صنعاء نيوز/إيهاب مقبل -
المقلوبة، وهي طبق شامي تقليدي، شائع في فلسطين والأردن ولبنان وسوريا، تتكون من اللحم والأرز والخضراوات المقلية الموضوعة في قدر يُقلب رأسًا على عقب عند التقديم، ومن هنا جاءت التسمية.
يمكن أن تشمل المقلوبة أنواعًا مختلفة من الخضراوات، مثل الطماطم المقلية والبطاطس والقرنبيط والباذنجان، مصحوبة إما بالدجاج أو لحم الضأن أو كلاهما. وأكثرها شيوعًا هما القرنبيط والباذنجان. توضع جميع المكونات بعناية في القدر على شكل طبقات، بحيث يبدو الطبق ككعكة عند قلب القدر للتقديم.
تُزين المقلوبة عادةً بالصنوبر والبقدونس الطازج المفروم. وتُقدم أحيانًا مع السلطة والزبادي الطازج، وغالبًا ما تُحضّر لأيام الجمعة والأعياد والتجمعات الكبيرة.
يُذكر في كتاب «تاريخ المطبخ المصري» عن أصل المقلوبة: «أكلة المقلوبة معروفة في الأردن وفلسطين ولبنان منذ زمنٍ بعيد، حيث أنها كانت تسمى (الباذنجانية) نسبةً إلى الباذنجان، إلى أن جاء يوم فتح مدينة القدس على يد القائد صلاح الدين الأيوبي ودخوله وجنوده المدينة، واحتفالًا بهذا النصر والفتح قام أهل مدينة القدس بتقديم الطعام إلى صلاح الدين وجنوده كعادة المسلمين في هذه المناسبات، عندما أكل صلاح الدين من أكلة الباذنجانية أعجبته كثيرًا فسأل عن اسم هذه الأكلة واصفًا إياها (الأكلة المقلوبة). حيث كان من العادة أن تقلب في أواني التقديم (الصواني) أمام الضيف فقيل له أنها تسمى الباذنجانية، ومن هنا جاء تسميتها (المقلوبة) كما أطلقه عليها صلاح الدين الأيوبي».
في الواقع، كان الطبق يُعرف بـ«طبق النصر» عندما فتح القائد المسلم الكردي صلاح الدين الأيوبي رحمه الله مدينة القدس في العام 1187، وذلك بعد احتلال صليبي دام 88 عامًا.
في القدس، تُعرف المقلوبة ليومنا الحالي بـ«طبق النصر»، إذ تتجمع العديد من العائلات الفلسطينية، وخاصةً تلك التي تسكن أحياء البلدة القديمة، في باحات المسجد الأقصى لتقديم المقلوبة مع العصائر احتجاجًا على بلطجة القوات الصهيونية على أبواب المسجد الأقصى.
وفي العام 2017، اعتقلت قوات الأمن الصهيونية امرأة فلسطينية نظمت تجمعًا لتناول المقلوبة في الأقصى، إذ يعمل الكيان الصهيوني بجهد على تهويد هذه الأكلة العريقة ونسبها للمطبخ اليهودي.
انتهى
|