صنعاء نيوز/أمين الوائلي -
لنقل إن أول وأقرب انتخابات ستفضي إليها خطة التسوية الناجزة أو تكاد, ستكون حاسمة بأكثر من معنى, وخصوصاً معنى "الشعبية" و"الشرعية".. وكم هو (رصيد) المعارضة التي تخوض معركتها الخاصة والحاسمة.. بزعم أو تحت زعم أن "الشعب يريد"...
أوقعت المعارضة اليمنية- تكتل أحزاب اللقاء المشترك- نفسها في ورطة "انعدام الشرعية", التي عملت جاهدة على جرجرة النظام إليها وحشره في زاوية ضيقة تمكنها من الإطباق.. و ثُم الإجهاز عليه وافتراسه بضربة واحدة. لتكتشف, بعد كم الضربات الكثيرة التي تعاقبت على توجيهها إلى النظام, في متوالية التأزيم والتصعيد الشامل طوال السبعة الأشهر المنصرمة, أنها فعلت كل شيء تقريبا- وحالفها كثير من التوفيق- لتحصر وتحاصر نفسها, ولكن أيضاً في مساحة شاسعة ومكشوفة, بحرائق الثقة المعطوبة والشعبية المضروبة والشرعية النازفة.
أدمنت المعارضة (اليمانية), بمعزل عن الحكمة اليمانية, إغراء أو إغواء ذاتها, إلى مراكمة الأزمات والحرائق حول النظام الذي خبرها جيدا أكثر مما خبرته أو خبرت نفسها, وتحديث بياناتها الخاصة عن "خسائر النظام". ولم تحصِ خسائرها بعد.
لعلها لم تجد الوقت مناسباً في هذا الخضم من الفوضى و التوهان. أو أنها لا تمتلك خبرة الشجاعة الكافية لممارسة تجربة النقد الذاتي. أو لأنها تخوض معارك السياسة بأدوات وأسلحة ليست سياسية بالضرورة, فتتحاشى التقييم خشية التقويم! أو كل هذه الأسباب مجتمعة. في كل حال, المعارضة اليمنية طوال تأريخها لم تتوقف مرة لتنقد عملها وتقوِم سلوكها السياسي, بمنهجية تنظيمية راشدة. لم تجد الوقت مناسباً أبداً, ولا مرة, لتفعل شيئاً كهذا !
نحن أمام معارضين من نوع خاص, كانوا أسرع إلى.. وأقدر على.. إسقاط أنفسهم, قبل وأثناء سعيهم وعملهم في "إسقاط النظام", الذي لم يسقط أبداً. ولم تستطع الإقلاع عن حاجتها- الوجودية- إليه ومفاوضته حتى في ذروة نشاطها للتخلص منه وإسقاطه ومحاكمته !
أراهن أن النظام ما كان ليحلم أو ليفكر بــ"خطة" جهنمية لضرب شعبية وشرعية معارضيه- المعرضين عن كل شيء إلا وجهه وخزانته ويده الهطالة- أفضل وأفعل من الخطة التي دبرتها المعارضة نفسها لضربه فنالها أكثر مما ناله, وقد ناله منها الكثير. ولكنها, أيضاً, لا تريد أن تعرف أو أن تعترف بأن ما نالها أكثر وأكبر !
قالت كل شيء, وفعلت ضده. وتفعل الشيء وضده. تتغنى بثورة الشباب, وهي من قدح شرارتها الأولى وأطفأ شرارتها الأخيرة. تبنت الثورة وتبرأت منها في الوقت عينه. دعمتها ودمرتهم, قالت ثورة شبابية ولكنها راحت تفاوض وتحاور باسمها ونيابة عنهم وبدلا منهم. اغتالت صرخة التغيير وحناجر الطلاب وأحلام الشباب وصادرت الساحة واغتصبت حتى المنصة ولجان الاعتصام. قالت سلمية وفجرت حرب الحصبة ونهم وأرحب وتعز, بل وصار لها جيشها ومسلحوها الموالون بتعبير الجزيرة.
ثم ماذا؟ حدث خراب كثير وفوضى ومعاناة جماعية وفلتان وأزمات معيشية وخدمية خانقة وتفجير وقصف جامع الرئاسة, والحبل على الجرار.
ثم... شيخ القبيلة وقائد الفرقة يمتدحان الشباب القتلى والخيام المسروقة والمنصة المغتصبة والساحة المستباحة, و يتعهدان بــ" حماية الثوار والثورة والساحة والشباب" حتى النصر أو آخر قطرة من دم الشباب!!
سلمية, واسألوا الحصبة وعصيفرة وجبل الصمع ونقيل بن غيلان وجبل رأس وجامع النهدين وعسكر زعيل وحمود المخلافي وصادق سرحان وكل أمراء وزعماء المعارضة المسلحة وميليشيا الإخوان والمشايخ.
حزبية, واسألوا المعارضة وهي تدير الساحات والمفاوضات في وقت واحد !
هل تود المعارضة حقا معرفة شعبيتها وكم كسبت من وراء الفوضى العارمة المنظمة الخلاقة الهدامة؟
لنقل إن أول وأقرب انتخابات ستفضي إليها خطة التسوية الناجزة أو تكاد, ستكون حاسمة بأكثر من معنى وخصوصاً معنى الشعبية والشرعية وكم هو (رصيد) المعارضة التي تخوض معركتها الخاصة والحاسمة.. بزعم أو تحت زعم أن "الشعب يريد".
قريبا يصوت الناخبون ويعرف جن العالم و إنسهم: من ,وماذا يريد الشعب؟!
عند هذا الحد والمحك, يكون لدى المعارضة أسبابها الخاصة وهي تفعل ما بوسعها لتحاشي تسوية تشترط انتخابات مبكرة. ربما يجد ربها أن تتهيب امتحانا مبكرا, ولكن لا مناص...!
شكراً لأنكم تبتسمون,,,,,,,