صنعاء نيوز -
أكد قيادي في قوى "الحراك الجنوبي"أنهم أبلغوا قوى المعارضة اليمنية في تكتل اللقاء المشترك التي تعتزم الإعلان عن مجلس وطني انتقالي في وقت لاحق اليوم الأربعاء- أنهم لن يعترفوا بالمجلس ما لم يكن مناصفة بين الجنوب والشمال.
وكشف محمد علي أحمد -الذي كان يشغل منصب محافظ أبين اليمنية سابقاً- النقاب عن استمرار الاستعدادات لعقد مؤتمر للقيادات الجنوبية في 10 سبتمبر/أيلول المقبل لتشكيل قيادة جنوبية موحدة للتعاطي مع المرحلة الجديدة في اليمن.
ونفى أحمد - في تصريحات لوكالة قدس برس- أن تكون المعارضة اليمنية التي تعكف على إعداد القائمة النهائية لأعضاء المجلس الوطني الانتقالي، قد أجرت أي اتصال بقوى الحراك الجنوبي أو وجهت لهم الدعوة.
وقال في هذا الصدد "لم يتم التواصل معنا بشأن خطوة المجلس الوطني الانتقالي، لكننا أبلغناهم أننا لن نقبل بأي مجلس لا يكون قائما على مبدأ المناصفة 50% من الشمال و50% من الجنوب، ولن نتعاون معه".
وأضاف "نحن نعتبر عمليا أن الوحدة سقطت في حرب عام 1994، وأن ما بعدها هو احتلال، ونرى أن سقوط نظام (الرئيس) علي عبد الله صالح يعني سقوط الاحتلال، وبالتالي سيكون مؤتمر الجنوبيين المتوقع في 10 سبتمبر/أيلول المقبل بالقاهرة محطة لتشكيل مجلس انتقالي جنوبي".
وكشف أحمد النقاب عن استمرار الاستعدادات لتوحيد القوى الجنوبية وضمان مشاركة جميع الأطراف في مؤتمر القاهرة الشهر المقبل، قائلا "نحن نسعى إلى التقارب والتواصل بين مختلف القوى الجنوبية لتوحيد موقفها تجاه قضية الجنوب في اليمن. والرأي عندنا هو الدعوة إلى اتحاد فدرالي بإقليمين شمال وجنوب لمرحلة انتقالية تنتهي بالاستفتاء على الطريقة السودانية".
وأشار أحمد إلى أن الخلاف حول هذه النقطة لا يزال قائما مع الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، وقال "هناك جهود تبذل لإقناع الرئيس علي سالم البيض بحضور مؤتمر القاهرة، وهناك وساطة يقودها عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي محمد حيدرة مسدوس في هذا الاتجاه، ولكنها لم تسفر عن نتائج حتى هذه اللحظة، ذلك أن البيض لا يزال رافضا للفدرالية ومتمسكا بمطلب فك الارتباط".
ومضى إلى القول "نحن لسنا على خلاف مع هذا المطلب ولكننا نعتقد أن الظروف المحلية والإقليمية والدولية لا تسمح برفع هذا المطلب، ولذلك نرى أن النظام الفدرالي يمكنه أن يشكل مخرجا مناسبا للأزمة التي يعيشها الجنوبيون، ويضمن عدم وقوع مظالم أو انتهاكات بحقوق أي طرف".
وأكد أحمد استمرار العلاقات بين قوى الحراك الجنوبي والمعارضة اليمنية في الداخل، وقال "علاقتنا مع المعارضة اليمنية في الداخل لا تزال قائمة، ونحن متفقون على هدف إسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح، وكثير من قوى المعارضة الشمالية لا يعارضون مطلبنا بالفدرالية".
وكانت مصادر سياسية وإعلامية يمنية موجودة في القاهرة قد أبلغت قدس برس أن عددا من القيادات السياسية اليمنية الجنوبية انخرطوا منذ عدة أيام في اجتماعات مكثفة في مساعٍ لتشكيل قيادة جنوبية موحدة تتعاطى مع المستجدات السياسية الجارية في اليمن.
وذكرت المصادر -التي طلبت عدم ذكر اسمها- أن المعارضة اليمنية الجنوبية بدأت اتصالات في القاهرة بمشاركة عدد من القيادات التاريخية المعروفة، مثل الرئيس علي ناصر محمد، وحيدر أبو بكر العطاس، وصالح عبيد، ومحمد علي أحمد، وعلي سالم البيض عبر مبعوث له موجود الآن في القاهرة لهذا الغرض.
وأشارت المصادر إلى أن اللقاءات الجنوبية تأتي في ظل فتور واضح في علاقات القيادات الجنوبية برموز المعارضة في الشمال وعلى رأسها اللقاء المشترك.
وأضافت المصادر أن مبعوث البيض إلى القيادات الجنوبية في القاهرة ربما يحمل تنازلات سياسية مهمة جوهرها القبول بمقترح الفدرالية الذي كان بعض قادة الجنوب قد اقترحوه ضمن فترة انتقالية يختار الجنوبيون بعدها الوحدة أو الانفصال، وذلك بعد أن كان البيض يطالب بالاستقلال التام، وأنه ربما أيضا يمول مشروع الفدرالية، على حد تعبير.
براقش |