صنعاء نيوز/ إيمان عبد الرحمن الدشتي -
كم عظيم أن يُنسب الإنسان إلى جهة ذات قداسة، ويعنون بانتماء يكون موضع فخر وتفاخر! هنا يكون لزاماً عليه أن يراعي انتماءه، ويرعوي عن كل ما يشين المنسوب إليه!
جعفر بن محمد الصادق عَلَم من أعلام الإسلام، فهو سادس أئمة الهدى (صلوات الله وسلامه عليهم) الذين لم يعصوا الله طرفة عين، فشرّف تعالى بهم الدين، وجعلهم سادة على الخلق أجمعين، ونصر بهم الإسلام والمسلمين، وهو زعيم أكبر مدرسة جامعة لكل العلوم، خرّجت آلاف الفقهاء والعلماء ومن كل الطوائف، وكلّهم يقولون علّمني جعفر بن محمد!
لم ينبري للتفاخر بهذا العَلَم حقاً وصدقاً إلا فئة نُسبت إليه، وتسمّت باسمه بعد أن اختار الآخرون انتساباً لا يقوى على رفع هامته أمامه! ووردوا مشارباً أجاجاً لا تُقارن بعذوبة مشرب آل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)
حينما نقول متباهين بأننا جعفريون؛ يعني إننا سالكون مسلكه وناهلون من ترعته، وعاملون تقرباً إلى الله بالنهج الصادقي، الذي فيه نعيم الدنيا والآخرة وفوز يوم القيامة، فهل نحن كذلك؟!
يتوجب على كلِّ موالٍ للإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أن يتأدب بأدبه وأن يُدين بدينه، وأن لا يسمح لنفسه بالتقصير بأي شكل في اقتفاء أثره، ليظهر نبراس عقيدته الصادقية سلوكاً ومنهجاً وتبيانا.
علينا أن نُدلّ على أحقية نهجه التائهون والمتحيرون والمغرّر بهم، منطلقين من كلماته الخالدة "كونوا لنا دعاة صامتين" صائنين لأنفسنا، عاملين بفقهه وشريعته التي هي شريعة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ومدافعين عنها، لا نرتضي الظلم ولا نتقاعس عن نصرة المظلومين، ونكون له على الدوام زينا.
كما يستوجب علينا دوماً كأمة انتظار لساحة القداسة المهدوية؛ وبالأخص من وحي ذكرى شهادة صادق العترة (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم) أن نتزود بالهمة والإعداد والاستعداد للتمهيد للفرج المهدوي، فالمرويات والأحاديث الصادقية قد عجّت بالدلالة إليه، وبكيفية بناء عقيدة المنتظرين، وبإلهاب قلوبهم شوقاً لمحبوبهم المنتظر (عجل الله فرجه)
إذ لا يطيب عيش منتظِر قرأ عن الصادق مخاطباً حفيده المهدي (عليهما السلام) وهو لمّا يولد بعد "سيدي! غيبتك نفت رقادي، وضيقت علي مهادي، وأسرت مني راحة فؤادي!" (بحار الأنوار للمجلسي، ج٥١، ص٢١٩) ولا تهيد روح منتظِر قرأ عنه لما سئل هل ولد القائم فقال "لا، ولو أدركته لخدمته أيام حياتي!" (الغيبة للنعماني ص٢٥٠) فعلينا أن نوفي له بنصرتنا لحفيده القائم.
خلاصة القول؛ فإني أذكّر نفسي والمؤمنين بوجوب انتسابنا الحقيقي للإمام جعفر الصادق (عليه السلام) عندها يحقّ لنا أن نتفاخر بين كل المذاهب والملل، بأننا وحدنا أصحاب العقيدة الراسخة، وأننا أهل هيهات! الحسينيون الجعفريون الإماميون، المقاومون للمستكبرين والناصرون للمستضعفين، وأن لنا قائد صادقيُّ النهج والنسب، موعودون معه بالنصر، سيأتي عما قريب إن شاء الله.
٢٤/ شوال/ ١٤٤٦
|