صنعاء نيوز/بقلم : سري القدوة -
الاثنين 17 شباط / فبراير 2025.
في الوقت الذي تستمر فيه الجهود العربية والدولية لتثبيت وقف أطلاق النار وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية، يستمر الاحتلال بالعمل على اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتهجيره، ويصعد من ممارسات الإبادة الجماعية والتدمير في الضفة الغربية وجرائم الاستيطان والمستوطنين وسرقة الأرض ومحاولات ضمها والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسحية في القدس، والتي تقوم بها قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين الإرهابية، بهدف تقويض حل الدولتين وإضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية .
الاحتلال يستمر بفرض الحصار على قطاع غزة وحرمان النازحين من العودة إلى مناطقهم بشكل طبيعي، وتأمين مقومات الحياة لشعبنا الصامد في قطاع غزة، ويمنع الاحتلال أي عمليات لتجهيز أعادة الأعمار حيث يعيش في قطاع غزة مليونان وثلاثمائة ألف فلسطيني منهم مليون ونصف لاجئ من الذين طردوا من أرضهم في عام 1948، وتعرضوا خلالها إلى أكثر من 50 مجزرة على أيدي العصابات الصهيونية الإرهابية، والمكان الوحيد الذي يجب عودتهم إليه هو مدنهم وقراهم التي هجروا منها أبان النكبة تنفيذا للقرار الأممي رقم 194، الذي يدعو إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها وتعويضهم عن كامل الأضرار التي لحقت بهم .
الشعب الفلسطيني يرفض بشكل قاطع كل محاولات اقتلاعه من أرضه وهو مصر على تمسكه بحقوقه وحفاظه على أرضه وان كل أشكال التهجير التي تمارسها حكومة الاحتلال المتطرفة لا يمكنها أن تؤثر أو تجبر الشعب الفلسطيني على ترك أرضه والخروج منها، وان تلك التصريحات والدعوات المتطرفة هدفها إبقاء المنطقة في دائرة العنف، بدلا من الذهاب لصنع السلام، وسيكون واهما من يعتقد انه بإمكانه فرض وقائع جديدة وتهجير شعبنا والاستيلاء على أي شبر من أرضنا .
القضية الفلسطينية هي قضية عادلة لشعب يسعى للحرية والاستقلال وان فلسطين تلتزم بالشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة، بما فيها تنفيذ الرؤية المبنية على حل الدولتين وقرار مجلس الأمن 242، 338، وتنفيذ مبادرة السلام العربية، لتعيش جميع شعوب المنطقة في أمن وسلام وازدهار، ولا يمكن لكل محاولات العبث والتخريب ومؤامرات الاحتلال التي تستهدف الوجود الفلسطيني أن تنجح أو تنال من أرادة شعب فلسطين وان كل محاولات إيجاد أطر بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية والمس بوحدانية تمثيلها للشعب الفلسطيني ليتقاطع مع مخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية لا يمكن لها النجاح أو النيل من عزيمة شعب فلسطين واردته الصلبة .
الموقف العربي يشكل جدار حماية للشعب الفلسطيني وداعم للحق التاريخي في فلسطين حيث تتواصل الجهود العربية الرافضة لكل دعوات تهجيره من وطنه ورفض كل مؤامرات استهداف وجوده وسرقة أرضه، وان ممارسات اليمين الإسرائيلي المتطرف تتطلب إجراءات سريعة من المجتمع الدولي ومجلس الأمن لمنع قوى التطرف الدولية من تفشي ظاهرتها والتي تعمل على دفن السلام وقتل أي جهود تؤدي الى نجاح حل الدولتين .
وما من شك إن تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين يتطلب من الجميع المشاركة الفاعلة في دعم صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه والعمل على مساندة التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين ودعم المؤتمر الدولي للسلام المقرر عقده في الأمم المتحدة في منتصف يونيو القادم برئاسة مشتركة للمملكة العربية السعودية وفرنسا والذي يشكل فرصة لحشد الطاقات الدولية للاعتراف الدولي بدولة فلسطين والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وتنفيذ حل الدولتين المبني على الشرعية الدولية .
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]
سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح
http://www.alsbah.net