shopify site analytics
تدشين توزيع الزي والحقيبة المدرسية لـ152 من ذوي الإعاقة في ذمار - الهلال الأحمر اليمني يسلم مشروع تأهيل مرافق مدرسة بلقيس للبنات بصنعاء - الخميسي يكتب: ضربوهم بالثلاثة..! - دراسة تكشف أثر الماء والقهوة والشاي على صحة القلب - كلية التربية بجامعة ذمار تُعزِّز الاستعداد لرمضان بفعالية ثقافية وتوعوية - جامعة ذمار تشارك في اليوم الثاني من مناقشات المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية - طائرة كريستيانو رونالدو تتعرض لعطل خطير - ترامب: زيلينسكي جر الولايات المتحدة إلى حرب لا يمكن الفوز بها - ترامب حول الاقتراح المصري بشأن غزة: لم أره - مدفع "لوتس" الروسي يظهر لأول مرة في معرض "آيدكس" أبو ظبي -
ابحث عن:



صنعاء نيوز -  د. عبدالوهاب الروحاني

الأحد, 16-فبراير-2025
صنعاء نيوز/ د. عبدالوهاب الروحاني -


يحكى في ثراثنا الشعبي اليمني ان قبليا كان في طريقه يسير آمنا قاصدا منزله، وفجاة اعترضه قاطع طريق، مهددا ومتوعدا ان يسلم كل ما معه بدون مقاومة.. حاول معه "ياخبير حرام عليك" بدون جدوى، فخيره بين التسليم او القتل، فآثر الرجل السلامة وسلمه حقيبته وكل متاعه، وحاول الاحتفاظ بعصاه وجنبيته (خنجره) حتى يحفظ ماء وجهه بين من سيقابله من اهله وأبناء قريته، فرفض قاطع الطريق واصر الا ان يسلم كل ما معه، فاذعن القبيلي وسلم عصاه كما سلم جنبيته، لكنه ظل محتزما بالعسيب (الغمد) في خصره..

لم يكتف قاطع الطريق بكل ما اخذه فزاد وامر بتسليم "العسيب"، الامر الذي وجد فيه القبيلي اهانةما بعدها اهانة فانتفض وغضب غضبا شديدا، وتنحى جانبا وصرخ قائلا "الا الخفنق.. والله ما سبرت" وبدا يرعد ويزبد ويهجم، فخاف قاطع الطريق وتراجع عن مطلبه، وكانت بداية هجمة مرتده استعاد بها الرجل كل اشياءه، وعاد الى منزله بكرامته وامتعته سالما..

تحضرني هذه القصة او الحكاية وكل العالم يتابع باستغراب تقليعات الرئيس ترامب، وتنمره على جيرانه، وعلى غزه وحلفاء واصدقاء امريكا من العرب، والاوروببين والعالم..

ثلاث لاءات:
هدد ترامب وارعد وازبد ولا يزال .. فقال سيجعل من كندا الولاية الواحد والخمسين من الولايات الامريكية، وسيشتري بنما، ويضم غرين لاند، فقالوا له اراضينا ودولنا ليست للبيع، ثم قال سيفرض تعرفة جمركية ب25%، فقالوا له الخطوة بالخطوة والدولار بالدولا، ونفس السيناريو انسحب على المكسيك، واصدقائه الاوربيين.. وبدأ الترامب يتراجع مع كل ضربة مرتدة يتلقاها.

اما غزة التي دمرتها اسرائيل باسلحة دمار امريكية، وتمويل امريكي، فقال انه سيشتريها، ثم سيحتلها ويحولها الى "ريفيرا" الشرق، ويهجر اهلها ويمنحهم قطع ارض يعيشون فيها بامان وسلام في مصر والارد.. وقال بان الرئيس السيسي والملك الاردني سيقبلان وسيفعلان، (وكرر) نعم سيقبلان وسيفعلان.. وبدا بتصرفه هذا ليس فقط كمطور عقاري في مكتبه يأمر موظفيه فيطيعون.. وانما كقاطع طريق مجنون.

هنا، بدا الامر مع اقرب حلفائه من زعماء المنطقة العربية وكانه اهانة، وفٌهم كذلك؛ فكان الرد المصري والاردني والسعودي بثلاث لاءات قاطعة.. لا تهجير، ولا بيع ولا شراء لغزة و"لا تفريط بالقضية الفلسطينية الا بحل الدولتين، وسلام شامل وعادل يضمن اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة"، وهو موقف محمود يحسب لمصر والاردن والسعودية.. تفاعل معه وتفاءل به الشعب العربي كما لم يفعل من.قبل.

الرد الاكثر قساوة:
ملك الاردن الذي وجد نفسه في البيت الابيض في مواجهة غير متوقعة مع رئيس نرجسي متغطرس بدادا مستغربا، وربما مرتبكا من كلمات مضيفه الرئيس، لكنه رد بلياقة الضيف الذي يراعي الاعراف والاصول، وقال "سنقدم خطة عربية موحدة تعدها مصر، وسنناقشها في السعودية بما يحفظ مصالح الجميع".. وكان برأيي ردا كافيا.. فالملك عبدالله لم يكن في حلبة صراع ثيران حتى يرد النطحة بمثلها.

الجديد الاهم، والاكثر دبلوماسية وايلاما وقساوة جاء من الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي الغى او ارجأ زيارة كانت متوقعة لواشنطن، وكان موقفا قويا وردا حازما عبر عن مصر الموقف والامل.. ثم جاء بالرد المزلل الاخر المتمثل في بدء التنفيذ ل "خطة اعمار غزة" بدون تهجير وبلا "ريفيرا" ولا بطيخ ترامب..

هنا فقط ادرك الرئيس ترامب المعنى.. فتراجع وقال "لا لا، لا اريد شراء غزة" ثم يأتي وزير خارجيته ويقول "ان الرئيس لم يقصد تهجير، وانما نقل مؤقت حتى يتم تنظيف غزة من الالغام وتصبح صالحة للعيش" .. ذلك لم يكن موقف ترامب ولا مبعوثه ولا وزير خارجيته ووزير دفاعه، وانما كان هو بداية الرد العربي.. لو فهم العرب.. ؟!

شعوب الامة من اقصى المشرق الى اقصى المغرب تنتظر من القمة العربية المقبلة ان تكون استثنائية وجديدة ومعبرة عن طموحاتها ومواقفها.. ذلك لان بيد العرب -ان اراد قادتها- اوراقا وعصي وخناجر كثيرة، ويمكن بها ان يقولوا لترامب واسرائيل كما قال القبيلي لقاطع الطريق " الا الخفنق، والله ما سبرت"، وبامكانهم ان يسبروها كما ارادوا لها ان اجمعوا على كلمة سوى ولكن قوية وحازمة.. ودعونا نتأمل ان تكون بداية العودة الى الذات.
د. عبدالوهاب الروحاني
https://www.facebook.com/share/p/19zMFChSAJ/?mibextid=oFDknk
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)