صنعاء نيوز/كتب /علي بدير -
صباح الخير للذين يستقيظون على أصوات القنابل، وحِمَمَ القذائف، وهي تهوي على أجسادهم فتحولهم الى أشلاء مُبعثرة بين ركام منازلهم، فيتنفسون روائح الدم والباروت وحدهم.
صباح الخير للذين يشعرون بيومهم إنهم وحدهم، فيمارسون الوحدة بآلآمها وكروبها وهمومها بكل ما تعني الكلمة من معنى، صباح الخير للذين يسرقهم الوقت و لا يعرفون كيف تمضي الأيام مسرعةً إلا بعدد شهدائهِم وجرحاهم. صباح الخير لأولئك المتوحدين فى الأرض، الذين يُقدِسون الوحدة ولا يرونها رأي العين في نصرتهم، وقد غاب عنهم المُعتَصم من حرك جيوشه بعدده وعتاده لِنِصرَةِ إمراءةً نادت من عمورية وَا مُعتَصِماه.
مآسي تمر عليهم في حياتهم وحيدة وبدون أنيس، حتى بدون إنتظار، فهم لا ينتظرون من يشجعهم على الإنتصار لمآسيهم كما يفعل المنتقدون والمنبطحون بكيل التُهم عليهم ، وتحميلهم اوزار ما يعانون.
صباح الخير للذين لا يجدوا ملاذاً أماناً في قلوب إخوانهم، للذين يحتضنون أنفسهم بأنفأسهم رغم سوء الأحداث ، ورغم جرائم الإبادة التي تحدث بتعاون الشقيق والصديق، ويستقيظون كل يوم ليتابعون تلك الحياة.
صباح الخير للذين يصرخون وكأنهم صامتون ولا يكاد العالم بقبحهِ أن يتلذذ بصراخهم، ويتألمون كالذبيحة التي لا يستطيع ذابحها بتر رقبتها. آملين ان في ارض الله من يستشعر هذه الآلام فَيطبب جراحهم. صباح الخير لمن يريدون أن ينتبه لهم الآخرون فيشعر بمعاناتهم، ولكن لا جدوى من كل ذلك.
صباح الخير لأهل الرباط لمن هم في بيت المقدس وأكنافه، لمن يسكنون غــzـزة العز والصمود، ودمائهم تجري لتروي الأرض وتحافظ على العِرض.
" جمعتكم مباركة"
*"رُفعَت الأقلام وجَفَت الصُحُف"* |