shopify site analytics
محافظ شبوة اللواء العولقي يزور عدد من القيادات والمشايخ وأبناء المحافظة بصنعاء - تكتل قبائل بكيل يهنئ الشعب اليمني بحلول عيد الفطر المبارك - فضيحة جديدة في إدارة ترامب - بريطانيا تطلب من رعاياها مغادرة سوريا بأي وسيلة متاحة - الدول التي أعلنت عيد الفطر الأحد وأخرى الاثنين - وفاة واصابة 20 شخصا بحادث مروري بمحافظة حجة - إيران: واشنطن تسيء فهم الشعب اليمني والمنطقة - اليمن تعيد مع غالبية الدول العربية باستثنا اربع دول - مسؤول إيراني يعلن نقل 43 محكوما من العراق إلى بلاده - وكالة البون الزراعية بطلاً ومطاعم الأمجاد وصيفًا -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
أمر ببنائه الرسول الكريم .. الجامع الكبير جوهرة صنعاء القديمة

ما أجمل أذان المغرب في الجامع الكبير والفطور الجماعي واللمة المباركة

الخميس, 27-مارس-2025
صنعاء نيوز/ كتب عبد الرحمن مطهر -

أمر ببنائه الرسول الكريم .. الجامع الكبير جوهرة صنعاء القديمة

ما أجمل أذان المغرب في الجامع الكبير والفطور الجماعي واللمة المباركة

في صوح الجامع “الإثمد” مسحوق حار نسبيا تكحل به العينين يقال انه لتقوية النظر

أسفل المنارة الغربية يوجد قبر النبي حنظلة بن صفوان بن النبي هود



رغم الإهمال الذي تشهده مدينة صنعاء القديمة ، أو كما سماها أديب اليمن وشاعرها الكبير الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح رحمه الله بـ “مدينة الروح” ، إلا أن صنعاء القديمة بأزقتها وحواريها ومنازلها ومساجدها بسكانها ، بكل ما فيها تبقى دائماً مدينة السحر والجمال والتاريخ والحضارة آسرة للألباب .


المنارة الشرقية للجامع الكبير
مدينة لا يمل الزائر لها ويجبره سحرها وعبقها وتاريخها وحضراتها وتراثها ومعمارتها ،على زيارتها مرة ثانية وثالثة وعاشرة، كيف لا وهي مدينة سام بن نوح التي تشتهر بتاريخها العريق وفن عمارتها وشوارعها الضيقة ومبانيها القديمة المتلاصقة، والتي تحكي التاريخ الاجتماعي لسكان مدينة صنعاء، كما تتميز بكثرة مساجدها والتي تقدر بأكثر من ثمانين مسجداً تاريخياً بنيت في الفترات المختلفة من العصر الإسلامي، ويرجع تاريخ بناء بعضها إلى القرون الهجرية الأولى، ويأتي في مقدمة هذه المساجد بالتأكيد ” الجامع الكبير بصنعاء”،جوهرة صنعاء القديمة وتاجها ،والذي يعتبر ثالث مسجد بُني في الإسلام بعد مسجد قباء ومسجد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.

فطورك يا صايم

ففي زيارة لصنعاء القديمة وخاصة سوقها القديم المعروف بسوق الملح بعد صلاة الظهر وقبل آذان المغرب يسمع الزائر أصوات متداخلة ، كلا يروج لبضاعته ، فطورك ياصايم، الحالي عندي ، يا نعمتاه يا رواجاه ، وأكثر ما يباع في جوار الجامع الكبير هي السبح ، والمصاحف ، والسجاديد ، وأيضا فطور الصائم كالتمر والسنوسية،والحلويات الصنعانية كالرواني والشعوبيات والبقلاوة وغيرها.
منظر عام لسوقالملح بصنعاء القديمة
الجامع الكبير

وبعد الانتهاء من الزيارة العصرية لصنعاء القديمة وأزقتها وأسواقها يدخل الزائر الجامع الكبير يتوضأ ويجلس يقرأ القرآن حتى أذان المغرب ، وما أجمل أذان المغرب في الجامع الكبير والفطور الجماعي واللمة المباركة لجموع الصائمين، البعض معه فطوره الخاص فيجلس في مائدة كبيرة ويضع فطوره أمامه والبعض الآخر ليس له فطور ، لكن هناك الكثير من أهل الخير الذي يقومون بفرش موائد الإفطار في صحن المسجد كنوع من التقرب لله.

صحن الجامع
ثم يقوم جموع المصلين والصائمين لأداء صلاة المغرب ،ويشهد الجامع هذه الأيام والليالي المباركة كعادته من ليالي الشهر الكريم شهر رمضان المبارك ازدحاماً بالمصلين الذين تراهم ركّعاً وسجّداً ،أو في قراءة للقرآن الكريم أو في حلقات لتلاوة القرآن الكريم ،أو لدروس الفقه والحديث وما إلى ذلك..

ليلة 27 رمضان

أما ليلة أمس 27رمضان فكانت غير كل ليلة ، حيث شهد الجامع الكبير ازدحاما غير عاديا من جموع المصلين الركوع السجود ، القارئين للقرآن الكريم ، المستغفرين المسبحين التائبين العابدين.


مقدمة الجامع
وما لفت نظري في هذه الليلة هي عمال الجامع الكبير الذين يعملون غير عادي كالنحل الذي لا يكل ولا يمل يقومون بتنظيف الجامع أولا بأول فجراهم الله خير الجزاء.

بناء المجامع

الجامع الكبير بصنعاء أول مسجد بُني في اليمن، حيث تم بناءه بأمر من الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وتؤكد المصادر التاريخية على أنه بني في السنة السادسة للهجرة، حين بعث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الصحابي وبر بن يحنس الأنصاري والياً على صنعاء،بعد أن تم اغتيال الوالي بآذان الفارسي من قبل الفرس، وهناك من يقول انه بني في عهد الصحابي فروة بن مسيك المرادي، غير أن الصحابي وبر الأنصاري هو الأكثر ترجيحا، لذلك يقدسه الكثير لان بناءه كان بأمر من رسولنا الكريم ، بل وحدد موقع وقبلة الجامع من مكانه في المدينة المنورة، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن قبلة الجامع الكبير بصنعاء متجهة إلى وسط الكعبة المشرفة تماما رغم كل هذه المسافةالكبيرة.


لوحة توسعة الجامع
وكان القاضي العلامة عبدالرزاق الرقيحي – عضو مجلس النواب، وعضو مجلس أمناء مشروع ترميم وصيانة الجامع الكبير بصنعاء رحمه الله ، قال لي ذات يوم في مكتبه الملاصق لمكتبة الجامع الكبير : إن النبي الكريم لم يكتف بأمر البناء فحسب وإنما حدد موقعه ما بين الصخرة الململمة وقصر غمدان، كما حدد قبلته عن يمين جبل ضين الذي يبعد عن شمال صنعاء بثلاثين كيلومتراً، وعن مكة المكرمة بأكثر من ألف كيلو متر.


العلامة الرقيحي
وكان بناء الجامع الكبير بداية متواضعاً يتماشى مع عمارة المساجد الأولى في ذلك الزمن ؛ حيث كان شكل الجامع بداية مربعاً طول ضلعه (12) متراً، له باب واحد من الناحية الجنوبية وبه (12) عموداً أشهرها «المنقورة» وهو العمود السادس من ناحية الجوار الشرقي الحالي، و«المسمورة» وهو العمود التاسع من ناحية الجوار الشرقي –وبالمناسبة ما بين المسورة والمنقورة يعتبره الكثير المكان الأقدس في الجامع .

ومقسم من الداخل إلى ثلاثة أروقة، وكان يوجد بالرواق الشمالي المحراب الأصلي، وقد بني الجامع على أنقاض قصر غمدان، كما ترجع أبواب الجامع الفولاذية لقصر غمدان وعليها كتابة بخط المسند مازالت موجودة حتى اليوم.

توسعات الجامع

وأضاف القاضي الرقيحي بأن الجامع الكبير قد شهد خلال العصور الإسلامية المتتابعة تجديدات وتوسيعات عديدة، وكان من أوائل هذه التوسعات تلك التي قام بها الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك «86 – 96ه» – «705 – 715م» في ولاية أيوب بن يحيى الثقفي، حيث شمل التوسع في الاتجاه الشمالي من ناحية القبلة الأولى إلى موضع القبلة الحالية، وفي فترة أول والي لبني العباس في صنعاء الأمير عمر بن عبدالمجيد بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب، نقلت أحجار أبواب الجامع من قصر غمدان ومنها المدخل الذي يقع على يمين المحراب وبه صفائح من الفولاذ متقنة الصنع من ضمنها لوحان مكتوبان بخط المسند.. وفي عام 136ه – 754م أجري توسيع على يد الأمير علي بن الربيع بأمر من الخليفة المهدي العباسي، وفقاً للوحة المكتوبة في صحن المسجد، ثم التوسعة الآتية التي قام بها الأمير محمد بن يعفر الحميري، والذي عمل على توسيع الجامع في عام 265ه وكان من ضمن التوسعة السقوف الخشبية المصنوعة من خشب الساج، خاصة في عمارة الرواق الشرقي.


يسبحون بسبحة من الف حبة
وفي عام 1012ه قام الوالي العثماني سنان باشا ببناء صوح أو صرح الجامع، أما الإمام يحيى بن محمد بن حميد الدين فقد قام ببناء المكتبة التي تقع غرب المنارة الشرقية، وكذلك السقف الأوسط في الجناحين.. كما حفر البئر الغربية للجامع وأصلح سواقيها إلى المطاهير عام 1374ه.

– كحل “الإثمد”

وعند المرور في صحن المسجد أو كما يسمى بلهجة سكان صنعاء “صوح” لا بد أن يدرك الزائر تجمعا لبعض المصلين حول أحد الأشخاص من كبار السن ، وهو عادة من القائمين على الجامع وفي يديه مكحلة بكل الإثمد، أو العثمد ، وهو مسحوق حار نسبيا تكحل به العينن يقال انه لتقوية النظر والبعض الآخر يقول أنه لعلاج بعض التهابات العين، وأغلب الإباء من كبار السن المدوامين في الجامع لقراءة القرآن يستخدمونه لتقوية نظرهم كما يقولون.




مكحلة الاثمد


شكل الجامع الحالي

والجامع بشكله الحالي هو مربع الشكل تقريبا ،أبعاده 68م×65 م، يتكون من فناء مكشوف تحيط به أربعة أروقة أعمقها وأكبرها رواق القبلة. يتم الدخول إلى هذه الأروقة من خلال اثني عشر باباً:

– ثلاثة أبواب: تفتح في الواجهة الشمالية للجامع وتؤدي إلى داخل رواق القبلة.

– خمسة أبواب تفتح في الواجهة الشرقية للجامع وتؤدي إلى داخل الرواق الشرقي.

– ومدخل يفتح في الواجهة الجنوبية للجامع ويؤدي إلى داخل الرواق الجنوبي.

– وثلاثة مداخل تفتح في الواجهة الغربية للجامع وتؤدي إلى داخل الرواق الغربي.

وصرح الجامع حالياً مربع الشكل تقريباً «38.70×38.30م» رصت أرضيته بقطع من حجر الحبش، وتطل عليه واجهات الأروقة الأربعة.

يتوسط هذا الصرح بناء مربع الشكل تم استحداثه في فترة الوجود العثماني باليمن من قبل الوالي سنان باشا؛ وذلك لحفظ عدد من مصاحف ومخطوطات الجامع.. رواق القبلة «61 × 18.50م»: يتكون رواق القبلة من خمسة صفوف من الأعمدة والدعامات الموازية لجدار القبلة، في كل صف 15 عموداً ودعامة تحمل عقوداً بعضها نصف دائرية الشكل والبعض الآخر مدببة تدبيباً خفيفاً.. تحمل هذه العقود سقف الرواق، الذي يتكون من مصندقات خشبية نفذت عليها أنواع مختلفة من العناصر الزخرفية الملونة. يتوسط المحراب – «عرضه 1م وعمقه 70سم» – الجدار الشمالي لهذا الرواق ويزخر تجويف المحراب والمنطقة المحيطة به بزخارف كتابية وهندسية ونباتية ملونة غاية في الجمال والإبداع.

الرواق الشرقي «أبعاده 41.50 × 11م» والرواق الغربي «أبعاده 39.75 × 11م»: يتكون كل واحد من هذين الرواقين من ثلاث بائكات، في كل بائكة تسعة من الأعمدة والدعامات التي تحمل عقوداً نصف دائرية تحمل السقف. يوجد في الجزء الجنوبي من الرواق الغربي محراب، كما يوجد ضريح يعرف بضريح النبي حنظلة بن صفوان.


اطفال يتعلمون قراءة القرآن الكريم
الرواق الجنوبي «أبعاده 60.40×15.10م»: يتكون هذا الرواق من أربع بلاطات، في كل صف خمسة عشر عموداً ودعامة تحمل عقوداً دائرية، وفي هذا الرواق تقع مساحة البناء الأصلي للجامع.. سقوف الأروقة الشرقي والجنوبي والغربي تماثل سقف رواق القبلة، حيث تتكون من مصندقات خشبية تختلف وتتنوع زخارفها من مصندقة إلى أخرى ومن رواق إلى آخر، حالياً يتم ترميمها وقارب العمل على الانتهاء.

للجامع مئذنة شرقية لها قاعدة مربعة يعلوها بدن مضلع وتنتهي بشرفة، وأيضاً مئذنة غربية بقاعدة مثمنة يعلوها بدن من ستة عشر ضلعاً يعلوه بدن اسطواني الشكل يعلوه بدن صغير وتنتهي بقبة..

قبر النبي حنضلة ومصحف الإمام علي


موقع قبر النبي حنظلة
الشيء الملفت أن في الجامع الكبير قبر لأحد الأنبياء والكثير من الناس لا يرفعوا هذا القبر ولا من صاحبه ، رغم وجود لوحة تعريفية على الجدار توضح ذلك ، وتحديدا أسفل المنارة الغربية، ومن المعروف أن القرآن الكريم لم يذكر جميع


الأنبياء والمرسلين ، والنبي حنضلة هو حنظلة بن صفوان بن النبي هود، بعثه الله لأصحاب مأرب القريبة من حضرموت، لكنه لم يلق منهم ترحيباً لدرجة أنه هرب منهم واستقر في هذا المكان حيث قبره هذا ،وقد ورد ذكر النبي حنظلة بن صفوان في كتاب (قصص الأنبياء) لابن كثير، كما ذكر الرازي في كتابه- تاريخ مدينة صنعاء- إن قبر النبي حنظلة في الجامع الكبير بصنعاء، وهناك ايضا نسخة من المصحف المكتوب بخط الإمام علي بن ابي طالب سلام الله عليه .


مصحف مكتوب بخط الإمام علي
إهمال وضرر

وقد عانى الجامع الكبير بصنعاء وعلى مر السنين الكثير من الإهمال والضرر لأسباب عدة كما تعرض لبعض الكوارث الطبيعية كالسيول والأمطار الغزيرة إضافةً إلى بعض التخريب المتعمد والخراب بفعل الحروب والتقلبات السياسية التي حدثت لمدينة صنعاء القديمة خلال فترات تاريخية مختلفة، ناهيك عما تسببه المياه الجوفية من إتلاف وخلخلة لطبقات التربة حول وتحت أساسات الجامع, وكذلك ما يناله من ضرر جراء وجود مباني مشوهة ومتهالكة تحيط به وتلاصقه.


مقدمة الجامع في نهار رمضان
لذلك بدأ في العام 2008م تنفيذ مشروع كبير لترميم الجامع الكبير بصنعاء كأول ترميم يتم بهذا الشكل لصيانة مبنى الجامع ومرافقه وملحقاته بشكل كامل على أسس علمية وفنية مجردة على أيدي خبرات يمنية وعالمية لإعادة رونق الجامع إلى المستوى الذي يستحقه كواحد من أبرز الجوامع في العالم الإسلامي وما يستحقه لما يمثله من رمز روحي وتاريخي وأثري وفني ليس لليمن فحسب بل للعالم الإسلامي بشكل عام؛ كون من أمر ببنائه وحدد موقعه هو الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكانت أعمال الترميم مشارفة على الانتهاء غير أن الحرب التي شهدنها اليمن ولا تزال في 2015 حالت دون الانتهاء تماما من أعمال الترميم، التي لا تزال جارية حتى اليوم بعد أن كانت متوقفة خلال السنوات القليلة الماضية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)