صنعاء نيوز/إيهاب مقبل -
أرسل الكونت فولك برنادوت، الدبلوماسي السويدي ووسيط الأمم المتحدة في فلسطين وأبن الأمير أوسكار برنادوت وأبن شقيق غوستاف الخامس ملك السويد خلال الفترة 1907 - 1950 وأبن عم غوستاف السادس أدولف ملك السويد خلال الفترة 1950 - 1973، تقريرًا أمميًا في التاسع من سبتمبر أيلول العام 1948، أي قبل مقتله بنحو أسبوع على يد العصابات الصهيونية في القدس في السابع عشر من سبتمبر أيلول العام 1948، بعنوان: "قرى عين غزال وإجزم وجبع"، القضية رقم: 10، يتهم فيه صراحةً القوات الإسرائيلية بانتهاك الهدنة الثانية وتدمير وتهجير سكان القرى الثلاثة قسريًا من جنوب حيفا إلى جنين في أواخر يوليو تموز العام 1948، أي بعد الاعلان الرسمي لقيام الدولة اليهودية في فلسطين بشهرين ونيف، وذلك بحجج كاذبة كما جاءَ في التقرير.
وجاء في التقرير تحت مسمى طبيعة الشكوى: "يزعم الأمين العام لجامعة الدول العربية، والحكومة السورية، ومقر الجيش العراقي في نابلس، وهيئة الأركان العامة اللبنانية أنه بعد بدء الهدنة الثانية هاجم الجيش الإسرائيلي القرى العربية عين غزال وإجزم وجبع برًا وجوًا؛ ويزعم أيضًا أن 4000 لاجئ وعشرات الآلاف أعتقلوا أو قتلوا خلال هذا الهجوم".
وذكر التقرير تحت مسمى ملخص جمع الأدلة: "تقع قرى عين غزال وإجزم وجبع داخل الأراضي الإسرائيلية. وقبل بدء الهدنة الثانية كان سكانها يهاجمون حركة المرور الإسرائيلية على طريق حيفا - تل أبيب، والذي يمر عبر هذه المنطقة ردًا على هجمات مزعومة ارتكبتها القوات الإسرائيلية. وتشير الأدلة إلى أنه في بعض الحالات كانت الهجمات العربية في هذه المنطقة بتحريض من الجيش العراقي. وفي 18 يوليو تموز 1948 وما بعده، شن الجيش الإسرائيلي هجمات جوية وبرية على هذه القرى، على الرغم من محاولات سكان القرى التفاوض مع الجيش الإسرائيلي عند بدء الهدنة الثانية. وكان الهدف المعلن لهذه الهجمات هو تأمين طريق تل أبيب - حيفا. وجاء الهجوم على القرى في شكل عملية عسكرية. وتعرضت القرى للقصف الجوي والبري. وكان هناك عدد من الضحايا بين السكان العرب. وبينما لا يمكن تقدير عدد هؤلاء الضحايا بدقة من المواد المتاحة، فمن الواضح أن هؤلاء الضحايا لم يتجاوزوا 130. وقد تم إرسال فريق خاص من الخبراء إلى منطقة جنين حيث يتواجد سكان هذه القرى الآن. وتم إعداد قوائم كاملة بأسماء هؤلاء القرويين. وقد تم الإبلاغ عن الأرقام على النحو التالي: سكان هذه القرى بحسب إحصائية الحادي والثلاثين من ديسمبر كانون الأول العام 1946 كانوا 2410 في عين غزال و3140 في إجزم و1270 في جبع، بمجموع إجمالي 6820. عدد القتلى نحو 22 في عين غزال و32 في إجزم و8 في جبع، بمجموع إجمالي 62. عدد المفقودين نحو 33 في عين غزال و25 في إجزم و5 في جبع، بمجموع إجمالي 63. حاليًا هم 2464 من عين غزال و4153 من إجزم و1494 من جبع، بمجموع إجمالي 8111. لا توجد معلومات متاحة حول ما إذا كان الجيش الإسرائيلي قد تكبد خسائر أم لا، ولكن بعض المقاومة بدت في وجه الهجمات الإسرائيلية. ولا يوجد دليل على أسر القوات الإسرائيلية لأعداد كبيرة من العرب. مع بدء الهجوم في الخامس والعشرين من يوليو تموز، أُجبر جميع سكان القرى الثلاث على إخلاء منازلهم. وبعد إخلاء القرى، دمر الجيش الإسرائيلي بشكل منهجي قريتي عين غزال وجبع، ولكن يبدو أن المزيد من الأضرار قد لحقت بقرية إجزم منذ الهجوم".
ويتابع التقرير تحت مسمى الادعاءات الإسرائيلية: "اعترف الجيش الإسرائيلي بالهجوم، لكنه ادعى أنه كان مجرد عملية للشرطة لا يملك السلطة عليها، لأن هذه العملية كانت ذات طابع داخلي بحت".
ويقرر التقرير تحت مسمى قرار مجلس الإدارة بالتالي:
1. قرر مجلس الإدارة أنه "يتمتع بالاختصاص للنظر في الشكوى. ويزعم أنه إذا ثبتت الشكوى، فإن هذه الشكوى ستشكل اتخاذ إجراء عسكري لأن العملية كانت ذات طابع عسكري وليس شرطيًا، وفي ظل هذه الظروف، لم يتغير الوضع بأي حال من الأحوال بسبب حقيقة أن العملية جرت خلف خطوط الجيش الإسرائيلي. وعليه، فإن المجلس لا يقبل الادعاء الإسرائيلي".
2. قرر مجلس الإدارة أن "الجيش الإسرائيلي قد قام بعمل عسكري في قرى عين غزال وإجزم وجبع في 18 يوليو تموز 1948 وما بعده وأن هذا العمل يشكل انتهاكًا لشروط الهدنة الثانية".
3. قرر مجلس الإدارة أن "ما يلي؛ تم اعتباره عوامل مشددة":
أ. أرغم الجيش الإسرائيلي سكان قرى عين غزال وإجزم وجبع على إخلائها، ودمر بشكل منهجي اثنين من هذه القرى.
ب. لم تكن هناك أي أدلة على أن سكان القرى المذكورة هاجموا طريق تل أبيب - حيفا بعد بدء الهدنة الثانية.
ج. هاجم الجيش الإسرائيلي هذه القرى على الرغم من الجهود التي بذلها الجانب العربي للتفاوض مع الجيش الإسرائيلي.
كتبَ بواسطة الجنرال الأمريكي وليام إي رايلي
رئيس هيئة أركان منظمة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في فلسطين
الثامن من سبتمبر ايلول 1948 في حيفا
تمت الموافقة عليه من قبل:
الكونت فولك برنادوت
وسيط الأمم المتحدة في فلسطين
التاسع من سبتمبر ايلول 1948
يُذكر أن الجيش العراقي نقلَ في خريف العام 1948 معظم سكان القرى الثلاث من جنين إلى العراق بسبب بطولاتهم وتضحياتهم باعتبارهم أخر القرى التي سقطت بيد العصابات الصهيونية في حرب العام 1948، وتوزعوا بصورة رئيسية في بغداد والموصل والبصرة تحت إشراف وزارة الدفاع العراقية وليس الأونروا، وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق في العام 2003 توزع معظمهم خارج العراق بسبب استهدافهم من قبل الجيش الأمريكي والميليشيات العراقية، ويقطن معظمهم اليوم في السويد وبريطانيا وكندا والبرازيل وتشيلي وسوريا والأردن وتركيا.
نص التقرير باللغة الإنجليزية يمكن العثور عليه في الرابط أدناه:
https://top4top.io/downloadf-3354khozy1-pdf.html
انتهى
|