صنعاء نيوز/ نجلاء ناجي البعداني -
هي الأزمة اليمنية محرقة الوطن ومأساة حاضر الشعب ومستقبله ؛ افتعلها الساسة واكتوى بنيرانها العامة من أبناء الشعب اليمني الذين تجرّعوا ويلاتها طوال سبعة أشهر عجاف قابلة للزيادة.. هذه الأزمة المقيتة وما تحمله في طياتها من شر مستطير لا يبدو أن نهايتها قد حانت كما نأمل ونتمنّى، وكلما قلنا خبت نيرانها اشتعلت وزاد سعيرها وامتدت ألسنتها المُحرقة أكثر فأكثر..
وكلما قلنا قربت ساعة الفرج وانجلت الغمة وآن الأوان لنا ولوطننا أن نتنفس الصعداء وننفض عن كاهلنا غبار هذه المحنة التي حاقت بنا وبوطننا وكادت أن تمزّق وحدتنا وتشتّت شملنا لولا لطف الله وتحنُّنه علينا ؛ وجدنا “الأزمة اليمانية” اشتدت وربت واستحكمت حلقاتها وتصاعدت حدة العنف فيها وتعددت الأطراف المعنية بإدارتها واتسعت رقعتها للتجاوز حدود الوطن اليمني وتصبح أزمة إقليمية ودولية تتداخل فيها مصالح وأطماع دول أخرى تبحث لها عن موطئ قدم في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم ولو كان على حساب اليمن وشعبه، فمن تهن على نفسه يهن عليه الآخرون، وإن كان اليمنيون غير حريصين على مصالحهم؛ فمن السخف أن يعتقدوا أن الآخرين حريصون عليهم وعلى وطنهم أكثر من حرصهم على أنفسهم ووطنهم!.
وكل ما نعانيه ويعانيه الوطن اليوم بفضل تعنُّت أحزاب اللقاء المشترك وتمسُّك قادتهم ومشائخهم وجنرالاتهم وعلمائهم بمواقفهم المتصلبة وآرائهم المتعصّبة وإصرارهم على الوصول إلى كرسي السلطة بالطريقة التي اختاروها وبوسائلهم التي اتبعوها بعيداً عن الديمقراطية، ورفضهم التراجع قيد أنملة عن طريقهم الذي اختاروه ومشوا فيه؛ غير آبهين بمصلحة الوطن ومصلحة الشعب اليمني المغلوب على أمره والذي يساق أبناؤه كل يوم ليُذبحوا قرابين إرضاءً لقيادة المشترك صناع هذه الأزمة والمستفيدين من بقائها وتصاعدها الحالمين بجني ثمارها حين تستوي ويحين قطافها كما يظنون، فالصيد لمن صاده لا لمن أثاره.
وإن كان الشباب أصحاب الفضل في إشعال فتيل هذه الأزمة وإثارتها والحاصلين على براعة اختراعها - كما قال الشيخ الزنداني - إلا أن المستفيد الوحيد من هذا الاختراع الشبابي هم أحزاب اللقاء المشترك ومن يدور في فلكهم من مشائخ وعلماء دين وقادة عسكريين ومسئولين مدنيين ورجال أعمال وغيرهم ممن يريدون أن يكون لهم نصيب حين يتم اقتسام الغنائم بعد أن نجحوا وبامتياز في انتهاز هذه الفرصة واقتناص هذا الصيد الثمين الذي أثاره الشباب للوصول إلى مبتغاهم ومن أقصر الطرق وأضمنها؛ أو هكذا خُيّل لهم حين استنفروا إلى ساحات الاعتصام للسطو عليها ومصادرة أحلام الشباب ومطالبهم الحقوقية العادلة.
نعم أيها السادة.. كلما قلنا إن الأزمة اليمانية وصلت إلى منتهاها؛ طلعوا لنا بتقليعة جديدة تقتل كل ذرة أمل في نفوسنا بانفراج هذه الأزمة وتزيدنا قلقاً وخوفاً، وإن هذه الأزمة تقودنا نحو حرب أهلية باتت حتمية ومتوقعة، وهذه المرة من بوابة "المجلس الوطني" وقد بشّرنا “قحطان المشترك” بما هو أسوأ؛ وأن “مجلس المشترك الوطني” سيتخذ خطوات ستؤثر وبشكل كبير على حياة المواطنين وتزيد من معاناتهم، وقال إنها ضرورية، مطالباً أبناء الشعب اليمني بالصبر والتحمُّل والتضحية!!. فلماذا وجد الشعب يا قحطان إلا ليصبر عليكم، ويتحملكم وتضحّوا به؟!.
فيا قادة هذا البلد ومشائخه وعلماءه والتابعين لهم والمنقادين خلف مشيئتهم؛ اخلصوا لله نواياكم واتقوا الله في وطنكم وشعبكم، ولا تكونوا كالذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً.