صنعاء نيوز/معاذ الخميسي -
قبل أن أبدأ.. أقول هل بالإمكان أن يراجع البعض حساباته.. وأن يمحص أعماله.. وأن يعيد النظر في النفس الأمارة بالسوء ليمارس بمناسبة هذا الشهر الكريم والعظيم التصحيح الذي يقلل من الخطايا ويكفر من السيئات ويزيد من الحسنات!
*هل بوسع أصحاب <الخيام> المنتشره من باب الفرقه..الى نهاية سور الجامعة القديمة.. وفي وسط ميدان التحرير.. أن يراجعوا أنفسهم ولوبقليل من الإحساس بالاَخرين..وبما يعانونه وما يتجرعونه من مضايقات وإزعاجات وتعكير للحياة وللمعيشة!
*اليوم هو الثالث عشر من شهر الخير والبركة..والأحاسيس ميتة..والقلوب متحجرة..و>مشاقر>العند والكبر والفجوروتركب رؤوساً أغلقت الأبواب على نفسها ومنعت الاَخرين من إيصال أصواتهم ..فلا صوت يعلو فوق صوت الفرقة..والمشترك..والخبرة!!
*نصف الشهر مضى..ونصفه الاَخر مقبل بما فيه من العشر الأواخر التي فيها ليلة القدر خيرمن ألف شهر..ومع ذلك لاحس..ولاخبر..ولا أدنى نبض لضمير نتمنى انه لم يمت..على الأقل ليشعر بحجم المأساة التي يعيشها أهالي الجامعة..والدائري..والزراعة..والتحريرأيضاً صباح ..مساء..ومنذ سبعةأشهر!!
*كنت أظن أن تلك المسيرات <السلمية>التي جاب بها أهالي الجامعه والدائري والزراعة الشوارع وقصدوا بها باب السفير الذي يكتب تقاريره من مجالس ومقايل المشترك..ومبنى الأمم المتحدة..والاتحاد الأوروبي..وعرف بتفاصيلها المحزنه والمؤلمه العالم..كنت أظن أنها حركت المشاعروأيقظت الأحاسيس التي ماتت في شهور سابقة وحسبت أنها ستصحو في رمضان كونه محطه المراجعة ولإصلاح..فإذا بالأمر لا يهز شعرة في أكبر <ذقن>ولا يحرك شيئاَ من رحمة في قلوب تجمدت وهي تسكن تحت خط الصفر..وترفض أن تذوب أو أن تتماهى حتى مع رمضان الذي فيه الخير والبر والرحمه والشفقه والإحسان..ولا الشر والقسوة والحقد والإساءه لعباد الله..وللصغار والكبار.والنساء والرجال!
*حتى باب النصيحه يبدو أنه <مقفل> في هذا الشهر الكريم.. ولا قبول لكلمة أو لرأي أو لرجاء مسن أو لاستغاثه امرأه.. فلا شئ يفيد أو ينفع أمام حالة الهوس في عبادة الذات والمصالح الخاصه وإن تطلب ذلك إغلاق شوارع رئيسيه وإقفال منازل وتشريد أسر وتفلسي شركات وتسريح موظفين وعمال ..فالقريب منهم قبل البعيد سيقفز ليبرر تحت بند <لابد من ضحايا>..و<لابدمن خسائر>..طبعاً الضحايا والخسائر التي يقصدها لا يمكنأن يتجرعها أو يدفعها<كبارالقوم> من العسكريين والحزبيين والوجاهات.. بل من الشعب الكادح..ومن قوته.. ورزقه..ومعيشته..وكرامته..وحريته..وأمنه..واستقراره..
*وأولئك المحنطون إحساساً وقلوباً يأكلون..ويشربون..ويخزنون..ويتحركون..ويسافرون..وينامون..ويصبحون في إطار خدمات الخمسه نجوم..ثم نأتي نحن ونريد منهم أن <يحسوا>بمعناة المواطنين المحكوم عليهم بالسجن داخل منازلهم ومكاتبهم التجارية!
*طيب..وماذا عن حق الطريق وما قاله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم<أعطوا الطريق حقه>..وماذا عن حق الجار..وماذا عن الجار المؤذي..ولماذايتضايق أحدنا لووجد شارعاًمغلقاً في حارته..أوأقام جاره عرساً ليوم أو ليومين بالمكبرات الصوتيه والخيام..وليس لشهور ولأكثر من نصف عام!!
*ماذا لو أن أحد قادة المشاريع الإزعاجيه ومنها الخيام والاحتلال والاقتحام..لا يستطيع الوصول إلى منزله إلا عبر رحلة تفتيشات واستفزازات لا تنتهي..وماذالو أنزوجة أحدهم جاءها المخاض فجأة وأراد أن ينقلها على سيارة إسعاف أو حتى على ظهر دباب أو<قاري>ولم يتمكن ولم يجد سوى <بطانية>يلفها بها ويحملها إلى أقرب مكان تصل إليه سيارة!!
*ماذا لو أنك داخل بيتك..وفي أمان الله مع أسرتك وأبنائك وبناتك..ولأنك أبديت استياءك وانزعاجك من مضايقتك في دارك وحتى داخل غرفة نومك حيث لا تستطيع أن تنام ولاأن تضع رأسك بعد نهاية يوم من المتاعب والهموم والأزمات المتلاحقة.. تتحول فجأه الى<متهم>بمضايقة المعتصمين..أو بأنك أمن قومي ومخبر مع عمار محمد عبدالله صالح..ولن تسلم من<أقتحام>لا يراعي خصوصية ولا حرمه زلا ديناً وشريعة!!
*أستغرب فعلاً..كيف يتغابى من يمارس أساليب<البسيط>وطرق<الإيذاء>المتعددة..وهوفي شهرالطاعات..لا المنكرات..وكيف سيقبل صومه..وصلاته..إذاماكان على ارتباط بهما !!
*كيف بإمكاننا أن نستوعب ما يحصل للأهالي الذين يعيش من تبقى منهم في جحيم لا يطاق..وأن نهضم ما يقولونه عن الحقوق والحريات..وهم منذ سبعة أشهر يحتلون الشوارع والمداخل..وعندماأرادالأهالي رفع شكواهم وحزنهم وألمهم إلى الله في صلاة جمعة ماضية قرروا أن يقيموها في شارع الزراعه..وخرجت الدبابات لتمنعهم..والرشاشات لتوجه إلى صدورهم !
*قد يكون الضرر في التحرير أقل فداحة بأعتبار أن الميدان الوسطي هو من استوعب الخيام..وضرر التجار ومنهم مجموعة الوتاري أكثرمن الأهالي..مع ذلك سأقول للجميع في الدائري والجامعتين الجديدة والقديمة وما جاورهم وفي التحرير..يكفي كل هذا الإيذاء وراجعوا حساباتكم وارفعوا ضرركم..ولا تنسوا أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب!
[email protected]