صنعاء نيوز/د. صلاح الصافي -
منذ عرفت سوريا بلد جامع لكل الطوائف ولم يستطع أحد قبل سقوط النظام السابق أن يميز العلوي من السني من الشيعي أو الدرزي إلا اللهم يمكن التمييز بين رجال الدين من هذه الطوائف فعمامة العالم الشيعي غير السني غير العلوي وقطعاً زي الدرزي مختلف عن هؤلاء، هذا كله في زمن الحزب الواحد وحكم الدكتاتورية فكان حكم علماني بامتياز فلم يكن السجن لأي شخص بسبب انتماءه الطائفي أو قُتل بسبب ذلك فلم يتناهى إلى مسامعنا أن الحاكم العلوي قتل أهل السنة وهم الأغلبية في سوريا لأنه سنة أو ميز العلويين لأنهم من طائفته عن باقي الطوائف أو تعامل مع الدروز على أنهم خارجيين عن الملة فكان السوريون متحابين متصاهرين ومقارنة مع نفس الحزب الذي حكم العراق (حزب لبعث) الذي أذل الشيعة لأنهم ينتمون لمذهب أهل البيت وهم على غير مذهب الحاكم وهذا كان واضح للعيان ولا يحتاج لأدلة.
لكن بعد سقوط النظام السوري وهروب رئيس النظام (بشار الأسد) في مشهد دراماتيكي وسيطرت قوات تحرير الشام (تحالف من فصائل إسلامية) تعالت الأصوات بتطهير سوريا من كل الطوائف من خلال إبادة جميع الأقليات من (علويين وشيعة ودروز ومسيحيين) فهناك من صرح علناً أن سوريا أموية ولا مكان لغير السنة في العيش في هذا البلد وهذا ما سمعناه من شيوخ المساجد وهذا ما قام به منتسبي وزارة الداخلية والفصائل المتحالفة ضمن تحالف قوات تحرير الشام ومقاتلين سنة من الصين والشيشان وغيرهم من إبادة جماعية بحق العلويين في مدن الساحل السوري وبدم بارد وهدر دم الشيعة في سوريا أما المسيحيون والذي أكدت الشريعة الإسلامية على حمايتهم في المجتمعات الإسلامية حيث تعالت الأصوات وكتبت الشعارات على السيارات وفي الساحات العامة أن القصاص بانتظارهم في قادم الأيام.
وعلى ضوء ذلك لدينا سؤالين مهمين أولهما هل فعلاً أن أهل السنة والجماعة يؤمنون بتصفية كل مخالفيهم؟ والثاني هل هذه القسوة تستخدم ضد كل المخالفين أم أن اليهود لا يعتبرون مخالفين أم مستثنون من ذلك؟.
عندما تقرأ فتاوى شيوخ الطائفة تجد الكثير منها تبيح قتل العلويين والشيعة وتحث على ذلك وتؤكد أن التقرب إلى الله في قتل هؤلاء لأنهم الخطر الداهم على الدين، وفتوى شيخ الإسلام ابن تيمية واضحة وجلية بحق العلويين فهو بتوصيفه للنصيرية آنذاك بأنهم "أكفر من أهل الكتاب"، ثم دعوته إلى قتالهم دلالة واضحة على تكفيرهم ووجوب قتلهم، وهذا شيخ الإسلام تقي الدين يجيب على سؤال عن الشيعة والعلويين فأجاب: الحمد لله رب العالمين، أجمع علماء المسلمين على أن كل طائفة ممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها حتى يكون الدين كله لله، هذه الفتاوى هي التي تؤثر على شباب السنة لكن ليس كل أهل السنة فالكثير منهم يرفض إراقة الدماء وقتل شركاء الوطن لكن الصوت يعلوا لمن تأثر بفتاوى الشيوخ خاصة وأن السلطة هم على نفس النهج التكفيري.
وبخصوص السؤال الثاني فإن الفتاوى تتعطل ويخفت الصوت حيث لا أحد يستطيع سماع بوح هؤلاء الشيوخ ومريديهم بما يتعلق بإسرائيل حتى وإن وصل الجيش الإسرائيلي على تخوم العاصمة دمشق.
ختاماً نقول أن سطوة التكفيريين في سوريا وانتشار العنف والتطرف الديني سوف يؤدي إلى تقسيم سوريا الحبيبة وتكون لإسرائيل حصة في هذا التقسيم حيث لن تتخلى على أراضي الجديدة التي احتلتها بعد سقوط النظام في سوريا إضافة لدعمها للدروز من أجل المطالبة بالاستقلال تحت حمايتهم أما العلويين وبعد المجازر التي فتكت بهم سيكون استقلالهم ضمان للتخلص من القتل الذي فتك بهم وهذه نتيجة طبيعية للطائفية التي تمارس في سوريا في ظل النظام الجديد والمستفيد الأكبر هي إسرائيل وإنا لله وإنا إليه راجعون
|