزبيب والحلويات الا في الاعياد والمناسبات والعزومات والعرطات حتى وان كانت الفلوس موجودة لان ثقافتنا محدودة في عالم المكسرات والكعك والشيكلاته والحلويات ان لم نصوم العام ونفطر بها في الاعياد ..
نحن الامة الوحيدة في العالم الذي لا نلتزم بالنظام والطوابير والقوانين واللوائح والعادات والتقاليد والاعراف والاسلاف ..

نرتكب الخطاء في ظل الهنجمة والحماقة والعنترية وبعدها نتذكر ان هناك قوانين واعراف واسلاف وعندالله وعندك ياخبير .. وطلي يلحق طلي وثور يلحق ثور لاعادة الاعتبار .. يسبك .. يشتمك.. يعتدي عليك .. يلطمك .. يرفع عليك الجنبية أو المسدس .. يعذبك ..يسرق مالك .. يصطدمك مع سبق الاصرار والترصد وآخرتها قيمتك قيمة طلي أو ثوررررر تحت عنوان الهجر والعيب وحكم القبيلة وغياب القانون وان لجأت الى الدولة وأقسام الشرطة والنيابات والمحاكم تشتي صراااااف آلي خلف ظهرك أو بنلك الراجحي للصرافة للحصول على العدالة او شخصية من العيار الثقيل.

نحن الشعب الذي لا نعمل كشف دوري على صحتنا و لانذهب الى المستشفيات الحكومية والخاصة والعيادات وان كان لدينا المال الوفير الا في الرمق الاخير قبل وصول ملك الموت بلحظات أو الاصابة بالجلطات والسكري والفشل الكلوي والقلب وأنعدام الرؤية.

واذا تم اسعاف المريض منا الى الطوارئ دخلناه العناية المركزة طوالي واذا خرج قالوا الحمدلله .. مسلمه .. عنده جلطة وضغط وسكر وكلى وامراض الدنيا وألاخرة ..

المريض بحاجة الى دعامة أوثنتين ورُشدت علاجات البعض منها يختفي ويتبخر بفعل ملائكة الرحمة وبعدها يغادر العيان الى المقبرة على طول بفعل اهمال انفسنا أو خطأ طبي أصبح ظاهرة مشهود لها وفي النهاية يجي واحد مغفل ويقول لك قضاء وقدر قدوه شيبه .. انتم ملحقتوش من الاول ، بعد ان قد شلح المستشفى المريض ونقوضه وشططه ومن كُتبت له الحياة من جديد أصبح مولوووود وموعود بمستقبل مظلم.

نحن الشعب الوحيد في العالم الذي اذا مرض احدنا طلب من اسرته لحمة غنمي وعجل وتفاح واناناس وبرتقال وعصيرات لاسيما في حالة النقاهة بعكس شعوب العالم ، لاننا شعب نعيش الحرمان من عشر سنين بسبب سيمفونية يرحل الرئيس ..وايقاعات يسقط النظام .. فسقطنا جميعاً حكاماً ومحكومين .. سياسيين ونُخب .. عقلاء ومجانين الى الهاوية .

كما اننا الشعب الوحيد الذي أدمن ثقافة التوسط والواسطة والرشوة والمناطقية والاحتيال من عند رئيس الدولة الى رئيس الحكومة الى مجلسي النواب والشورى والمؤسات والقادة العسكريين ومشايخ القبيلة والاحزاب والتجار والاطباء والمهندسين حتى صاحب المطعم والبوفية بحاجة الى وساطة لتقديم الطبخة والاكل المحترم .. لذلك البلد خاااااربة .

نحن الامة التي تجيد النقاش في كل شيء في السياسة والثقافة والدبلوماسية والحضارة وعلوم الفضاء والمعارك والغزوات والطب والهندسة والتكنولوجيا والهدرة على مدار اليوم في جدل بيزنطي عقيم لايقدم ولا يؤخر .. نحن الامة التي تحب الفضول والتدخل في كل شيء حتى لو لم يعنيينا ولايخصنا أي شيء .. حادث مروري يتدخل مواطن عابر طريق ويقول لاحد السائقين انت الغلطان أو كل واحد يصلح سيارته .. امرأة قمر تقطع خط السير تتوقف كل السيارات .. امرأة عجوز تقطع السير تطير في السماء.

نحن شعب سريع التحول والبرمجة والتفاعل مثل الشريحة الالكترونية وما عند الكثير منا مشكلة في التأقلم مع أي انقلاب او ثورة او سلطة اوجمهورية او ملكية او شيعة او سنة أو أو قطرنة ونصرنه أو قاعدة وداعش او اشتراكية وشيوعية ، و ناصرية وبعث ، أو اخوان مسلمين .

شعب عرطة يؤمن برسالة ويكفر برسالة .. نستقبل رئيس بالورود والاحضان ونودعه ونطارده بالمظاهرات والاحتجاجات واللعن والرجم بالاحذي حتى الدخول الى غرف النوم .. وجررررر يابي جررررر يابو يمن ، كما يقول الاعلامي المخضرم يحي سرور .

نحن شعب كما قال الرئيس اليمني الاسبق عبدالله السلال الكل اشتراكي والكل ناصري والكل اخواني والكل بعثي.. تستطيع السلطة تطويعه مثل خاتم سليمان ..المهم المصلحة .. الفلوس .. كم المقابل .. وجمعة وراء جمعة وعيد وراء عيد بين الشمس والمطر والرياح والبرد عااااادي ما كو آوامر .. مافي مشكلة .. المهم قصدة الله .. وعلى طريقة الصبح جمهوري والليل ملكي ولو جاء يهودي يدفع أكثر لآمن به الكثير من أول نخس مثل واسمع لك والتخندق والضحكة والسخرية والتبريرات.

كنا نعبد الشمس ايام الملكة بلقيس ، ثم تيهودنا ثم تنصرنا ثم اسلمنا برسالة وخضنا الحروب والفتوحات الاسلامية حتى وصلنا الى الاندلس وفرنسا والصين وافريقيا وشلينا الذهب والعددي والتهينا بالنساء والسبايا وماملكت اليد وجعلنا الدنيا أكبر همنا..

تخندقنا مع معاوية بن ابي سفيان حتى العظم ثم وقفنا مع علي ابن ابي طالب والحسن والحسين حتى النخاع والكل يأكل ويشرب من قروانه وصحن ودست وكوز واحد .. والنهاية بيع وشراء مع قريش ومن معه قرشين يحكم تجسيداً لقول الشاعر "رأيت الناس قد مالوا الى من عنده مالً" ، والحراف الله يفتح عليه يتقرص العافية..

الشعب الوحيد في العالم الذي يؤمن بثقافة الفيد ونهب ممتلكات الناس تحت راية القبيلة والاسلام السياسي والتقدمية والتحرر

شعب يطبل للحاكم من أول يوم يصعد الى السلطة وما ان يسقط او تقوم عليه ثورة يقول يستاهل المجرم .. الطاغية .. الخائن .. السارق .. الجاهل .. حتى لوكان الحاكم أكثر مرونة وصدق ورحمة..

شعب يُقاد بالقوة والصميل والتهديد والوعيد والافقار والتجويع وبأقل الامكانيات.. ولايجرؤ يقول للحاكم او المسؤول انت غلطان او تجاوزت الدستور والقانون وشرع الله ، واذا ما اعطي نوع من الحرية حولها الى فوضى ولقانة وقلة حياء وايذاء وتصفية حسابات مع الاخرين متجاوزاً كل الاعراف والقوانين والاخلاق.

شعب يفكر من صباح الباري قبل ان يصل الى الوظيفة او العمل عن الحصول على عودي قات للمقيل على حساب عمله واسرته واولاده ودراستهم واحتياجاتهم الا من رحم الله ، رغم مرتبه الضئيل ، لكنه يردد ..كل شيء على الله ، لذلك تجد كم من فاسد ومرتشي وانتهازي وبياع للوطن ، بينما الشرفاء هم الاكثر اتزاناً وتوازناً في معيشتهم وعلى قدر حالهم تجدهم اكثر الناس سعادة واستقرار ورفضاً للفساد .

نحن الامة التي لا تأكل اللحوم الا من العام الى العام واذا كانت هناك وليمة او عرس سرعان مايهب الكثير الى معركة اللحم والحنيذ والسلته وبنت الصحن والقات بعد السنوات العجاف .. كما اننا نعيش عالة على منتجات الصين واوروبا واسيا وعاجزين من صناعة إبره ومع ذلك شغلنا العالم بالبطولات والتاريخ المزيف..

نحن الشعب الوحيد الذي تشحت به الحكومة في كل المؤتمرات الاقليمية والدولية وتستجدي المنظمات المشبوهة وتقدم لها كل التسهيلات للحصول على الدولار الاخضر مقابل معرفة كل كبيرة وصغيرة عن البلد واسرارها حتى وصل الامر الى أدق التفاصيل التي تتعلق بالزوج وزوجته وأولاده .. تحت شعار طلبوا اثابكم الله بينما المواطن لايصله الا الفتات والمستفيدين هوامير الفساد.