صنعاء نيوزنبيل حيدر - - يواصل المسلسل التلفزيوني (همي همك) على قناة "السعيدة" كشف مستور معظم مراكز القوى المشيخية وغيرها وتعاملها الفج ووقاحتها في هلع ونهم السيطرة والاستحواذ.
قناة "السعيدة" يجب أن تأخذ (أوسكار) معنويا بلديا لأنه المتوفر فقط في عرضها الجريء لعضال مرض يمتنع كثيرون عن تناول تفاصيله ثم يريدون أن يحصل تغيير في بلد ثلاثيته الشيخ والعسكري والقات.
- ويجسد الشيخ طفاح أحد شخصيات المسلسل والذي تدور رحاه حول هيلمانه .. يجسد واقعا ينكره عازفو كمنجات المشايخ والذين يناقضون أنفسهم برفض توريث السلطة والاستفراد بها وبعدم رفض توريث المشيخة وبقاء سلطة الشيخ المهيمنة، وعندما تجد الإيقاع يشتد عزمه لصالح الشيخ النافذ المتخم بالمال والسلاح فلا يمكن أن تصدق أن فاعل ذلك عازم في قرارة نفسه على تغيير حقيقي جوهري يخلص الناس كل الناس من أشكال التسلط كل التسلط .. لا أن يضع مزاجه وهواه وغاياته ميزانا لتصنيف التسلط إلى تسلط مقبول وتسلط غير مقبول كما يفعل بعض الفقهاء في تصنيف المعاملات الربوية إلى معاملات ربوية ومعاملات غير ربوية .. فأن تستدين ألفا وتعيده ألفين غير جائز لكن أن تستدين شاة ثم تعيدها شاتين جائز ..
- طفاح طفحنا كثيرا وأفعاله طفحت أكثر وأكثر .. أما مغالطاته ومغالطات من تحت جناحه وجناح الترويج له فقد وصلت حد الهوس وصار ينطبق عليهم : ( يعيبون الناس والعيب فيهم ) وصار الترويج ينتمي إلى فئة يأمرون الناس بالمعروف وينسون أنفسهم .. وكهذا الطفح لا يمكن الركون إليه والاعتقاد بأن أياديه قادرة على إحداث التغيير الحقيقي الذي يقضي على كل انواع التسلط .. الأرضي والفوترة والدفع المسبق.
- وكل يوم تكتشف إصرارا عجيبا على عدم مراجعة العقل ومشاهدة واقعنا الاجتماعي المتداخل مع الحالة السلطوية والمتآزر بها برباط وكأنه مقدس تعكسه اعتقادات بأن الأمر ينبغي أن يسير هكذا لأنه هكذا منذ مئات السنين، وهنا يصبح من العجيب ألا تتعجب من منطق يرتفع صوته بطلب التغيير ويصم آذانه عن أن التغيير الذي نحتاجه وبإلحاح تغيير يجب أن يطال كل مستويات مآسينا، وإذا من فرصة متوفرة فهي الآن وهي فرصة تاريخية للشد على خروجنا من جحور التسلط المجتمعي ..أما أسلوب المعدية التي تجسر الطريق المائي بين شاطئين فيظل مهددا بالغرق خاصة عندما يكون التصور أن وسيلة العبور مجرد وسيلة تنتهي مرحلتها بتحقيق الهدف ..وهو تصور خاطئ وله أثمان باهظة .
- أعود إلى الشيخ طفاح .. فرمزيته في غاية الأهمية بالنسبة إلى واقع مزر تتسم علاماته بتسيد مقعد المشيخة إما مباشرة أو من وراء حجاب، وصلت إلى حد إطلاق لقب الشيخ على شخصية كان ظهورها سياسيا بامتياز فإذا بمناديه يناديه بالشيخ ..وأتذكر تعليقا لصديق تندر على غشاوة المشيخة التي سيطرت على العيون بأن حارس بوابة المرفق هذا أو ذاك يشاهدك لابسا بذلة وربطة عنق ومع ذلك يناديك بـ(يا شيخ ) . فهل من المعقول أن تبقى الغشاوة ملازمة لنا حتى في اللحظات التي نرنو فيها إلى حياة جديدة في كافة جوانبها؟؟.
ثروات وتنازلات
- على معظم أصحاب الثروات والنفوذ أن يتقدموا بالشكر الجزيل لهذه التربة التي بذرت ونمت فيها ثرواتهم، عليهم أن يقبلوا أقدام أكثر من 23 مليون مواطن .. فقد أكلوا وشربوا الذهب صلبآ وسائلا على هذه الأرض .. منذ قيام ثورة سبتمبر وحتى اللحظة تعاقبت أجيال منهم وتفننت في الاستحواذ وباستخدام مختلف أنواع الشراشف تغطية وتعمية وتمريرا سلبا.
غالبهم زايد وناقص على حساب المواطن البسيط فجمع وكنز واكتنز وليتهم يكنسون وينتكسون ولم يخرج من كل الموالد بلا حمص، وامتلكوا قصب شفط بقطر كوكب ووضعوها في الكأس وهات يا شفط وهات يا تكويم للثروات، ومع ذلك لا يزالون وفي هذا المنعطف الهام يرفضون تقديم التنازلات لصالح البلاد التي منحتهم كل ما يملكون. |