صنعاء نيوز/استطلاع: أسماء حيدر البزاز -
ليالي رمضان بين الفراغ القاتل وملاهي التسلية
الانترنت بين الدردشة الترفيهية والألعاب الإلكترونية..
استغلال رمضان في ( الهرج والمرج ) بديلا عن الذكر والعبادة

بتطور العلم تتطور البلدان والشعوب,لتتوسع الثقافات وتتفتح الحدود ويصبح العالم قرية واحدة, ويأتي رمضان بما يحمله من مقومات بناءة للشخصية المسلمة, التي لا يدرك بعض الشباب أهميتها وقيمتها ليجعلوا من مواطن البناء والتنمية محلا للخراب والهدم, بين أيدينا كنوز معرفية فائقة تتمثل في الانترنت.. وبالمقابل فيه خطورة بالغة لمن أراد المجازفة بوضعه موطن للتسلية ومحلا للترفيه لا غير, دون استغلال هذه الثروة في عملية الدفع بالثقافة الإنسانية والمجتمعية في مختلف المجالات والعلوم..



عاصم 19 عاما, خريج ثانوية عامة, طالما يتردد على محلات الانترنت ولساعات طويلة في ليالي رمضان , يقول: أنا في الحقيقة مدمن على استخدام الانترنت ولا يمكن أن يمر علي يوم واحد من دونه, لأنني تعلقت كثيرا بمواقع الدردشة وتعرفت على أصدقاء كثر من خلالها ومن مختلف أرجاء العالم, وأضاف بأنه يشعر بمتعة فائقة بالتواصل معهم دون أن يشعر بالوقت الذي يقضيه, حيث يدفع يوميا 500 إلى 700 ريال تكلفة 5 إلى 6 ساعات بسبب الارتفاع المفاجئ الحاصل في !!
ويتفق معه حسن إبراهيم خريج جامعة صنعاء, وأضاف بأنه ينكب على هذا العالم هربا من المشاكل والهموم التي يلاقيها في حياته, فهو يجد في مواقع الدردشة مكانا للتفريغ المشاعري والعواطف وتعويض النقص الذي يشعر به لأنه وجد أشخاصا يفهموه ويقدروا قيمته مخالفا على من وجدهم في الواقع.. وأضاف قائلا: لولا الظروف المادية الصعبة لكنت قد أدخلت الانترنت إلى المنزل للتواصل مع مواقع الدردشة التي أجد فيها نفسي !!

أفلام والعاب
تقول لمياء رائد مدرسة مادة اللغة الانجليزية, معي انترنت ولكن لا أدري ماذا أصنع به, إلا إنه يفيدني في متابعة أفلام الرعب الجديدة التي أحبها كثيرا ويساعدني في القضاء على وقت الفراغ الطويل في ليالي رمضان وذلك بمتابعة آخر الأخبار الفنية للممثلين الكبار والفنانين المشهورين وآخر ما نزل لهم في الأسواق..

بينما يقول محمد هاشم صاحب محل انترنت, إن أكثر الوافدين عليه يرغبون بمتابعة الألعاب الالكترونية والقتالية التي تحمل نوعا من المغامرة والإثارة, خاصة الأطفال ما دون خمسة عشر عاما, وأحيانا قد لا تكفي المقاعد لاستيعابهم فنقوم بوضع جدول يحدد دور كل شخص وإعطاءه وقت محدد لنعطي فرصة لكل فرد بالمتابعة والمشاركة.
وأضاف بأنه قطع الانترنت وجعله محل لاستخدام الكمبيوتر ومتابعة الألعاب الالكترونية الشيقة.

مجرد بحوث ودراسات
الأخت أماني حيدر خريجة الكلية العليا للقرآن الكريم, تقول: إلى الآن وأنا لا أرى إي فائدة للانترنت في حياتي سوى إعداد وإجراء البحوث الدراسية والعلمية التي يكلفنا القيام بها دكاترة الجامعة , ولا أرى أن له أي أهمية في هذا الشهر الكريم لكونه شهر للعبادة والذكر وتلاوة القرآن, قد يكون قولي ذلك قصورا في فهمي وأعتقد إن سبب القصور في هذا الجانب لا يعود إلينا فحسب فمجتمعنا الوحيد من بين المجتمعات ما زال مقصرا في استخدام وسائل العلوم التكنولوجية الحديثة في جميع مجالاته الحياتية ويعتقد بكون محلات الانترنت مكانا ومحلا للهدم مقارنة بالدول الأخرى التي تدخل الانترنت إلى طلبة المدارس لتتفتح وتتوسع مداركهم الحسية واللغوية منذ الصغر مواكبة للتطورات السريعة التي يشهدها العالم, فنشأنا ونحن لا ندرك أهميته إلا في حال اكتساب معلومات إضافية ضمن حاجياتنا الدراسية.
و تضيف قائلة: فالمسؤولية نحملها على وزارة التربية والتعليم في المدارس ووزارة التعليم العالي في الجامعات والمعاهد لبيان المغزى الحقيقي الذي جاء لأجله والذي يمكن الاستفادة منه في هذا الشهر بمتابعة البرامج والحلقات التربوية والدينية, ولو عجزت الميزانية عن توفير الأجهزة يا حبذا لو قاموا بوضع مادة منهجية عن الانترنت لطلاب المدارس والجامعات تعنى بالطرق السليمة لاستخدامه والفوائد الجما التي يحويها والمواقع العلمية والثقافية والدينية التي تساهم في بناء شخصية واعية قوية بعيدا عن الانحراف والتخلف والرجعية.

بينما يرى أسامة عثمان موظف, بأن الانترنت قد شكل نقلة نوعية في مجال التنمية الاقتصادية والعلمية والحضارية لمجتمعنا اليمني, وساهم في تغذية عقول الشباب بمختلف العلوم مجاراة للدول الأخرى.
وأكد أسامة على أن جميع المؤسسات والشركات والجامعات والمعاهد لا يمكن أن تستغني عن استخدامه, بيد أن معظم الشباب هم الذين يقصرون في هذا الجانب ولا يعطونه حقه, فينكبون على مواقع (الهرج والمرج ) التي لا تجوز في غير هذا الشهر فكيف برمضان!!.

أنت مخير
زكريا شرف- داعية إسلامي, وجه رسالة ملؤها المحبة والحب الخالص في الله والحرص على الشباب من الانجرار وراء الثقافات والقدوة المضلة والبعيدة كل البعد عن أخلاقياتنا الحميدة وقيمنا الإسلامية الحسنة .. التي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف, ويضيف أيها الشباب أن أعماركم وأموالكم أمانة بين أيديكم وستسألون عن كيفية استغلالها وقضاءها, فلا تأخذكم النزوات والأهواء الآنية عن عين الحقيقة, فهذا الانترنت له منافع عظيمة وبالمقابل له أضرار كثيرة..
وأنت مخير بين طريق الخير الذي يعينك على نفسك خصوصا في أيام هذا الشهر الفضيل التي توجد فيه كل المقومات الأساسية لبناء شخصية قويمة, لتملك بصيرة نيرة تقودك إلى الفوز بسعادة الدارين.
وأما طريق الشر الذي لا يؤدي إلا إلى الهلاك والضياع وطمس الأخلاقيات الفاضلة, وإياكم والاستهانة بالخطيئة الصغيرة فقد تجركم إلى المعاصي الكبيرة, وخسارة ثواب الدنيا ونعيم الآخرة, فرمضان فرصة للرجوع إلى الله لا للابتعاد عنه!!