صنعاء نيوز/بقلم : سري القدوة -
الخميس 6 آذار / مارس 2025.
تتصاعد عمليات التطهير العرقي من قبل حكومة التطرف الإسرائيلية والتي تزداد خطورتها بشكل غير مسبوق والهادفة بالفعل الى أجبار السكان على ترك منازلهم وأملاكهم والنزوح عنها تحت تهديد السلاح وان عمليات تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية تتسارع بشكل غير مسبوق، في ظل عدم قدرة المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف عمليات التهجير وحماية حقوق الفلسطينيين .
استمرار عدوان جيش الاحتلال على شعبنا وأرضنا في مختلف محافظات الضفة الغربية، خاصة في محافظة جنين ومخيمها وعدد من البلدات والقرى، ومحافظة طولكرم ومخيمات طولكرم ونور شمس، وطوباس والفارعة وطمون، ونابلس ومخيم بلاطة، وكذلك الخليل ومخيم العروب، وأريحا ومخيم عقبة جبر، وغيرها من البلدات والقرى في الضفة، وقتل وجرح واعتقال المئات من المواطنين، ونسف المنازل، والتدمير الممنهج للبنية التحتية من شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وإجبار المواطنين على النزوح من منازلهم، وتصاعد إرهاب المستعمرين على القرى والمدن الفلسطينية، بالإضافة إلى استمرار الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك والممارسات العنصرية والاستيلاء على الأراضي بغرض إقامة مستعمرات عليها، بهدف إجبار الشعب الفلسطيني على مغادرة أرضه .
حقيقة ما يحدث في مخيمات شمال الضفة الغربية يشكل كارثة إنسانية حقيقية حيث بات الآلاف بلا مأوى بعد أن أجبرهم الاحتلال على ترك منازلهم، وأن الضفة الغربية تشهد أكبر عملية نزوح منذ عام 1967، في محاولة من الاحتلال فرض سياسة التغيير الديموغرافي وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وتأتي هذه الانتهاكات في سياق مخطط إسرائيلي يهدف إلى تطهير المناطق الفلسطينية لصالح الاستعمار والاستيطان ويعرض حياة آلاف الفلسطينيين للخطر .
الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم وأن هذه السياسات تأتي ضمن خطة حكومة اليمين لتهويد الضفة الغربية وضمها، إذ بدأت بالمخيمات وبعض البلدات والقرى في المحافظات الشمالية، والاستيلاء على الآلاف من الدونمات في الأغوار، وتسارع وتيرة الهجمات الإرهابية للمستعمرين على السكان الفلسطينيين، وتدمير الممتلكات وإحراقها .
لا يمكن للقوة العسكرية أن تهزم حضارة القوة وان الشعب الفلسطيني سيحطم أوهام اليمين الإسرائيلي المتطرف بتهجيره من ارض وطنه عبر صموده على أرضه وتمسكه بثوابته الوطنية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، ولا بد من استمرار الجهود العربية والدولية من اجل تطبيق التهدئة في الضفة وتثبيت وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وأهمية تولي دولة فلسطين مسؤولياتها في القطاع باعتباره جزء لايتجزأ من الأرض الفلسطينية، وضمان الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع .
حان الوقت لدعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفض دعوات التهجير، وضرورة تجسيد قيام الدولة الفلسطينية واستمرار دعم المواقف العربية والدولية الثابتة ضد التهجير والضم، والتمسك بتجسيد الدولة الفلسطينية كمتطلب أساس لتحقيق السلام في المنطقة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وأهمية تطبيق قرارات قمة القاهرة الطارئة والتصدي لخطورة دعوات التهجير على مستقبل الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، واعتماد خطة أعمار قطاع غزة بوجود اهلها، والتأكيد على رؤية السلام العربية المستندة لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية .
لا يمكن لحرب الإبادة أن تنجح في اقتلاع شعب فلسطين من أرضه وان القضية الفلسطينية اليوم بحاجة للتوحد والاصطفاف خلف منظمة التحرير الفلسطينية للدفاع عن الحقوق الفلسطينية ودعم الصمود الفلسطيني أمام التطرف الإسرائيلي الساعي لتقويض النضال الفلسطيني لتجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية .
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]
سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح
http://www.alsbah.net