صنعاء نيوز/عمر دغوغي -
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية
[email protected]
https://web.facebook.com/dghoughiomar1
في ظل التحديات الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، أصبح من الضروري إعادة النظر في الطرق التقليدية للتعليم والتكوين.
لم يعد كافياً أن ندرس لسنوات طويلة ثم نبدأ بعد ذلك رحلة البحث عن عمل، بل أصبح الحل الأنسب والأكثر واقعية هو الجمع بين التكوين والتشغيل في نفس الوقت.
هذا النمط المزدوج يفتح أبواب الأمل أمام الشباب ويمكنهم من اكتساب الخبرة العملية وهم ما زالوا في مقاعد الدراسة.
ما المقصود بالتكوين والتشغيل في نفس الوقت؟
المقصود هو أن يكون الطالب أو المتكوّن منخرطاً في مسار تكويني (جامعي أو مهني)، وفي نفس الوقت يشتغل بشكل جزئي أو تدريبي في مجال مرتبط بتخصصه.
هذا النمط يمكن أن يتم من خلال:
عقود التكوين بالتناوب
التداريب المهنية داخل الشركات
الوظائف الجزئية المرتبطة بمجال التخصص
عقود مهنية تدريبية مدفوعة الأجر
فوائد التكوين المزدوج
الربط بين النظري والتطبيقي
العديد من الخريجين يواجهون صعوبة في الانتقال من الجانب الأكاديمي إلى الميدان العملي.
أما من يشتغل وهو يتكوّن، فيكوّن رؤية واقعية لسوق الشغل ويكتسب الكفاءة المطلوبة تدريجياً
الخبرة المهنية المبكرة
في سوق شغل تنافسي، يفضل المشغّلون من لديهم خبرة مسبقة، التكوين المزدوج يمنح المتكون هذه الأفضلية من خلال تجربة العمل الفعلية.
تعزيز فرص التشغيل
كثير من الشركات تحتفظ بالمتدربين الجيدين وتقوم بتوظيفهم مباشرة بعد التخرج، مما يجعل فرص التوظيف أكبر مقارنة بمن يكتفي بالدراسة فقط.
تطوير المهارات الشخصية
التعامل مع بيئة العمل مبكراً يساعد على صقل مهارات التواصل، العمل الجماعي، تحمل المسؤولية، والانضباط، وهي صفات مطلوبة في أي وظيفة.
مساعدة مادية
بالرغم من أن بعض التداريب قد تكون غير مدفوعة، إلا أن هناك فرصاً عديدة تمكن المتكوّن من الحصول على دخل شهري بسيط يساعده على مواجهة أعباء الحياة.
التكوين المزدوج في المغرب والعالم العربي
بدأت بعض الدول العربية، ومن بينها المغرب، تتجه نحو اعتماد هذا النموذج خاصة في مجالات التكوين المهني.
وقد أثبتت التجربة أن إدماج المتدرب في بيئة العمل الفعلية يرفع من كفاءته ويؤهله لولوج سوق الشغل بسرعة أكبر.
رغم ذلك، لا تزال هناك تحديات، من أبرزها:
ضعف التنسيق بين مؤسسات التكوين والشركات
غياب حوافز كافية للشركات لاستقبال المتدربين
قلة التوعية بأهمية التكوين المزدوج في أوساط الطلبة والأسر
خطوات لتفعيل التكوين والتشغيل في نفس الوقت
تشجيع الشراكات بين معاهد التكوين والشركات الخاصة
إنشاء منصات إلكترونية تربط المتدربين بالشركات المحتاجة
وضع قوانين تُلزم بعض المؤسسات بفتح مناصب تدريبية دورية
منح تحفيزات ضريبية للشركات التي تشارك في برامج التكوين
إدماج ثقافة التكوين العملي في المناهج التعليمية من الإعدادي والثانوي
التكوين والتشغيل في نفس الوقت ليس فقط خياراً ذكياً، بل هو ضرورة في وقتنا الراهن.
هو الجسر الذي يربط بين الدراسة والواقع، بين المعرفة والعمل، بين الحلم والإنجاز.
إذا أردنا حقاً محاربة البطالة وخلق جيل مؤهل وقادر على بناء المستقبل، فعلينا أن نُعيد التفكير في الطريقة التي نكوّن بها أبناءنا، ونجعل من التكوين المزدوج خياراً رئيسياً، لا بديلاً.