صنعاء نيوز/الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب -
في كل مكان من العالم الإسلامي، يستعد الناس للعيد بأبهى الحلل، فتتلألأ الشوارع بالأنوار، وتمتلئ الأسواق بالصخب والفرح، وتتنافس العائلات في تجهيز الولائم والحلويات.
لكن في غزة، المشهد مختلف تمامًا، فالعيد هناك له طقوسه الخاصة: صواريخ بدلاً من الألعاب النارية، وركام بدلاً من الزينة، ودموع الأمهات بدلاً من عطر العيد!
في غزة، يبدأ العيد بـ"تكبيرات القصف"، حيث تتعالى أصوات الطائرات قبل أصوات المآذن، فتكون المعايدة الأولى من السماء على شكل غارة جوية، والهدية المنتظرة تأتي على هيئة قذيفة مدفعية.. أما الأطفال، فهم لا يركضون فرحًا بملابسهم الجديدة، بل يركضون بين الأزقة بحثًا عن مأوى يحميهم من الموت القادم بلا موعد.
مائدة العيد.. منقوصة دائماً!
بينما يستعد المسلمون حول العالم لمائدة العيد المليئة بأشهى الأطعمة، يستعد أهل غزة لمائدة مختلفة تمامًا: مائدة ناقصة الأفراد، حيث هناك شهيدٌ كان بالأمس هنا لكنه غاب اليوم، وجريحٌ لا يستطيع الجلوس، وأسيرٌ مكانه فارغ على الطاولة لكنه حاضر في القلوب.
العيدية.. من الأمم المتحدة والجامعة العربية؟
في باقي الدول، ينتظر الأطفال "العيدية" بفرح، أما في غزة، فالعيدية تأتي على شكل بيانات شجب وإدانة من الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووعود فارغة بمساعدات لن تصل أبداً.. الفرق بين طفل في غزة وطفل في أي مكان آخر؟
الأول يتمنى أن ينجو حتى العيد القادم، والثاني يتمنى لعبة جديدة!
عيد الفرح أم عيد الحزن؟
في غزة، حتى "السعادة" تتوارى خجلاً أمام حجم المعاناة، فلا مجال هنا لفرحٍ صاخب، ولا وقت للألعاب، فالأولويات مختلفة: هل سنبقى أحياء حتى نهاية اليوم؟
هل سنجد طعاماً؟
هل سيبقى لنا منزل بعد القصف القادم؟
هذه هي الأسئلة التي تراود أهل غزة يوم العيد.
وبينما يحتفل العالم بالعيد وسط الضحكات والموسيقى، تستقبله غزة تحت الأنقاض، بقلوبٍ يملؤها الأمل رغم كل شيء.
إنه عيدٌ بطعم الرماد.. ومع ذلك، يكبرون، يصلون، ويؤمنون بأن الحرية قادمة لا محالة! |