صنعاء نيوز/ عبد الواحد البحري -


على أطراف العاصمة صنعاء، وفي قلب منطقة الروضة، تتجسد واحدة من أروع المشاريع الاستثمارية التي أضافت بُعدًا جديدًا للاقتصاد الوطني والسياحة الريفية، إنها مزرعة الأحضان لإنتاج الألبان والثروة الحيوانية، التي لم تكتفِ بتوفير منتجات الألبان عالية الجودة، بل تحولت إلى وجهة سياحية يقصدها المواطنون للاستمتاع بجمال الطبيعة والتفاعل مع عالم الحيوان.

جولة في قلب المزرعة

ما إن تطأ قدماك بوابة المزرعة، حتى تستقبلك الطبيعة الخضراء والممرات الواسعة التي تتيح للزوار التجول بحرية بين أقسامها المختلفة. في مقدمتها اصطبلات الخيول العربية الأصيلة، حيث يتعلم الشباب فنون الفروسية على ميدان ترابي مجهز بعناية. وإلى جانب ذلك، يلفت انتباهك قسم طيور الطاووس التي تنثر بجمالها لمسة فريدة على المكان.

وبالتقدم أكثر داخل المزرعة، يجد الزائر نفسه في قلب منشأة إنتاج الألبان، حيث يمكنه التعرف على مراحل تصنيع الحليب الطازج والمبستر، وإنتاج مشتقاته من اللبنة والزبدة والسمن، عبر أحدث الآلات والمعدات التي يديرها كوادر مؤهلة ومتخصصة. مشهد العجول الصغيرة الرضيعة يضيف لمسة إنسانية جميلة، حيث يتعلم الزوار عن رعاية الأبقار منذ ولادتها وحتى وصولها إلى مرحلة الإنتاج.

إدارة شابة بروح متجددة

تُدار المزرعة بحيوية ونشاط من قبل المهندس محمد أبوبكر البحري (أبو هاشم)، الذي يشرف على العمليات التشغيلية ويحرص على تقديم تجربة فريدة للزوار. أما مالك المزرعة، رجل الأعمال الشاب محمد يحيى الحباري، فيتسم برؤية استثمارية متجددة، حيث يعمل باستمرار على تحديث وتطوير المزرعة، لتكون أكثر تطورًا وملاءمة لاحتياجات السوق والزوار.

من يزور المزرعة بشكل دوري يلاحظ التغييرات المستمرة في مرافقها، فكل أسبوع هناك إضافة جديدة، سواءً في البنية التحتية، أو في العروض الترويجية التي تستهدف تعزيز وصول منتجاتها إلى كل منزل يمني.

متنفس عائلي بامتياز

لم تكن مزرعة الأحضان مجرد مشروع إنتاجي، بل أصبحت متنفسًا ترفيهيًا يجذب العائلات، حيث يجد الأطفال متعة خاصة في مشاهدة الحيوانات المختلفة والتفاعل معها، كما يمكنهم تجربة ركوب الخيل مجانًا، في أجواء ممتعة وآمنة.

أما عشاق المنتجات الطازجة، فهم على موعد مع عروض خاصة يومي الاثنين والخميس، حيث يحصل الزبائن على ضعف كمية مشترياتهم من الحليب ومشتقاته، تشجيعًا لاستهلاك المنتجات المحلية عالية الجودة.

نموذج للاستثمار الناجح

تقدم مزرعة الأحضان نموذجًا مشرفًا للاستثمار الوطني، حيث تجمع بين الإنتاج الغذائي، والسياحة الريفية، ودعم المجتمع المحلي. فبفضل رؤيتها الطموحة، باتت لا تقتصر على كونها مزرعة لإنتاج الألبان، بل أصبحت وجهة سياحية وتعليمية وترفيهية تعكس إمكانيات اليمن في تطوير مشروعات زراعية متكاملة، قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتعزيز الوعي البيئي لدى الأجيال القادمة.

إذا كنت تبحث عن تجربة مختلفة تجمع بين المعرفة والترفيه، فإن مزرعة الأحضان بصنعاء هي المكان المثالي لك ولعائلتك، حيث تلتقي روح الطبيعة بإبداع الاستثمار، ليكون الحليب الطازج والمغامرة في عالم الخيل والطبيعة، جزءًا من ذكريات لا تُنسى!

تصوير / حسام البحري