shopify site analytics
حكومة الفنادق ترفض فتح طريق حيوي في تعز - القدوة يكتب تصاعد العدوان الوحشي مع حلول شهر رمضان - الثقة حجر الأساس في العلاقات الإنسانية - ما زال زيلنسكي يغرق في اوهامه - يوم الثلاثاء، تم تبني قرار مهم في مجلس الشيوخ الإسباني - قرار رسمي بشأن صيام اللاعبين في إنجلترا - ماسك يؤيد انسحاب الولايات المتحدة من الأمم المتحدة و"الناتو" - بسبب "زينة رمضان".. محمد صلاح يثير قلق كوناتي وجماهير ليفربول - صنعاء تجدد تأكيدها على مراقبة اتفاق غزة - جامعة إب: لقاء موسع لمناقشة عدد من القضايا -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
في المجتمعات التقليدية والحديثة على حد سواء، يُعتبر الاحترام قيمة أساسية في العلاقات بين الأفراد، ولكن متى يصبح الاحترام حقيقيًا

الأربعاء, 26-فبراير-2025
صنعاء نيوز/عمر دغوغي -


بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية
[email protected]
https://web.facebook.com/dghoughiomar1



في المجتمعات التقليدية والحديثة على حد سواء، يُعتبر الاحترام قيمة أساسية في العلاقات بين الأفراد، ولكن متى يصبح الاحترام حقيقيًا، ومتى يكون مجرد مجاملة سطحية مبنية على المصالح والسلطة والجاه؟ كثيرًا ما نلاحظ أن بعض الأشخاص لا يُحترَمون لذاتهم أو لمبادئهم، بل فقط بسبب مركزهم أو ثروتهم.
في المقابل، يُهمَل من لا يملك النفوذ، بغض النظر عن أخلاقه أو قدراته. فلماذا يحدث هذا؟ وما تأثيره على المجتمع؟

. لماذا يرتبط الاحترام بالسلطة والجاه في بعض المجتمعات؟
يعود هذا النمط من التفكير إلى عدة أسباب تاريخية واجتماعية، منها:
الثقافة التقليدية والمجتمعات الهرمية
في بعض المجتمعات، تُبنى العلاقات على التراتبية، حيث يتم تقدير الشخص بناءً على مكانته الاجتماعية أو وضعه المادي.
فمثلًا، يُنظر إلى الحاكم أو المدير أو رجل الأعمال نظرة إجلال، ليس بالضرورة بسبب شخصيته أو أخلاقه، ولكن لأنه يملك السلطة أو المال.

الخوف والمصلحة الشخصية
هناك من يحترم صاحب السلطة ليس لأنهم يؤمنون به، بل خوفًا من نفوذه أو طمعًا في الاستفادة منه.
الشخص الغني أو صاحب المركز قد يُحاط بالمديح المزيف من أشخاص يسعون للحصول على منفعة منه، وليس لأنه يستحق هذا التقدير فعلًا.
النظرة المادية للنجاح
في العصر الحديث، أصبح النجاح يُقاس بالمال والسلطة بدلًا من القيم الحقيقية مثل النزاهة والعمل الجاد.
لهذا نجد بعض الأشخاص يُحتقرون لمجرد أنهم لم يحققوا نجاحًا ماديًا، حتى لو كانوا أصحاب فكر وأخلاق.
. مظاهر الاحترام القائم على السلطة والجاه
التعامل المزدوج مع الناس
عندما يكون الشخص غنيًا أو صاحب منصب، يتم استقباله بحفاوة، بينما لو كان شخصًا عاديًا فقد يُعامل بتجاهل أو حتى ازدراء.
مثال: شخص يذهب لمكان عمل معين وهو بسيط المظهر، فلا يتم الاهتمام به، ولكن عندما يأتي بنفس المكان بسيارة فاخرة، يُقابل بالاحترام والاهتمام
النفوذ مقابل الاحترام
بعض الأشخاص لا يتم احترامهم لأنهم جيدون، ولكن لأن لديهم القوة لتدمير الآخرين.
مثال: مدير متسلط يُطاع فقط خوفًا من العقوبات، وليس لأنه قائد حقيقي يُلهم موظفيه.
العلاقات القائمة على المصلحة
تجد أن بعض الأشخاص يحيطون أنفسهم فقط بأصحاب النفوذ، ويتجاهلون من لا يملكون شيئًا ليقدموه.
بمجرد أن يفقد الشخص سلطته أو ماله، ينفضّ عنه الناس، مما يكشف أن "احترامهم" كان مجرد زيف.
. تأثير هذا النمط من الاحترام على المجتمع
فقدان القيم الحقيقية
عندما يصبح الاحترام قائمًا على النفوذ بدلًا من الأخلاق، ينهار أساس العدل والمساواة في المجتمع.
يتم تقدير الأشخاص بناءً على ما يملكونه وليس بناءً على ما يقدمونه من فكر وإبداع.
تعزيز النفاق الاجتماعي
يؤدي هذا النوع من الاحترام إلى انتشار النفاق، حيث يصبح الناس يجاملون الأقوياء فقط للحصول على مكاسب شخصية.
يُخلق جو من الزيف والمجاملات غير الصادقة، مما يؤثر سلبًا على العلاقات الاجتماعية.
تحطيم ثقة الشباب بأنفسهم
عندما يرى الشباب أن النجاح مرتبط فقط بالمال أو النفوذ، قد يفقدون الأمل في أن قيمهم وأخلاقهم يمكن أن تكون كافية لتحقيق الاحترام.
يدفع هذا الأمر البعض إلى اللجوء إلى طرق غير أخلاقية للوصول إلى المال أو النفوذ، فقط لكسب التقدير الاجتماعي.
كيف يمكن بناء احترام حقيقي مبني على القيم؟
نشر ثقافة الاحترام المتبادل
يجب أن يُبنى الاحترام على أساس الإنسانية وليس المصالح.
تقدير الأشخاص بناءً على شخصياتهم، وأفكارهم، ومساهماتهم في المجتمع.
تعزيز الوعي المجتمعي
التوعية بأهمية القيم مثل الأمانة، العدل، العمل الجاد، والنزاهة بدلاً من ربط الاحترام بالمال أو السلطة.
وسائل الإعلام والتعليم لهما دور كبير في تغيير هذه النظرة السطحية.
تكريس العدالة الاجتماعية
يجب أن يشعر الجميع بأنهم سواسية، وأن النجاح ليس محصورًا فقط في من يملكون النفوذ.
تحقيق ذلك يكون عبر سياسات تشجع على التقدير الحقيقي للكفاءة، بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية أو الاقتصادية للفرد.
الاحترام المبني على السلطة والجاه هو زيف اجتماعي يخلق بيئة مليئة بالنفاق، حيث يصبح النجاح مرتبطًا بالمادة بدلًا من القيم الحقيقية.
المجتمعات تحتاج إلى وعي أكبر حول أهمية احترام الإنسان لشخصه وليس فقط لمركزه أو ثروته.
التغيير يبدأ من كل فرد، عندما نقرر أن نحترم الناس بناءً على أخلاقهم، وليس لأن لديهم منصبًا أو ثروة.

ليس الغني من يملك المال، بل من يملك الأخلاق والمبادئ التي تجعل الناس يحترمونه حتى بعد زوال سلطته أو ثروته.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)