صنعاء نيوز/ العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم -
هيلاري كلينتون زوجة الرئيس السابق كلينتون هي ثالث امرأة تتربع على عرش وزارة الخارجية الأمريكية. هي أصغر في العمر من أولبرايت( مواليد أولبرايت 15/5/1937م),وأكبر من غونداليزا رايس(مواليد رايس 14/11/1954م), لأنها من مواليد 26/10/1947م.ولكنها أقل خبرة في السياسة من رايس وأولبرايت.
أسمها هيلاري داين رودهام كلينتون.وهي ابنة أسرة بورجوازية يمينية تقطن ولاية إلينوي. والداها من أتباع الحزب الجمهوري. ولها أخوين أصغر منها, هما هوف و طوني. و هيلاري رياضية ومتدينة. وتنتمي إلى المذهب البروتستانتي، وتؤدي الشعائر والطقوس الدينية من دون تعصب أو تزمت. وكانت منذ البداية كانت ناجحة ولامعة في دراساتها. وهذا ما حدا بوالديها لتشجيعها على إتمام تعليمها الجامعي بعد أن لمحا فيها مواهب حقيقية لا تنكر رغم كونها أنثى.و دخلت الجامعة النسائية الشهيرة ويلسلي. وفي نهاية دراساتها الجامعية كرست أطروحتها لدراسة أعمال عالم الاجتماع الأميركي شاؤول ألنسكي. وفي عام 1969 م دخلت هيلاري رودهام إلى كلية الحقوق في جامعة يال.ويمكن تلخيص مسيرة نضالها في هذه الحياة بالنقاط التالية:
• يقال أن هيلاري نشأت في عائلة محافظة. نغصها توتر بين الزوج وزوجته. ولذلك فهي لا تحب الحديث عن والدها المتشدد. بينما تتحدث كثيراً عن والدتها الطيبة.ولا تتحدث عن ديانتها إلا إذا كانت في كنيسة ,أو في اجتماع ديني. حتى أن إحدى صديقاتها أكدت أن والد هيلاري كان يسيء معاملة أمها.وهذا ما دفع هيلاري إلى العيش حياة حافلة بالتنكر والتخفي والسرية التامة لخصوصياتها. ومعاناة والدتها تنقص أو تزيد على معاناة بيل كلينتون وأمه من زوجها الثاني.
• زاولت السياسة وعمرها 13 عاماً.وشاركت في حملة الانتخابية لصالح الجمهوريين عام 1960م.
• بعد لقائها بمارتن لوثر كينغ عام 1962م.بدأت تهتم بالحقوق المدنية بأمريكا,وحطت بأفكارها في ميدان الفكر الليبرالي.وخلال دراستها الحقوق في جامعة يال عملت كمستشارة للفقراء.
• قادت هيلاري النشاط الطلابي خلال دراستها الجامعية كجمهورية.وكانت أول طالبة يطلب منها إلقاء خطاب التخرج بجامعتها,نال خطابها اهتماماً إعلامياً كبيراً,وصفق لها الحضور سبع دقائق متواصلة إعجابا بخطابها الجريء, الذي تضمن انتقادات لاذعة لسيناتور أميركي تحدث قبلها في الحفل الجامعي. وعبرت عن ذاتها كأنثى حديدية ترنو إلى أعلى المناصب وإلى منازلة أقوى الرجال.
• طاردها بيل كلينتون في الجامعة بحبه لها منذ عام 1971م.ورغم أنه كان خجولاً في بداية حياته ولكنه أصبح زير نساء بعدئذ. فقد كان يكتفي بمراقبتها طويلا عندما تدخل إلى مكتبة الجامعة للدراسة.وفي نهاية المطاف توجهت نحوه يوماً. وقالت له: إذا كنت تستمر في النظر إليّ هكذا فمن الأفضل أن نتعارف على بعضنا البعض. أنا هيلاري رودهام فمن تكون أنت؟ فقدم نفسه. وأقنعها بالتخلي عن الجمهوريين .وشاركا معاً في حملة انتخابية لمرشح الديمقراطيين جور ماكجوفيرن. ولهذا قيل عنها أنها ترعرعت على حب الجمهوريين ولكنها شابت في عشق الديمقراطيين.
• عرض عليها الزواج بيل كلينتون مرات عدة, ورفضت طلباته المتكررة,بذريعة أنها تريد التركيز على مستقبلها.ولكن كلينتون لم يمل من تكرار عرضه.وفي إحدى المرات تزامن عرضه مع فشل هيلاري في اجتياز امتحان رابطة المحامين بواشنطن للحصول على رخصة ممارسة المحاماة بالعاصمة الأميركية، وكانت صدمة أفقدت هيلاري توازنها, ودفعتها لإعادة التفكير في حياتها، ورأت أنها اعتادت تغليب عقلها على قلبها باستمرار، وأنها في حاجة إلى أن تنصت إلى قلبها وتسير وراءه ولو مرة، ولذلك وافقت على طلب بيل كلينتون بالذهاب معه إلى ولايته لتقديم امتحان رابطة المحامين فيها من جديد,
• عام 1974م شاركت كباحثة في تحقيقات فضيحة ووترغيت التي أطاحت بالرئيس ريتشارد نيكسون.وبات ينظر إليها كنجم سياسي صاعد في المجتمع الأمريكي والعالمي.
• تزوجت هيلاري بيل كلينتون عام 1975م .لكن زواجها لم يلغ عقلها. ومن ثم نجحت باجتياز امتحان رابطة المحامين بنفس الوقت الذي كان فيه بيل يسعى للترشح لمجلس النواب.و مارست عملها كمحامية,وأنتخب زوجها حاكماً لأركنساس عام 1979م. وأحتفظ به تقريباً حتى 1992م.ويقال أن دخلها كان يفوق راتبه بأضعاف.واختيرت كواحدة من أفضل 100 محام على مستوى الولايات المتحدة. وأنجبا أبنتهما الوحيدة تشيلسي عام 1980م.
• في ولاية أركنساس تولت مهام عدة. منها:التدريس بكلية الحقوق. وتقديم الاستشارات لصندوق الدفاع عن الأطفال في كامبريدج. وعضوية مجلس مؤسسة الاستشارات القانونية في عهد الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر. و أصبحت هيلاري السيدة الأولى لولاية أركنساس لمدة اثني عشر عاماً. وترأست اللجان التي تدرس برامج التعليم المقررة في الولاية. كما وساهمت في العديد من الجمعيات الخيرية التي تدعم المشافي والمرضى والأطفال والمحتاجين وتسعى لتأمين رفاهية النساء.
• خلال فترة حكم بيل كلينتون لأركنساس,تعرض لاتهامات شتى.ومنها: إقامة علاقات جنسية غير مشروعة، ويقال إن هيلاري ضاقت كثيرا بتلك الاتهامات.وفكرت في الطلاق. ولكنها غلبت عقلها على قلبها وفضلت عدم الانفصال.وكذلك فعلت مع فضيحة مونيكا. وهذا ما حير الكثيرين.
• ولكي تثبت هيلاري أنها ذات حس إنساني رفيع,ابتدأت من عام 1995 م بنشر مقال أسبوعي تعالج فيه المواضيع السياسية والاجتماعية الأميركية.وعن تجربتها كسيدة أولى في ولاية أركنساس.
• اشتهرت هيلاري في بلادها والعالم بدفاعها عن حقوق الطفل والمرأة,وهذا ما أكسبها تأييداُ واسعاً.
• وبفوز زوجها بيل كلينتون بمنصب الرئاسة عام 1993م,انتقلت معه إلى البيت الأبيض لتكون السيدة الأمريكية الأولى.وبات ينظر إليهما كشريكين سياسيين حقيقيين. أكثر فأكثر في الحياة السياسية الأميركية. ولم تكتف بواجباتها العائلية كما تفعل زوجات الرؤساء عادة. ربما لأنها كانت تشعر أنها الأكثر تعلماً وثقافة بينهن. ولهذا السبب فإنها لم تتردد عن الانخراط في القضايا العامة للبلاد. فشهاداتها العليا وإمكانياتها وتجاربها السابقة تسمح لها بذلك. و أنشأت مكتباً لها في الجناح الغربي من البيت الأبيض. وتخلت عن جزء من مهامها المهنية في حقل القانون.وأوكل إليها زوجها مهمة إصلاح النظام الصحي والتعليمي, بحيث يكون التأمين متاحاً لجميع الأمريكيين .ولكن الجمهوريين والشركات الطبية, انتقدوا خططها، وفشلت إصلاحاتها بالحصول على دعم الكونجرس.
• اعترف الرئيس بيل كلينتون بدور هيلاري في رئاسته.فقال:أن أميركا عندما اختارته رئيساً لها اختارت معه رئيسة ثانية هي هيلاري. مع فارق واحد، وهو أن أمريكا تدفع راتب لرئيس واحد.
• في البيت الأبيض صدمتها فضيحة زوجها مع المتدربة الحسناء مونيكا لوينسكي. ولكنها عضت على جرحها, وحددت موقفها من الفضيحة. بقولها: هناك مشاكل في كل عائلة. واعتبرت الفضيحة مؤامرة من اليمين الأميركي للإطاحة بزوجها لأنه ديمقراطي ليبرالي تقدمي، وحتى بعد أن اعترافه بعلاقته الغرامية مع مونيكا ظلت تدعمه. وأثبتت أنها سياسية من الدرجة الأولى.والله وحده يعلم كيف كانت تؤنبه، وتلومه حين يكونان على انفراد.وخرجت من الفضيحة بأقوى من كل التوقعات, ودحضت آراء من أتهمها بالبرود وأنها باردة.وباتت توصف بأنها شخصية تبعث على الاستقطاب.
• و هيلاري تقدم نفسها باستمرار, كامرأة متحررة ومناصرة لحقوق النساء.و تطالب بمساواة المرأة مع الرجل. وترفض معاملة المرأة أو الزوجة معاملة غير عادلة.ولكن الذي حير العقول هو قبولها الحياة مع زوجها الكثير النزوات,وحتى تجاهلها أو تغطيتها لتلك النزوات. وحتى تقويض حجج النساء اللاتي اتهمن زوجها. وظهورها معه أمام عدسات الكاميرا للدفاع عنه،حتى بعد اعترافه بعلاقاته الغير شرعية في فضائح شغلت أميركا والعالم كفضيحة مونيكا لوينسكي. ولذا أختلف الناس في فهم صبر هيلاري.فمنهم من اعتبر أنها لم تكن تريد أن تتحمل عبء تربية ابنتهما الوحيدة تشيلسي لوحدها. في حين فسر البعض صبرها كنوع من التضحية كي لا تهدم أسرتها. في حين يرى البعض الآخر أن صبرها سببه هو أن الطلاق سيصيب طموحها السياسي في مقتل أو جرح غائر أو عاهة مستديمة.
• بعد رحيلها من البيت الأبيض اجتهدت لخدمة أهدافها السياسية المستقبلية. وابتدأت مطامعها الرئاسية تتضح أكثر فأكثر، وأصبح الجميع يدركون مدى خطورتها وأهميتها بعد أن استصغروها زمناً طويلا. وباتت تعتبر إحدى ألمع النساء السياسات في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية. وهي مصنفة بأنها واحدة من أكثر السيدات نفوذاً في العالم بالإضافة إلى كوندوليزا رايس والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
• واجهت هيلاري متاعب صفقة عقارية عرفت باسم وايت ووتر تعود إلى الثمانينيات. وخضعت لتحقيقات في ادعاءات بأن بيل و هيلاري استعادا ضرائب بشكل غير قانوني. ومثلت هيلاري أمام لجنة تحقيق. ولكن مدعياً عاماً مستقلاً أغلق التحقيق بسبب عدم كفاية الأدلة. واتهمت بوضع العراقيل أمام التحقيق بحادثة موت أحد مستشاري زوجها فانس فوستر. ولكنها خرجت بريئة منها.
• اختيرت كأصغر سيناتور عن ولاية نيويورك اعتبارا من 3 /1/2001م بدعم اللوبي الصهيوني وهزمت رودولف جولياني الأكثر شعبية في نيويورك, والذي لا يقل تشدداً عن بوش فيما يخص محاربة الإرهاب,وحصدت نسبة56%من أصوات المدينة. وعام 2006 م هزمت هيلاري مرشحاً مناهضاً للحرب,وفازت بعضوية مجلس الشيوخ للمرة الثانية وبنسبة 68 %، وهي من أعلى النسب في الانتخابات الأميركية. وتولت عضوية لجنتي القوات المسلحة والموازنة في مجلس الشيوخ.وأتهمها الليبراليون الديمقراطيون في المجلس بأنها ابتعدت عن القضايا الليبرالية، كحقوق المثليين.
• اتهمت هيلاري بأنها على علاقة غرامية مع مساعدتها هوما عابدين.نفت هيلاري هذه التهمة.وقالت: يقول الناس عني أشياء كثيرة,لكني لا أعير أقوالهم أي أهمية. هذا ليس صحيحاً لكنه شيء لا أملك سيطرة عليه. سيقول الناس ما يريدون قوله.وقد ثبت أنها تهمة كاذبة لفقتها الصحافة الصفراء.
• حاولت تعديل صورتها كمراهقة يسارية ومضادة للقيم الأميركية الحقيقية في نظر الجمهور الأمريكي والجمهوريون بعد انتخابها في مجلس الشيوخ. فاتخذت عدة قرارات لتغيير هذه الصورة بحيث تصبح أقرب إلى تيار الوسط في أميركا. ولهذا السبب دعمت بقوة الحرب في أفغانستان والعراق. وكانت تريد بذلك أن تثبت للشعب الأميركي أنها لا تقل وطنية عن جورج دبليو بوش.
• نجح اللوبي الصهيوني بفرضها أحد مرشحي الحزب الديمقراطي لمنصب الرئاسة الأميركية.وبررت ترشحها بقولها: اشعر بقلق على مستقبل بلدنا وأريد أن أساعد على وضعه مرة أخرى على المسار الصحيح حتى نستطيع أن نعمل معا للتصدي للتحديات التي تواجهنا في الداخل والخارج. وخاضت مع أوباما معركة كسر عظم شرسة أدت إلى انشقاقات في حزبهما الديمقراطي,كادت تطيح بحظوظه.ولم توفر فرصة للنيل من أوباما.ولم تفقد اتزانها، بل حتى عندما قامت إحدى الأميركيات بالكشف عن عورتها أمامها احتجاجاً على ترشيح هيلاري لنفسها.وآثرت الأخيرة الصمت والنظر إليها بعيني باشق. إلا أن أوباما أجبرها على أن تنسحب وتقر بهزيمتها في مواجهته. ويقال أن سبب فوز أوباما كان نتيجة تصويت الشباب والنساء له,بينما لم يحظى معارضيه سوى بأصوات كبار السن.وهذا مؤشر على أن فشل أوباما بحل مشاكل بلاده, سيعرضها لثورة و انتفاضة شعبية عارمة. فطريق الفوز بالرئاسة اليوم قائم على تعزيز دولة الرفاه الاجتماعي لا إقامة منصات صواريخ.
• بعد فوز أوباما بمنصب الرئاسة. أعلن في 1 ديسمبر 2008 م عن اختياره هيلاري كلينتون وزير للخارجية في إدارته الأمريكية الجديدة بدأً من 20 يناير 2009م.فسارعت لقبول هذا المنصب. ووافق مجلس الشيوخ على تعينها في 21/1/2009م بأغلبية 94 صوتاً ومعارضة صوتين.
• نجحت هيلاري في فسخ خطوبة أبنتها تشيلسي و إيان كلاوسو لأنها لا تريده زوجاً لابنتها. ويقال أن تشيلسي لم تذق للنوم طعماً منذ مفارقته لها، وأنها تتهم أمها بأنها السبب.وتزوجت من المصرفي مارك ميزفينسكي صديقها خلال فترتي المراهقة ودراستهما في جامعة ستانفورد,و يكبرها بعامين. وعقد القران وفقاً للديانتين المسيحية واليهودية. لأن العروس مسيحية والعريس يهودي.وترتبط أسرة العروس والعريس(ابن النائبين الديمقراطيين السابقين إد ميزفينسكي و مارجوري مارجوليس) بصداقة متينة. والطريف أن أحد التجار الكينيين كيبكيمو شبكرجور طلب من هيلاري يد ابنتها، وعرض مهراً وقدره 40 رأساً من الماعز و20 بقرة حسب التقاليد المحلية. وأجابته بأن القرار قرار ابنتها, وستنقل لها عرضه.ومازال ينتظر الرد. وتحدث لوسائل إعلام.قائلاً:تزوجت في عام 2006 م وعندي ولدان,وأرغب أن أتزوج تشيلسي لتكون زوجة ثانية،وعرضي لها ما زال ساري المفعول.
• كشف المهندس خالد مرسى، الذي عمل بالعلاقات العامة بديوان رئاسة الجمهورية المصرية.بأن الرئيس مبارك قدم دبوس ذهبي من مقتنيات أسرة محمد علي كهدية للرئيس بيل كلينتون عام 1997م.و أهدت زوجته طاقم ملاعق من قصر الملك فاروق برأس التين لقرينته هيلاري كلينتون.
فهل يصلح هذا الموجز الذي تناقلته الصحف عن حياة هيلاري ليكون مؤهلها لقيادتها دفة السياسة الأميركية؟.
الثلاثاء: 16/8/2011م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
[email protected]