صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -


بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية [email protected]
https://web.facebook.com/dghoughiomar1

الزواج هو أحد أقدم المؤسسات الاجتماعية التي شهدت تغيرات كبيرة عبر العصور.
في الماضي، كان الزواج يقوم على التقاليد والعادات، بينما أصبح اليوم أكثر ارتباطًا بالاختيار الشخصي والحرية.
لكن، هل هذه التغييرات جعلت الزواج أكثر نجاحًا أم أكثر تعقيدًا؟
في هذا المقال، سنناقش:
الفرق بين الزواج قديمًا وحديثًا
كيف تغيرت أدوار الرجل والمرأة في الحياة الزوجية
تأثير التكنولوجيا والمجتمع على الزواج اليوم
هل الزواج في الماضي كان أكثر استقرارًا أم مجرد صورة مثالية؟

الزواج في الماضي: الالتزام أولًا، ثم المشاعر
في الماضي، كان الزواج يعتمد على عدة أسس تختلف عن اليوم، من بينها:

الزواج كان تقليديًا ومُرتبًا: في كثير من المجتمعات، كان الأهل يختارون الزوج أو الزوجة بناءً على العائلة والمكانة الاجتماعية، وليس الحب والمشاعر.
أدوار واضحة وثابتة: كان الرجل مسؤولًا عن الإنفاق والعمل، بينما كانت المرأة مسؤولة عن المنزل وتربية الأطفال.
نسبة الطلاق كانت أقل: بسبب الضغوط الاجتماعية والدينية، كان الانفصال غير مقبول في أغلب المجتمعات، مما جعل الأزواج يبذلون جهدًا أكبر للحفاظ على العلاقة.
التواصل محدود: لم يكن هناك وسائل اتصال حديثة، وكانت العلاقات الزوجية تعتمد على اللقاءات المباشرة والمحيط الاجتماعي الضيق.
الاستقرار أهم من المشاعر: كان الكثيرون يرون الزواج كالتزام اجتماعي أكثر من كونه علاقة عاطفية.
لكن هل هذا يعني أن الزواج قديمًا كان أكثر سعادة؟
الزواج اليوم: الحب أولًا، ثم الالتزام
مع تطور المجتمعات والتكنولوجيا، تغير مفهوم الزواج ليصبح أكثر تركيزًا على المشاعر والاختيار الشخصي:

حرية الاختيار: اليوم، يعتمد الزواج بشكل كبير على الحب والتفاهم، وليس مجرد التقاليد العائلية.
أدوار أكثر توازنًا: أصبحت المرأة تشارك في العمل، ولم يعد دور الرجل يقتصر فقط على الإنفاق، مما أتاح فرصًا لمزيد من التعاون بين الزوجين.
نسبة الطلاق ارتفعت: بسبب استقلالية الأفراد، أصبح من الأسهل إنهاء العلاقة إذا لم تكن ناجحة.
التواصل أصبح أسهل لكن أكثر تعقيدًا: رغم توفر وسائل التواصل الحديثة، إلا أن كثرة الخيارات والانشغال بالهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي قد تؤثر على جودة العلاقات الزوجية.
توقعات أعلى من الزواج: أصبح الأزواج يبحثون عن "الشريك المثالي"، مما يجعل بعض العلاقات أكثر هشاشة أمام المشاكل.
تأثير التكنولوجيا والمجتمع على الزواج الحديث
وسائل التواصل الاجتماعي: رغم أنها تساعد الأزواج على البقاء متصلين، إلا أنها قد تؤدي أيضًا إلى الغيرة والمشاكل بسبب الانشغال الدائم بالهاتف.
تغير طبيعة العمل: مع زيادة العمل عن بُعد وضغوط الحياة المهنية، أصبح التوازن بين العمل والزواج أكثر تعقيدًا.
تغير القيم المجتمعية: أصبح هناك قبول أكبر لفكرة الطلاق والعلاقات المفتوحة، مما جعل الزواج أقل "إجبارية" وأكثر اختيارية.

هل يمكن تحقيق التوازن بين الماضي والحاضر؟
الزواج يحتاج إلى مزيج من القيم القديمة والجديدة، حيث يكون هناك التزام واحترام كما في الماضي، مع حرية الاختيار والتفاهم كما في الحاضر.
المفتاح هو التواصل: سواء في الماضي أو اليوم، يبقى الحوار المفتوح والصادق بين الزوجين هو الأساس لنجاح أي علاقة.
العلاقة الزوجية ليست مجرد "صفقة" أو "رومانسية مثالية"، بل شراكة تحتاج إلى عمل مشترك وتفاهم مستمر.

الخلاصة: الزواج يتغير، لكن الحب والاحترام يبقيان الأساس!
الزواج في الماضي كان أكثر استقرارًا لكنه لم يكن دائمًا مبنيًا على الحب
الزواج اليوم يمنح حرية أكبر لكنه قد يكون أكثر هشاشة بسبب التوقعات العالية
التوازن المثالي هو الجمع بين التقاليد الإيجابية القديمة والمرونة الحديثة لبناء علاقة ناجحة