صنعاء نيوز/ -
في تاريخ كرة القدم، هناك صفقات تمر مرور الكرام، وأخرى تُغيّر مجرى التاريخ. صيف 2012 لم يكن مجرد فترة انتقالات عادية لريال مدريد، بل كان لحظة ميلاد مرحلة جديدة. من بين كل الأسماء التي جلبها النادي على مدار تاريخه، كان هناك اسم واحد لم يُقابل بالحفاوة الكافية عند وصوله، لكنه أثبت بمرور الوقت أنه أحد أعظم ما أنجبته كرة القدم الحديثة.
لوكا مودريتش، الرجل الذي جاء من توتنهام بقرار من جوزيه مورينيو، المدرب الذي قرأ المشهد ببصيرة ثاقبة وأصر على استقدامه، رغم الشكوك، رغم العناوين التي وصفته بأسوأ صفقة في الليغا عام 2012. لكن كرة القدم لا تعترف بالأحكام المبكرة، بل بالزمن، والزمن أنصف مورينيو، وأنصف مودريتش، وأنصف ريال مدريد.
منذ أن وطأت قدماه “سانتياغو برنابيو”، لم يكن مجرد لاعب وسط. كان مهندسًا في الظل، بانيًا لمجد لا ينتهي، وعمودًا فقريًا لفريق صنع التاريخ. تمريراته ليست مجرد لمسات، بل ضربات فرشاة على لوحة فنية. لم يكن الأسرع، لكنه كان الأذكى. لم يكن الأقوى بدنيًا، لكنه كان الأقوى ذهنيًا. رؤيته، قراءته للملعب، سيطرته على الإيقاع، كلها جعلته لاعبًا فريدًا من طرازٍ لا يتكرر.
اليوم، وبعد أكثر من عقد في ريال مدريد، أصبح القائد الأول للفريق. لم يصل إلى هذا المكان لأن الزمن جاملَه، بل لأنه تجاوز الزمن نفسه. لأنه أثبت أن العظمة لا تُقاس بالعمر، بل بالاستمرارية. لأنه، ببساطة، أسطورة حيّة تمشي بيننا، تُذكّرنا بأن كرة القدم ليست فقط أرقامًا، بل قصصًا تُروى للأجيال.
https://www.facebook.com/share/v/15xAwVRCkr/
وإن كنا نحتفي بمودريتش اليوم، فلا بد أن نقولها صراحةً: شكرًا جوزيه مورينيو. شكرًا لأنك رأيت ما لم يره الآخرون، لأنك جلبت إلينا لاعبًا لم يكن مجرد نجم عابر، بل قطعة خالدة من تاريخ ريال مدريد. |